قصة المثل ” رمتني بدائها وانسلت “
إلقاء الضرائب على شخص ما والهروب يشبه قصة النساء اللواتي يرمين بعضهن بعضا بالأخطاء التي يريدن الناس أن يعتقدوا أنها فيهن. هذا المثل الشعبي القديم يستخدم للرد على أولئك الذين يحاولون تحميل العيوب على الآخرين، وقصته تعود إلى امرأة استخدمته للرد على ضرتها التي حاولت إيذائها.
رمتني بدائها وانسلت:
يحكى أنه كان هناك رجلًا يدعى سعد بن مناة ، كان متزوج من أكثر من امرأة وذات مرة رأي فتاة شديدة الجمال فأعجب بها وأراد أن يتزوجها وبالفعل تقدم لخطبتها والزواج منها وكانت هذه الفتاة تدعى رهم بنت الخزرج، فلما تزوجها سعد أنجبت لها ولد سماه مالك، مما زاد من غيرة زوجات سعد وصرن يكيلن لها الشتائم والسباب حتى كانوا يقولون لها: يا عفلاء ، والعفل هو شيء يصيب المرأة بعد الولادة وتعاب به النساء، فكانت تبكي من وقع الوصف عليها وتشتكي لأمها من أمر ضرائرها ومسبتهم لها.
أوصت الأم الفتاة بأن تبدأ هي بالسب والشتم في حالة اشتباكهم معها، وعندما حدث ذلك وقالت إحداهم لها “يا عفلاء”، لم تغتاظ أو تبكي كما كانت تفعل رهم، بل بدأت تضحك وتقول “رمتني بدائها وانسلت”، أي تركتني بما فيها وليس فيني. ومنذ ذلك اليوم، انتشر هذا المثل بين النساء.
القذف والسباب ليس من أخلاق المسلمين:
نبت المثل من خلال إحدى المشاجرات التي تبادلت فيها النساء السباب لبعضهن وهو ما نهانا عنه رب العزة تبارك وتعالى حين قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ لا تتناحَزوا بالألقاب، فإن الاسم الفاسق بعد الإيمان بئيس وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات:11] فالسباب واللعان لم يكن أبدًا من أخلاق الرسول فعَنْ أَنَسٍ بن مالك، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا، وَلاَ لَعَّانًا، وَلاَ سَبَّابًا، كَانَ يَقُولُ عِنْدَ المَعْتَبَةِ: «مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ» ولذلك فإن المسلم مأمور بحفظ لسانه عن السب والشتم فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره» فإن الإسلام يربي المسلم على عفة اللسان ونظافته، وعلى الامتناع عن السباب لأي شخص مهما كان الحوار القائم بينهما، وإلا فليترك الحديث حتى يتجنب الوقوع في الخطأ عن طريق التفوه بما لا يليق به كرجل مسلم أو امرأة مسلمة.
{لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما} [النساء:148] فالله تعالى لا يحب الجهر بالأفعال السيئة مثل السباب واللعن، ويكفينا نحن المسلمين أن نعلم أن الشخص القام بهذه الأفعال غير محبوب من رب العالمين، لذا يجب علينا تجنبها في جميع معاملاتنا لنسعى لاستحسان الله.