قصة المثل ” غراب البين ضيع المشيتين “
قصة غراب البين ضيع المشيتين هي قصة عن الغراب وهو من الطيور التي تنتشر حول العالم ويتميز باللون الأسود وهو ما جعل الكثيرين يعتبرونه نذير شؤم وقد نهانا الإسلام عن ذلك، وقصة المثل تعود إلى محاولة الغراب أن يستخدم الحيلة في تقليد العصفور في مشيته فما استطاع أن يعود غرابًا ولا أن يصبح عصفورًا كما تمنى.
سبب تسمية الغرب “غراب البين”:
بعد الطوفان الذي تعرض له سيدنا نوح عليه السلام هو وقومه ونجاته هو ومن معه على السفينة أرسل سيدنا نوح غربًا ليخبره بمكان اليابسة حتى يستطيع ان يرسو بالسفينة هو ومن معه بعد طول البقاء في البحر، فما كان من الغارب إلا أن بان أي ذهب ولم يعد مرة أخرى، فسمي بغراب البين.
غراب البين ضيع المشيتين:
تبدأ القصة عندما كانت الحيوانات مجتمعة كل منهم يستعرض مشيته أمام بقية الحيوانات وكان الغراب يتمتع بمشية مميزة حيث كان يستطيع الوقوف على رجل واحدة والاتزان عليها كذلك كان يستطيع التبديل بين رجل والأخرى في رشاقة فكانت الطيور تعجب بمشيته وتحسده عليها، وفي أحد الأيام رأى الغراب عصفورًا يختال بين الشجر بقفزات سريعة ومتتالية فأعجب الغراب بمشية العصفور وحاول تقليدها عن طريق القفز مثله إلا أن جسم الغراب لم يساعده على آداء هذه المشية باحتراف مثل العصفور فوقع الغراب وضحكت الطيور منه وعندما عاد ليمشي مثل السابق مشيته المعهودة لم يستطيع فقد نساها وبقى الغراب يقفز وينط ولا يعرف كيف يمشي مما دعى جميع الحيوانات والطيور للسخرية والضحك منه لأنه لم يستطيع أن يمشي مثل العصفور ولا حتى مثل الغربان فأطلق عليه هذا المثل “غراب البين ضيع المشيتين”.
الغراب آية من آيات الله:
نهانا رسول الله صل الله عليه وسلم عن التشاؤم أو التطير فقال صلوات الله وسلامه عليه: «لا عدوى ولا طيره»، وذلك لأن العرب قديمًا كانت تعتبر الغراب نذير شؤم، وقد جاء ذكره في القرآن الكريم في سورة المائدة: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [سورة المائدة: 27-31] فكان الغراب هو الدليل والمعلم الذي اقتدى به هابيل في دفن أخيه قابيل بعدما قتله، وعندما رأى أن الغراب أكثر فطنة منه واستطاع أن يواري جثة أخيه أصبح من النادمين على فعلته من قتل أخيه، فكان هنا الغراب نذير خير جاء إلى هبيل معلم ومرشد ليعلمه كيف يقوم على دفن أخيه وليس نذير شؤم كما جاء عنه في الأثر من شعر العرب:
صاح غراب فوق أعواد البانة، يحمل أخبار أحبابي، فشتت انتباهي
فقُلتُ: غُرابٌ باغترابِ، وبانةٌ تُبينُ النوى، تِلك العِيافةُ والزجرُ
لقد هبت جنوبا متجنبا منهم وهبت صبا قلت الرقة والابتعاد