ادب

قصة المثل “اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول”

قصة المثل السعودي اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول

يتحدث هذا المثل الشعبي السعودي عن ثعلب كان يتجول في حديقة في يوم صيفي حار وكان يعاني من العطش الشديد، عندما وجد عنقودا من العنب يتدلى من شجرة على جذع مرتفع، فقرر الثعلب الاستحواذ على هذا العنقود لإرواء عطشه، وقفز مرتين ليلتقط العنقود ولكنه لم يستطع الوصول إليه.

فقرر الثعلب أن يستسلم اخيرًا و قال :قال `لا باس، أنا متأكد أنه عنب حامض على أي حال!` وتركه وذهب، وأصبح هذا المثل يستخدم للتعبير عن كل من لا يستطيع الوصول إلى شيء ما فيقلل من أهميته، أو كحجة للفشل، أو عدم حب الخير للآخرين.

متى يقال مثل “اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول”

هذا المثل من الأمثال الشعبية النجدية، ويقال كحجة وتبرير للفشل الذي يمر به الإنسان الفاشل، فيقوله الفاشل ليتبرأ من مسؤولية فشله ويحملها على الظروف المحيطة به والعوامل الخارجية، بينما في الحقيقة، هو يفتقر للإرادة والحماس والمجهود الذي يبذله لا يكفي إطلاقا لتحقيق هدفه

الحالة التي يكون فيها شخصٌ غير محب للخير لشخصٍ آخر تحدث في حياتنا اليومية، حيث يتعامل الناس بعضهم بإحترام ويتحدثون عن بعضهم بالخير، ولكن عندما ينجح هؤلاء الأشخاص ويتخذون طريقًا مختلفًا يبدؤون بالحقد عليهم وتغيير آرائهم نحوهم.

وقد قامت الفنانة أحلام بغناء اغنية لهذا المثل بعنوان: “قول عني لا تقول”

ما هي الأمثال الشعبية

تعد الأمثال الشعبية واحدة من أكثر فروع الثقافة الشعبية ثراء، حيث تجسد تجربة طويلة الأمد للشعب وتنتهي بدروس وحكم. تعد مجموعة الأمثال الشعبية سمة مميزة للأفكار الشائعة، حيث تتمتع بخصائص ومعايير خاصة بها، وبالتالي فهي جزء أساسي من خصائص الناس وأسلوب حياتهم ومعتقداتهم وقيمهم الأخلاقية. إنها أيضا نموذج لتحفيز الحركة الداخلية، بالإضافة إلى أن سلوك الأمثال الشعبية يحمل معنى وهدفا واضحين. ويتجلى ذلك في جميع الأمثال حول العالم. إذ تعبر هذه الأمثال، مهما اختلفت، عن تاريخ وأفكار الأمة التي نشأ فيها المثل. فالمثل الشعبي هو تعبير عن تجربة طويلة الأمد، متراكمة على مر الزمن، ينقلها الفرد لنا في شكل مختصر من خلال المثل، ويخرج لنا الدروس والحكمة، ويشبه الرواية الشعبية التي تحكي قصة قصيرة وتساهم في تشكيل طباع الناس. إن مجموعة الأمثال الشعبية تعد سمة للأفكار الشعبية ذات الخصائص والمعايير الخاصة، وبالتالي فهي جزء من خصائص الناس وتنوعهم وأنماط حياتهم ومعتقداتهم ومعاييرهم الأخلاقية.

تُعد الأمثال من الأساليب الأدبية التي تعبر عن الفضول وتكون مفيدة للغاية، وتلخص تجارب الإنسان وتظهر في لغة الناس بشكل متكرر. وبسبب شعبيتها، أصبحت الأمثال تحتل مكانة مهمة بين الناس الذين يتحدثون ويسمعونها، مما جعلها تحتل مكانة مهمة بين الفنون الشعبية الأخرى.

يختلف تعريف الأمثال لكن لا يخرج أي منها عن الحقائق الآتية: يتجلى فصاحة القول المأثور في قصر تعبيره وأضراره في معناه، وفي هذه الحالة، يمكن أن يقال إن فهم أهمية الأمثال الكلاسيكية والشعبية واضح، لذلك فإن الجماهير تحرص عليها.

الأمثال والحكمة الشفوية الشائعة ليست واضحة بعد ويتم تداولها على نطاق واسع بين العام والخاص. يمكن تعريف الأمثال أيضا على أنها: “عبارات قصيرة ومفيدة تنتقل من جيل إلى جيل، وتتميز بتنظيمها الجيد والبلاغة، وعادة ما تستخدم في فئات مختلفة” وكما قال الفارابي فإن هذه المصطلحات والمعاني تكون مقبولة بين الناس ويؤمنون بها في الخير والشر

وصلوا فيما بعد إلى إجماع، لأن الناس لن يتقبلوا أشياء غير كاملة. لذلك، فإن الأمثال هي مصطلحات ذات قيمة أخلاقية تقبلها الناس بينهم، وتمت غربلتها قبل تمريرها ونشرها. ويتم التعبير بصراحة أو ضمنًا عن هذه المعايير على جميع المستويات، وعلى أي حال، يجب على المرء اتباعها.

كيف بدأت الأمثال الشعبية

بدأت الأمثال العربية المشهورة منذ القدم عبر أسلافنا وأجدادنا، ونحن نرددها حتى اليوم. فالأمثال ليست سوى انعكاس لثقافات المجتمع والأمم والشعوب وطبقاتهم المختلفة وانتمائاتهم المتعددة التي يتم توارثها عبر الأجيال، وتقوم بتجسيد أفكارهم وخبراتهم. وقد تحدث ابن الأثير عن كيفية استمرار ظهور الأمثال، وقال إن العرب وضعوا تلك الأمثال استنادا إلى حوادث مماثلة مروا بها من قبل، حتى أصبحت الأمثال علامة لهذا الحدث.

ومن الأمثال الشعبية حكاية شعبية أو مثل مأخوذ من نكتة ، ويمكن استخدام هذا المثل بين الناس أو بين غريب. وتشمل هذه الاقتباسات من اللغة العربية الفصحى أو اللهجة المستخدمة في المثل مع تعديلات طفيفة ، وهي مستمدة من كتب التراث الأدبي أو الأغاني الشعبية ، وتعبر عن تجارب وممارسات الناس. وهي نداء للعالم ، وتندرج تحت ما يعرف بالطب الشعبي أو الطب التقليدي ، وهناك أمثال تعكس الإيمان القديم الذي يشير إلى وصولنا إلى عصر هذا التراث ، وبعض الأمثال يمكنها بدقة استكشاف أعماق الروح البشرية أو التجربة الإنسانية العامة ، وهذا بلا شك مستمد من التعامل مع الآخرين ، الناس والثقافة.

أهمية الأمثال الشعبية

تُعتبر الأمثال الشعبية انعكاسًا حقيقيًا لحكمة الناس ومخزنًا للعادات والتقاليد، كما تُعَدُّ ملخصًا للتجربة الإنسانية وملخصًا للتجربة الفردية والجماعية. وقد صدرت هذه الأمثال عن الذين حصلوا على الحكمة أو تشكلت لديهم نتيجة للتجارب والخبرات التي عاشوها وتفاعلهم مع الوجدان الشعبي

تكمن أهمية الأمثال في قدرتها على تغيير السلوك الشخصي من خلال تأثيرها النفسي على الناس، إذ تمتلك الأمثال قيمة اجتماعية سامية وتتمكن من إثارة اتجاهات إيجابية. وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر الأمثال من أهم مصادر المعرفة النفسية للناس في التاريخ.

كما ان للأمثال اغراضًا متنوعة فالشخص الذي ليس لديه أهداف أو أغراض لتحقيقها لن يتكلم ، وإلا فإن هذه الكلمات ستعتبر هراء. وبالمثل ، عندما تتكرر الأمثال بألسنة الناس ، من خلالها تعرفنا على روح هذه الأمة والنضالات التي تخوضها ، واستكشفنا وجهات نظرهم في جميع جوانب الحياة وآرائهم في الكون ، كما تعكس أمثالهم بأمانة ، مشاعرهم وآمالهم وألمهم وفرحهم وحزنهم وأفكارهم وفلسفتهم وحكمتهم. بما أن هذا هو الحال مع الأمثال الشعبية ، نجد أن الكثير والعديد من الناس يقومون بالتحدث عما توصلوا إليه وطرحوه من مستوى الحكمة الذي وصلوا له فالأمثال هي مرآة للجميع، وتقوم الامثال بالتفاعل مع مزاج الناس وسلوكهم وعاداتهم وتأثيرهم على البيئة المحيطة بهم ودورهم في البيئة ، وهي أمور مهمة جدًا لارتباطهم بحياة الناس ووصفهم لهذه الحياة.[6]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى