منوعات
قصة الفيلم اللبناني و هلأ لوين
يحرص المخرج السينمائي على رصد مشاكل المجتمعات بعين الباحث، ويقوم بمساعدة سيناريست ماهر، وعدسة تصوير قوية، وممثلين ذوي أداء قوي في تقديم صورة شفافة، ومباشرة عن أبرز المشكلات والقضايا التي تعاني منها المجتمعات. ويكون المخرج مؤثراً عندما يتعلق الأمر بمشكلة ذات أبعاد إنسانية، فلا يصبح للفيلم نطاقاً محدداً، بعادات أو لغة معينة. وهذا ما تحرص عليه مخرجة كنادين لبكي، خاصة مع أحد أبرز أفلامها وهو “و هلأ لوين؟”
قصة الفيلم اللبناني و هلأ لوين
- يحكي الفيلم اللبناني قصة إحدى القرى اللبنانية التي تندلع أزمة الفتنة الطائفية بها، فتؤثر على حياة الرجال وعلاقتهم ببعضهم البعض، بينما تدعم علاقة نساء القرية، فتتحدن، للتأثير على عقول الرجال، وشغلهم بأمور حياتهم، وبعلاقتهم بالجنس الآخر، والابتعاد تماماً عن أي عراك أو قتال.
- تشعر نساء هذه القرية بضغط نفسي بسبب فقدان آخر رجل في القرية بسبب “وباء الفتنة”، مما يجعل جنازات الرجال الأخيرين يحضرها نساء القرية فقط.
- في عرض يعتمد على طريقة “الفلاش باك”، نشاهد كيف قاومت النساء نيران هذه الفتنة التي لم تفرق بين مسيحية ومسلمة، بل جمعتهن كثيرًا تحت سقف واحد، سواء لتحضير الحلويات والمخبوزات المحتوية على المواد المخدرة لتخفيف حدة التوتر بينهن.
- تجتمع النساء مرة أخرى عند بائع أدوات الخياطة ومستلزمات المنزل للتفكير والتدبير من أجل استحضار راقصات أوروبيات لإلهاء الرجال عن المشاحنات. ومن ناحية أخرى، يتم استخدام إحدى الراقصات للتجسس على ما يدور بين الرجال من المذهبين للتفكير في كيفية مقاومته.
- تبرز من قصة الفيلم بعض القضايا الهامة مثل الضغط التي تتعرض له أرملة شابة تبحث عن الحب، بسبب موقف أهل القرية مما يحدث والذي يؤثر على عنصر الأمان بحياة الرجال بها، فتتحول من إنسان أقصى ما تنشده هو الأمان لها ولطفلها، إلى امرأة جل ما تقكر به هو كيفية حماية نفسها وابنها وأبناء جيرانها من هذه الضغوط والتأثيرات السلبية.
- بعد استنفاذ جميع الطرق من قبل نساء القرية، خاصة بعد تعرض الابن الأصغر لإحدى الأمهات المسيحيات للقتل بسبب مشاجرة بين رجال مسلمين ومسيحيين انتهت بالرصاصة التي أودت بحياته، تلجأن جميعاً إلى مواجهة الرحال بحقيقة الأمر، وأن العقيدة شيء خاص بكل إنسان ولا يتوقف التعامل بيننا جميعا كبشر على عقيدة مختلفة، فتعتنق كل امرأة ديانة الأخرى؛ ليستيقظ الرجال ويجدن كل امرأة قد اعتنقت ديناً آخر، لتواجهه به، وتفرضه أمر واقع.
شخصيات و أحداث فيلم وهلأ لوين
- لا يوجد نمط محدد للأحداث في الفيلم، فبالرغم من الدراما التي تتضمنها، إلا أنه يحتوي أيضًا على بعض المشاهد الكوميدية والرومانسية. تدور قصة الفيلم كأنها تقطع شريحة زمنية تعبر عن معاناة نساء النساء في القرية.
- تحدثت شخصية “آمال” الأرملة الجميلة عن قضية شائكة يعاني منها النساء اللاتي أصبحن أراملًا بسبب الخلافات العائلية، ورغم ذلك، فإنها لم تنسَ أنها إنسانة تريد الشعور بالحب والرومانسية، وتحلم برقصة تجمعها مع جارها “ربيع” الذي يشعر بالمثل تجاهها.
- نشعر بالفارق الشديد بين اختلاف تفاعل النساء مع الأزمة، فكلما زادت أعمارهن كلما زادت جرأتهن وقدرتهن على احتواء الموقف ووضع العلاج الحقيقي له، وفيه هذا نرى السيدات “إيفون”و”عفاف” و”فاطمة” واللواتي تبرز أدوارهن في التمهيد لدخول الراقصات الأوروبيات إلى القرية بحجة أنهن ضللن الطريق وتردن الاستراحة لبعض الوقت حتى يحضر أي سائق لاصطحابهن.
- تبرز دور النساء الكبيرات أيضًا في مواجهة أزواجهن الذين اعتنقوا ديانة أخرى، والتي تعد آخر حلولهن للتعبير عن صراخهن في وجه الرجال بسبب هذه الكارثة الحقيقية التي جعلتهن يفقدن الكثير.
- تظهر إحدى الأمهات المسيحيات في إحدى أكثر المشاهد تأثيرًا وإحساسًا بالحزن في الفيلم وهي “سيدة” تقف أمام تمثال العذراء في كنيسة القرية، وتصرخ وتبكي بسبب فقدان ابنها، الذي تم إيصال جثته في يوم من الأيامعلى دراجة شقيقه بعد قتله بطريق الخطأ خلال شجار بين مسلمين ومسيحيين في القرية.
- نقل أداء الممثلين حالة أهل القرية بين “ما يجب قوله وبين ما يجب اخفاؤه” فهناك تسود عدم الثقة، وهناك شعور بالتوتر طوال الوقت، وهناك قرية لا نستطيع تحديد موسم أو توقيت واضح للأحداث، وهذا أمر مقصود من وجهة نظر إخراجية سليمة لوجود إسقاط يتمثل في أن هذه المشكلة ذات أثر بعيد منذ وقت اندلاعها، وحتى يومنا هذا.
- ظهرت سمات الواقعية حتى في موسيقى وأغنيات الفيلم، خاصة أغنيات “حشيشة قلبي” و “كيفه هالحلو؟” و “يامي” و ” يمكن لو” . فالموسيقى والأغنيات هي أول ما يلجأ له إنسان بائس ومعذب للتسرية عنه، أو للترفيه عنه، أو للشعور بأنه ليس وحيداً في أزمة يعيشها مجتمع بأكمله، كما أثرت موسيقى الفيلم وأغانيه حالات الفرح، وحالات الحب، وحالات الحزن والألم التي ينقلنا إليها أداء الممثلين، بين المشاهد الصامتة، والمشاهد الحوارية.
- تم اختيار بلدة الطيبة التي تقع بالقرب من بعلبك لتصوير أحداث الفيلم بشكل موفق، حيث يقع مسجد القرية بالقرب من كنيستها، ولجأت المخرجة نادين لبكي أيضًا إلى قرية مشمش ودوما.
- ينتهي الفيلم بتطور الحدث الواحد وهو مقاومة النساء للقمع الذكوري وقتالهم ضد بعضهم البعض، مما يطرح السؤال الذي يحمل عنوان الفيلم `وهلأ لوين؟` باللهجة اللبنانية، ويعني `أين نحن الآن؟` يبدو أن الرحلة قد انتهت عند آخر رجل يموت من وباء الفتنة في القرية، مما يشير إلى بداية رحلة جديدة يعيشها نساء القرية بعد أن تفاعلت كل واحدة منهن مع ما حدث بشكل يجعلها تتوقف عند حياة لم تعرف سوى القتال والشجار والموت. فأين ستتجه نساء القرية الذين لم يترك لهن رجالهن سوى هذا الجو من الدمار للبحث عن معنى جميل جديد؟.
أبطال فيلم “وهلأ لوين”
- الفيلم من تأليف :بطولة: نادين لبكي، رودني الحداد، جهاد حجيلي، والسيناريو: سام منير، توماس بدجاين، ونادين لبكي، وإخراج نادين لبكي.
- الموسيقى من تأليف خالدمنذر، والإخراج من إخراج نادين لبكي.
- تم إصدار الفيلم في مايو 2011، وهو فيلم لبناني، ومدته الإجمالية 100 دقيقة.
- قامت بدور آمال نادين لبكي.
- قامت بدور عفاف ليلى حكيم.
- قامت بدور إيفون إيفون معلوف.
- قامت بدور سيدة أنطوانيت نوفالي.
- قامت بدور فاطمة أنجو ريحان.
- قامت بدور عايدة كارولين لبكي.
- قامت بدور جويل جويل نجيم.
- قام بدور ربيع جوليان فرحات.
- قام بدور سائق الحافلة عادل كرم.
- قام بدور نسيم كيفن عبود.
- أدى دور جورج، وهو جورج أبو خليل.
- قام بدور حنا مصطفى المصري.
- قام بدور ميلاد جورجيو غاوي.
- قام بدور أحمد ، أحمد حافظ.
- قام بدور قاسم، قاسم الاسطنبولي.
- قام بدور حسن ، شاربيل خليل.
- قام بدور يوسف جورج خوري.
- فاز الفيلم بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 2011، كما حصل على جائزة الجمهور في مهرجان تورنتو في نفس العام.
- وحصل على جائزة أفضل فيلم في مهرجان سان سباستيان عام 2011 أيضا، وجائزة الجمهور في مهرجان أفلام الجنوب بأوسلو عام 2011.
- حصل الفيلم على جائزة البيار الذهبية أيضًا في مهرجان نامور للسينما الفرنكوفونية عام 2011.