قصة المثل الشعبي الجار قبل الدار
اشتهر العرب قديما بلباقتهم في الكلام وتفوقهم في التعبير عن الحكمة. استخدموا المثل والحكمة وفقا للمواقف لاستخلاص العبرة. وقد توارثت تلك المثلثات الشعبية عبر الأجيال، ومن بين تلك المثلثات الشعبية البارزة (الجار قبل الدار). سنتعرف الآن على قصة هذا المثل الشعبي الشهير في البلدان العربية، وسنعرف أيضا مفهوم المثل الشعبي وخصائصه وأهميته.
الأمثال الشعبية:
هي واحدة من أهم عناصر الثقافة الشعبية وتعد من أهم التراثات الشفهية في الثقافة الشعبية القديمة. تشكل عبارة صغيرة، ولكنها تحمل معان عظيمة. وقد قيلت من قبل أشخاص عاديين، عبر قصة أو حدث، مما جعلهم يستنتجون منها الفائدة والعبرة. وانتشرت هذه الجمل بين الأجيال في مختلف الدول العربية دون أن يعرف الناس القصة المتعلقة بهذه الجملة.
صفات المثل الشعبي:
لتصبح جملة مثل شعبي يجب أن تحتوي على العناصر التالية:
– ايجاز الكلام : توصيل الحكمة من القصة بإيجاز واختصار.
-اصابة المعني : من خلال استخدام كلمات بسيطة، يمكن إيصال المعنى المراد بسهولة للناس .
– حسن التشبيه: يستند المثال على تشبيه جيد ومناسب للحالة المحددة.
أهمية الأمثال الشعبية: غالبا ما تحتوي الأمثال الشعبية على عبر ودروس تستفيد منها الإنسان طوال حياته، ولكنها لا تعكس الحقائق والمسلمات دائما.
المرأة والأمثال الشعبية
لم تنصف المرأة في الأمثال الشعبية على مر التاريخ، فقد قللت الأمثال الشعبية من شأنها، ونظرت إليها نظرة دونية، وجعلت دور المرأة في الحياة مقتصر على الزواج وخدمة الزوج فقط ، كما كانت تنادي لتربية الفتيات تربية قاسية، على عكس تربية الأولاد التي كانت تنادي بتدليله، ومن أمثلة هذه الأمثال :
دلل ابنتك بالتلطيف ودلل ابنك بالتشجيع.
– البنت يا تسترها يا تقبرها.
يحذر من إفشاء السر للزوجة ، والذي سيؤدي إلى العذاب والشتات.
الفرق بين الحكم والمثل الشعبي
هناك اختلافات بين الحكمة والأمثلة الشعبية، وسنتعرف على تلك الاختلافات فيما يلي بالخطوة الرابعة بمبلغ ٣٦٧٥٤
الحكمة في اللغة: يعني الرأي الصحيح، الذي يستنتجه الشخص الحكيم عن طريق التفكير الطويل، ويُقال إن الحكمة هي إما من عالم أو مفكر أو حكيم، وتُعرَف الحكمة من باب النصح.
المثل في اللغة :هي عبارة عن جملة قصيرة تحكي قصة بشكل مختصر وبتشبيه جيد للاستفادة منها في المستقبل، وليس شرطا أن يكون القائل حكيما أو عالما أو مفكرا.
قصة مثل الجار قبل الدار:
تتعلق القصة برجل كان يعيش بالقرب من منزل أبو دف البغدادي لسنوات عديدة، وعندما تفاقمت ديونه واشتدت حاجته، لم يجد حلاً آخر سوى بيع منزله .
عرض صاحب المنزل المنزل للبيع بمبلغ أعلى من قيمته الحقيقية، إذ كان يُقدر بـ 500 دينار، ووضعه للبيع بـ 1000 دينار، ولم يتقدم أحد لشرائه بسبب غلو سعره، فنصحه الجيران بتخفيض السعر لأنه لا يستحق هذا الثمن، واقترحوا عليه تخفيض السعر للنصف، ولكنه لم يلتفت لنصائحهم.
– كرر له أبو دف البغدادي نفس كلام الجيران الآخرين فوجده يقول ( إني أبيع المنزل بـ 500 دينار، والجيران بـ 500 دينار )، وأكد له جاره أنه عندما اشترى هذا المنزل منذ 20 عاماً، أول ما فكر فيه هو مدى طيبة وأخلاق جيرانه والصداقة والأخوة التي ستجمعهم به، لذلك حتى بعدما تزوج ابنائه وابتعدوا عنه لم يفكر في ترك منزله ويبتعد عن جيرانه، لذلك فإنه يرى قيمة البيت بقيمة الجيران.
فوجئ أبو دف البغدادي بإعادة الجميل من قبل جاره، ولم يتمكن من تفادي مساعدته وتسديد ديونه، وهذا ما أدى إلى صياغة المثل (الجار قبل الدار).
بعض الأمثال الشعبية في العالم العربي:
–أمثال من السعودية:
اللي ما يعرف الصقر يشويه .
إذا فات الفوت، ما ينفع الصوت.
سيل ما يبلك، لا يهمـك .
الرجال مخابر، ماهي بمناظر.
لو كان فيه خير، ما رماه الطير.
إذا ما طاعك الزمان طيعه.
– أمثال من فلسطين:
داخل الدار قرود وخارج الدار ورود.
إن غاب القط العب يا فار.
في قلبي صدى ما بحبش حدى.
بتحط في عبها وبتف من فمها.
وين ذانك يا جحا.
الطويل هو نجم في السماء والقصير هو فجلة على الأرض.
-أمثال شعبية مصرية :
امشي خلف الجنازة ولا تمشي خلف الزواج.
يا من توثق للرجال، يا من توثق للمياه في الغربال.
الشخص المغيب يمتلك حجته، فكن حذرًا واحتفظ بشمعتك.
الخبر اللي النهاردة بفلوس، بكرة ببلاش.
-أمثال من سورية:
دق الحديد وهو حامي.
أول المزاح شتم وآخرتو لطم.
إبنك لا تعّلمو الدهر بيعلموا.
أبوها راضٍ، وأنا راضٍ، وأنت، يا قاضي، المالك.
اتفق القط والفار على خراب الدار.
أذن من طين وأذن من عجين.