ادب

قصة الكرسي المشؤوم ” كرسي توماس بوسبي “

إذا قمت بزيارة متحف الجوهرة الصغيرة في ثيرك ، فسوف تشاهدا منظرا غريبا إلى حد ما ، الا وهو كرسي من خشب البلوط ومعلق من السقف في إحدى مناطق العرض ، حيث تم تعليق هذا الكرسي بناء على طلب من صاحبه لمنع أي شخص الجلوس عليه بما في عمال الصيانة ، ولم يسبق للمتحف أن يخلف وعدة منذ أكثر من 30 عاما .

سمعة روفان سيئة السمعة
تشير الأساطير المحلية بأن هذا الكرسي ينتمي إلى ” توماس بوسبي ” البلطجي واللص والسكير ، والذي عاش في شمال يوركشاير في الجزي الأخير من القرن السابع عشر ، وقد تزوج من ” اليزابيث ” ابنه ” دانيال عويتي ” والتي عاشت بالقرب من قرية كيربي ويسكي .

وقد اشترى عويتي مزرعة بعد الانتقال إلى المنطقة بعدما كان في ليدز ، وقد مكنه منزله من مواصلة أنشطته غير القانونية للقطع النقدية في عزلة ، وقد بنى بداخله غرفة مخيفة كانت متصلة بالقبو من خلال ممر سري، وكان بوسبي المالك الأصلي للنزل وعلى بعد ثلاثة أميال من منزل عويلي مما جعله مشارك له في الجريمة .

جريمة من العاطفة
تفاصيل ما حدث في اليوم الأخير من حياة عويتي غامضة، حيث قد حدثت مجادلة بينه وبين بوسبي في وقت سابق من ذلك اليوم، ويمكن أن يكون الأمر متعلقًا بإليزابيث أو بأمر آخر. كانت علاقتهما غير منسجمة في بعض الأحيان وكانا دائمًا على خلاف لأسباب مختلفة .

في ذلك اليوم، عاد عازف السكاري المتقلب المزاج إلى نزله ووجد عويتي تنتظره وتهدده بأخذ اليزابيث معه، ولوحظ تقلب مزاج بوسبي عندما رأى عويتي جالسًا على كرسيه المفضل، وبالرغم من حجته، قام بإخراج عويتي رغماً عنه وطرده خارجاً .

في تلك الليلة، كان بوسبي لا يزال غاضبًا، وقد احتجز مطرقة واقتحم منزل عويتي وضربه حتى الموت، وحاول بوسبي إخفاء جريمته في الغابة، ولكن اختفاء عويتي المفاجئ جعل الجميع يبحثون عنه، وعُثر بالفعل على الجثة وتم القبض على بوسبي واتهموه بالقتل .

في عام 1702 تم محاكمة بوسبي وحُكم عليه بالإعدام، وتم تعليق جسده على المشنقة وغُطي بالقطران أمام نزله ومرأى ومسمع الناس. وتم تغيير اسم النزل إلى نزل بوسبي إلى أن تم إغلاقه في عام 2012 .

تحذير بوسبي الأخير
وهنا تتحول قصة بوسبي بعيدا عن الحقائق التاريخية ، لتتحول إلى فولكور وأسطورة محلية ، حيث تروي أحد النسخ أن بوسبي قد حقق أمنيته الأخيرة بتناول مشروبا أخيرا في نزله الخاص وهو يجلس على كرسه المفضل، وعند مغادرته للنزل متجها إلى موقع الاعدام قام بلعن الكرسي وقال أن الموت سياتي على كل من يجلس عليه .

تقول بعض الروايات إنه قال ذلك قبل أن يعلق على المشنقة، وقرر بوسبي حتى بعد وفاته أن لا يسمح لأي شخص بالاستمتاع بجلوسه على هذا الكرسي .

كان يعتقد أن روح بوسبي تطارد الحانة القديمة في هذه المنطقة، وكان كرسه الثمين محور اللعنة التي ارتبطت بروح الانتقام لديه. ويعتقد أن قطعة الأثاث هذه تسببت في وفاة أكثر من معظم القتلة المتسللين، حيث يقدر عدد الضحايا بحوالي 60 ضحية .

أول ضحية للكرسي
كانت أول حالة وفاة لضحية الكرسي المشؤوم، حيث كان الضحية يجلس مع أحد الأصدقاء على الكرسي ويشرب مشروبه في إحدى الأمسيات في عام 1894، ولم يعد هذا الرجل إلى منزله في ذلك الليلة، حيث عثر على جثته في صباح اليوم التالي، وقد قيل أنه انتحر، ولكن في عام 1914، اعترف صديقه بأنه سرق صديقه وقام بقتله .

كرسي الموت فلا تجلس
وخلال الحرب العالمية الثانية أصبحت الحانة مكانا مشهورا لتناول المشروبات ، حيث كان الطيارون يرفعون بعضهم البعض للجلوس على الكرسي ، والذي كان تحديا منهم ، وفي عام 1968 قام طيارين بالجلوس على الكرسي ، واثناء عودتهم إلى المطار تعرضوا لحادث وقد تحطمت سيارتهم عند اصطدامها بشجرة حيث مات كلاهما في طريقهما إلى المستشفى .

ميراث مشؤوم أم حيلة سياحية
هناك الكثير من الأسئلة التي لم يجد أحد عليها إجابة غلى الآن ، فهل حقا بوسبي قام بجريمة القتل من أجل الكرسي ، وهل قطعة أثاث من الممكن أن يرتبط بها شخص لهذه الدرجة ، أم أن القتل كان لسبب أكبر من ذلك بكثير ، وهل الكرسي يطارد كل من يجلس عليه أم أنه وسيلة للتحايل على المال ؟

يعتقد الكثيرون أن الوفاة في موقف الكراسي هي مجرد صدفة لأي شخص يجلس عليها، وأن هؤلاء الأشخاص يتحملون المخاطرة بحياتهم، ولكن في الواقع هناكثير من الحوادث التي وقعت في الطرق وحالات وفاة لجنود خلال طلعات جوية، وكانوا غير محظوظين .

يُمكن اختبار الكرسي لمعرفة ما إذا كانت هذه الأسطورة صحيحة والإجابة عن جميع هذه الأسئلة، ولكن من الأفضل عدم المخاطرة بذلك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى