منوعات

قصة المثل …. خذ الحكمة من أفواه المجانين

لا يخفى علينا جميعا أن هناك العديد من الأمثلة الشعبية التي نستخدمها في حياتنا اليومية وتتناسب مع العديد من المواقف والأحداث. وعادة ما تكون هذه الأمثلة الشعبية مضحكة وساخرة، ويسعدنا أن نقولها ونضحك عليها. ولكن هناك بعض الأمثلة لها قصص وحقائق واقعية في عالمنا، ومن بين هذه الأمثلة المشهورة المثل الشعبي الذي يقول “خذ الحكمة من أفواه المجانين.” على الرغم من أن هناك حكمة مستفادة من أحد المجانين، إلا أن القصة الحقيقية وما حدث هي ما سنتعرف عليه في السطور التالية .

قصة المثل
في يوم ما، كان هناك رجل ثري يعمل في التجارة ولديه أربعة أبناء بالغين، وفي إحدى الأيام سافر هذا الرجل لشراء بضائع لتجارته. خلال سفره، مرض وتوفي، وكان موقعه بعيدا جدا عن بلده وأبنائه. تلقى الابن الأكبر خبر وفاة والده، وأبلغ أشقائه وحددوا يوما لتلقي التعازي في وفاة والدهم. ومع ذلك، طلب الأشقاء الثلاثة توزيع التركة وأدركوا أن هذا سيعطيهم فائدة أكبر من تلقي التعازي. طالب الأخ الأكبر منهم أن ينتظروا حتى يتم إكمال مراسم التعزية قبل توزيع التركة، حيث يحق للأب أن يتلقى وفاءا له بالعزاء وحتى لا يلقوا اللوم من الناس بسبب عدم صبرهم. ومع ذلك، كان إصرار الأشقاء الثلاثة على تقسيم التركة أهم بالنسبة لهم، بغض النظر عن إقامة مراسم التعزية. وهنا بدأ الخلاف بين الأشقاء الثلاثة والأخ الأكبر الذي يرغب في إكمال مراسم التعزية أولا لوالدهم، وبين الأشقاء الثلاثة ورغبتهم في تقسيم التركة .

المحكمة واستشارة أحد العقلاء
لجأ الأبناء الثلاثة إلى المحكمة والقضاء ورفعوا دعوة على أخيهم بالفعل ليفصل القاضي فيما بينهم من خلاف ، حينما علم الأخ الأكبر بهذه الدعوة ذهب إلى أحد العقلاء لكي يستشيره في أمره وما يمكن أن يفعله مع أخواته في هذا الشأن ، نصحه الحكيم أن يذهب إلى واحد في المدينة فسوف يجد عنده الحل وحينما أخره عن أسمه تعجب الأخ الأكبر كثيرا كون من اختاره هذا هو من مجانين المدينة ، فأكد له الحكيم أنه سوف يجد الحل من هذا المجنون وأنه مهما بحث فلن يجد أفضل من ذلك الشخص الذي سوف يفتيه في أمره .

حكمة المجنون
فكر الأخ الأكبر كثيرا في كلام الحكيم، وتساءل كيف يمكنه إيجاد حل في شخص هذا المجنون، ولكن بعد التفكير والتردد، وجد أنه لن يخسر شيئا إذا ذهب إلى هذا المجنون وشاوره في أمره. فذهب بالفعل إلى هذا المجنون وأخبره بمشكلته. فرد المجنون عليه بسؤال: “هل لديكم شاهد على وفاة أبيكم؟” فتعجب الأخ الأكبر وأجاب “لا، ليس لدينا شاهد”. ففطن الأخ الأكبر أن هذا السؤال سيساعده في حل المشكلة. وبعد استدعاء المجنون للمحكمة وحضوره في وقت كلمته، تقدم الأخ الأكبر وسأل كيف يمكن توزيع الميراث في ظل عدم وجود دليل أو شاهد على وفاة الأب. وأخبرهم القاضي بأنهم يجب أن ينتظروا حتى يأتي شاهد. بعد ذلك، قال الأخ الأكبر لأخواته: “ماذا لو صبرتم أسبوعا واحدا؟ أليس ذلك أفضل من البقاء في المحاكم لفترة طويلة؟” وظلت القضية معلقة في المحاكم لأكثر من عام ونصف. ومن هنا جاءت الحكمة من أفواه المجانين، حيث أخبرهم أنهم يجب أن يصبروا ولا يستعجلوا الأمور، وتلك الحكمة ما زالت حتى الآن تستخدم في حياتنا اليومية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى