اسلامياتقصص اسلامية

قصة الفتاة التي رفضت الزواج من عمر بن الخطاب

: في تفسير الطبري رحمة الله عليه، ذكر أن عمر بن الخطاب تقدم لخطبة ابنة أبي بكر الصديق وأخت عائشة رضي الله عنها، أم كلثوم، التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أم كلثوم رفضته لأسباب عدة منها أنه كان خشن العيش وشديدا على النساء. فما مدى صحة هذه القصة؟ ومن هي أم كلثوم التي تزوجها أمير المؤمنين وأنجب منها زيد بن عمر بن الخطاب؟

القصة الضعيفة:
ذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله في كتابه “تاريخ الطبري” قائلاً:
قال المدائني: وخطب أمَّ كلثوم بنت أبي بكر وهي صغيرة، وأرسل فيها إلى عائشة، فقالت: الأمر إليك، فقالت أم كلثوم: لا حاجة لي فيه، فقالت لها عائشة: ترغبين عن أمير المؤمنين؟! قالت: نعم، إنه خشن العيش، شديد على النساء، فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته، فقال: أكفيكِ . فأتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، بلغني خبر أعيذك بالله منه، قال: وما هو؟ قال: خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر! قال: نعم، أفرغبت بي عنها؟ أم رغبت بها عني؟

قال: ليس واحدة فقط، بل هي حدثت تحت رعاية أم المؤمنين في لين ورفق، وفيك غلظة، ونحن نهابك، ولا نستطيع أن نقاومك في أخلاقك. فكيف إذا خالفتك في شيء، ستسود بها! لقد خلفت أبا بكر في ولده بما ليس يحق لك، فقال: كيف بعائشة وقد تكلمت معها؟ فقال: أنا أفضل لك منها، أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، تعلق بسببها بمن هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .

رأي العلماء فيها: يعتبر الإسناد ضعيفًا ومنقطعًا، والمدائني هو علي بن محمد، أبو الحسن المدائني، وهو شخص صادق وثقة، وقد ثق فيه ابن معين، وذكره ابن عدي في كتابه الكامل، وقال إنه ضعيف في الحديث، وهو شخص يروي الأخبار، وليس لديه روايات مسندة كثيرة.

صحيح الخبر:
وإنما الثابت زواج عمر رضي الله عنه من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وهذا مما جاء في البداية والنهاية لابن كثير، وكتاب سير أعلام النبلاء لمؤلفه شمس الدين الذهبي ولم يرد ذكر رفض أم كلثوم بن أبي بكر لعمر بن الخطاب،  ويبدو أن الأمر اختلط عند البعض إلا أن الصحيح هو زوج ابن الخطاب من بنت علي رضي الله عنهما وأرضاهم جميعًا، والله أعلى وأعلم.

قال ابن كثير رحمه الله :
في أيام حكمه، تزوج عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ابنة علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وفاطمة، رضي الله عنها، أم كلثوم، وكرمها بشكل كبير بسبب نسبها إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأعطاها 40 ألف درهم، ولدت له منها زيد بن عمر بن الخطاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى