قصة الفيلم الأمريكي ” خمن من سيأتي للعشاء “
قصة الفيلم الأمريكي `خمن من سيأتي للعشاء`، Guess Who’s Coming to Dinner، هي واحدة من الأعمال الفنية الفريدة التي تعبر عن الواقع الاجتماعي بشكل أقرب للحقيقة من أي عمل فني آخر. يتطرق الفيلم إلى مفهوم التمييز العنصري في المجتمع الأوروبي بأسلوب راق ورائع، حيث يجسد تلك العنصرية الزائفة والد الفتاة الصحفية. يعتبر الفيلم عالميا من بين أهم وأنجح 100 فيلم في تاريخ السينما العالمية، وتم ترشيحه لعشرة جوائز أوسكار، حاز على جائزتين منها: جائزة أفضل سيناريو لوليام روز وجائزة أفضل ممثلة لكاثرين هيبورن.
خمن من سيأتي للعشاء :
تبدأ أحداث الفيلم بميلاد قصة حب رائعة بين طبيب أسود في السابعة والثلاثين من العمر، وهو ناجح جدًا في عمله، ويعمل خبير في الأمم المتحدة، وهو أرمل، وبين فتاة شابة في سن الثالثة والعشرين من عمرها تنتمي لأسرة راقية فوالدها يعمل صحفي في إحدى الجرائد اليومية وأمها إحدى سيدات المجتمع الراقي.
يبدأ الصراع الحقيقي في الفيلم عندما تعلن الفتاة رغبتها الثابتة في الزواج من الطبيب الأسود، ويجد والدها نفسه في مواجهة قضية خطيرة حيث يرفض الاعتراف بحريتها ومساواتها بين البيض والسود.
وعلى الجانب الآخر يجد الطبيب صعوبة أكبر في إقناع والده ساعي البريد وأمه ربة المنزل بالزواج من فتاة بيضاء، وعلى الرغم من تعاطف أم الفتاة وأم الطبيب إلا أن العلاقات تصبح أكثر توترًا ، وبعد سلسلة طويلة من التوترات والمشادات التي يحاول فيها كلا الطرفين إثبات صحة رؤيته للأمور وأن هذه الزيجة سوف تكلل بالفشل لاختلاف العرق واللون، إلا أن الحب ينتصر أخيرًا ويكلل بالزواج وتنتصر الحرية أمام أي عراقيل من العنصرية والتقاليد والأعراف الغير سوية.
فيلم خمن من سيأتي للعشاء في عيون النقاد :
يعد الفيلم واحدا من أنجح أفلام السينما الأمريكية، حيث كانت ميزانية الفيلم في ذلك الوقت عام 1967 تقدر بـ 4 ملايين دولار، وتجاوزت إيراداته 59 مليون دولار، وهذا يعتبر نجاحا هائلا في تلك الفترة. يعد الفيلم أول فيلم أمريكي يتناول موضوع الزواج بين أشخاص من خلفيات عرقية مختلفة ويتحدى جميع العرف والظروف المحيطة في ذلك الوقت بطريقة فنية رائعة. المخرج استخدم كل الأدوات المتاحة من تمثيل وإضاءة وتصوير واختيار جيد للممثلين، مما جعل الفيلم واحدا من أهم مائة أفلام في تاريخ السينما العالمية وفقا لتصنيف معهد الأفلام الأمريكي.
يتمثل التحدي الحقيقي في الفيلم في شخصية الأب الصحفي، الذي يعتبر جزءا من المجتمع الواعي والمثقف الذي يدعو دائما للحرية. ولكن عندما تتعارض هذه الحرية مع معتقداته الشخصية وحياته كرجل أوروبي، تتساقط جميع الأقنعة ويواجهها بالرفض فورا. وتمثل الأم في الفيلم والدة البطل والبطلة، وتمثل صوت الحرية الضعيف الذي يتعاطف مع قصة الحب ويتخلى عن جميع التقاليد والعادات السابقة. ينتهي الفيلم بصعود صوت الحرية وانتصارها على هذا التمييز العنصري المشين بين الأعراق المختلفة.
فريق العمل بالفيلم :
الفيلم الأمريكي خمن من سيأتي للعشاء إنتاج عام 1967م، بطولة: يشتمل الفيلم على العديد من الأسماء مثل سبنسر تراسي وكاثرين هيبورن وسيدني بواتيه وكاثرين هوتون وسيسيل كيلاواي وبيه ريتشاردز، وهو من سيناريو وحوار وليام روز، وإخراج ستانلي كريمر، ومدته 108 دقائق.