ادب

قصة المثل الشعبي ” جا يكحلها عماها “

تعد قصة المثل الشعبي “جا يكحلها عماها” من الأمثال الشعبية التي يتم استخدامها لوصف الشخص الذي يعمل على تحسين شيء ما، لكن يتسبب في تعرضه للمشاكل بسبب سوء تصرفه وتسرعه. حيث يريد الرجل وضع الكحل لتجميل الشيء، لكن في ذات الوقت يفقدها جمالها بسبب خطأ واحد.

بداية القصة:
يحكى أن رجلا تزوج للمرة الثانية من امرأة جميلة شغفه حبها، وكان يريد الاقتراب منها، لكنها كانت دائما هادئة وشاردة الذهن ولا تتكلم ولا تظهر أي اهتمام بما يدور حولها. بدأ الرجل في شراء الهدايا وإنفاق المال عليها، ولكنه لم يحقق أي تقدم في جعلها تنظر إليه بإعجاب. شك الرجل في حبها واعتقد أنها تكرهه وحياته، وكاد هذا الشك أن يدمر حبه لها. لذلك، قرر الرجل أن يذهب إلى امرأة حكيمة لديها خبرة وحكمة تساعده على حل هذه المشكلة الصعبة.

وعندما ذهب إليها وأبلغها شأنه وشأن زوجته معه، أشارت عليه الحكيمة بأن يحضر أفعى ويقوم بإغلاق فمها بإحكام ويضعها على صدره ويدعي الموت، فأعجبته الفكرة وقرر تنفيذها وعاد مسرعًا إلى البيت بعد أن أحضر الحية وأغلق فمها، وادعى النوم في سريره بعد أن وضع الحية على صدره، وبعد فترة قامت زوجته لإيقاظه فقد طالت غفلته، وما أن رفعت الغطاء من على رأسه حتى وجدت الأفعى.

جه يكحلها عماها:
جعلت المرأة تصرخ وتبكي على وفاة زوجها وتناديه يا حبيبي يا من تركتني أعاني الفقد بعدك وظلت تبكي على صدره، فما كان من الرجل إلا أن انتفض من مكانه بعد أن ملئت السعادة قلبه، وقال لها أنه لشدة حبه لها فعل هذه الخدعة وهنا غضبت المرأة وأقسمت أن لا تعود إليه أبدا حتى يكلم الحجر الحجر أو يكلم العود العود وهو ما يعني أنها لن تعود إليه أبدًا.

عندما انتشرت أخبارهم، أطلق عليهم جميعا تعبيرا يقول `جا يكحلها عماها`، والذي يعني أنهم عندما يحاولون أن يقربوها منهم ويعبروا عن حبهم لها، يبعدونها عنهم عن طريق خداعها وتظاهرهم بالموت. وعاد الرجل مسرعا إلى الحكيمة ليستشيرها بعد فشل خطته. وتهدأت الحكيمة من رعبها وقالت له: `أحضر لها رحى، وهي الأداة التي تطحن الدقيق. عندما تدور الرحى، يصدر صوت يبدو وكأن الحجر يتكلم مع الحجر.` وكذلك، أحضر لها الربابة. عندما يلتقي العود بالربابة، تصبح الألحان أجمل وكأنها تعبر عن كلامهم. فعاد الزوج مسرعا، وقد أحضر ما قالته الحكيمة. وعندما رأت زوجته حبه الشديد وإصراره على أن تعود إليه، عادت إليه مرة أخرى، ولكن هذه المرة بابتسامة وجه بهجة

الحكمة من القصة:
يجب ألا نتسرع أبدا في الشروع في أي عمل قبل دراسته بشكل جيد، لكي يتمكن الشخص من التعرف على الفوائد التي يمكن أن يحصل عليها من هذا العمل، وكذلك المخاطر التي قد تحدث، لا سمح الله. لا ينبغي أن يضع نفسه في موقف يتعرض فيه لمفاجآت غير متوقعة. فالمسلم هو شخص ذكي وحكيم، ولا يفعل إلا ما يفيده ويفيد المسلمين، ويبتعد عن ما يضره ويضر المسلمين. ولا يخطو أي خطوة إلا إذا كان يعرف أفضل الطرق التي تؤديه إلى الهدف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى