قصة الـ 42 ندبة في جسد الملك عبدالعزيز رحمة الله
لم يكن توحيد المملكة ووصولها إلى الحالة التي هي عليها اليوم نتيجة صدفة أو حدوث عفوي، بل كانت نتيجة لتعب وكفاح برعاية مؤسس المملكة وقائدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله. عمل الملك عبدالعزيز رحمه الله لمدة 38 عاما لجمع شتات المملكة تحت راية واحدة، وهي راية “لا إله إلا الله، محمد رسول الله”. هذه الراية ذات قيمة عظيمة لجميع المسلمين في جميع أنحاء العالم، وليس فقط لأبناء المملكة. قدم الملك الراحل رحمه الله الوقت والجهد والمال لتعزيز أسس المملكة، كما يذكر طبيبه الشخصي موقفا يوضح قوة وصلابة الملك عبدالعزيز رحمه الله .
قصة ال٤٢ ندبة في جسد الملك عبدالعزيز
يذكر الطبيب المعالج للملك عبدالعزيز رحمه الله، أنه جاء ذات مرة ليفحص الملك إذ كان يشكو ألماً بجسده ،فما أن رآه حتى رأى جسده و قد إمتلئ بعلامات إن دلت على شيء فإنما تدل على كثرة المعارك التي خاضها هذا الملك ، فقد كان بجسده 42 ندبه إما أثراً لضربة رمح أو طعنة سيف و الأكثر من ذلك أنه كانت هناك رصاصة مستقرة في جسد الملك منذ أعوام و أعوام ، عمل الطبيب على إقناع الملك بإجراء جراحة عاجلة لإزالة الرصاصة و لما وافق الملك على إجرائها شرع الطبيب في إستخدام المخدر ،لكن الملك تناول منه المشرط وشق مكان الرصاصة دون أن يستخدم المخدر وأخرج الرصاصة ،ثم أمر الطبيب بإغلاق الجرح ،مما سبق يتبين لنا مقدار الجلد و التحمل اللذان تمتع بهما الملك الراحل رحمه الله .
وصايا و نصائح الملك لأبناء المملكة
من كثرة ما رأى الملك عبدالعزيز رحمه الله خلال رحلته في إنشاء و توحيد المملكة فإنه ظل دائماً يدعو أبناء المملكة إلى معرفة تاريخ النضال و الكفاح الذي مرت به بلادهم في سبيل التوحيد ولم الشمل ،و حتى أصبحت كياناً عظيماً يشار إليه بالبنان ،و كان يدعو شعبه الكريم إلى الإنتباه للمؤامرات التي تحاك ضد أمن و إستقرار المملكة ، و يدعو أبناء المملكة إلى دعم حكومتهم الرشيدة فيما تقوم به و في الإحتفال باليوم الوطني للمملكة على الجميع معرفة كيف عمل الملك على بناء شخصيتة الفريدة و مواقفه النبيلة التي يجب أن تدرس للأجيال ، و كيف سار أبناؤه من بعده على نفس النهج ،فعملوا على خدمة ضيوف الرحمن من كل أنحاء العالم قاصدين وجه الله و لا أحد سواه ، غير متطلعين لمكسب سياسي أو إقتصادي و إنما خدمة لضيوف الرحمن الذين جاءوا لبلادهم من كل حدب و صوب .
دور الملك عبدالعزيز في تعزيز قيم المواطنة
بعد أن وحد الملك عبد العزيز – رحمه الله – المملكة، عمل على تأسيس مفهوم المواطنة بين جميع أبناء المملكة، دون تفريق بين مناطق أو منازل، ولم يمنح أي قبيلة أو مكان ميزة على حساب القبائل الأخرى أو المناطق. بل وضع الجميع على قدم المساواة، فعلى الجميع أن يسلكوا هذا المنهج وأن يبذوا التمييز العرقي والقبلي بين أبناء المملكة، من أجل تعزيز وحدتهم وتعزيز قيم المواطنة بينهم. فإن هذه القيم هي التي ستمكنهم من الدفاع عن وطنهم ومواجهة المنشقين والجماعات المتطرفة مثل الدواعش، الذين يسعون لزعزعة أمن واستقرار البلاد
لذلك عند الاحتفال باليوم الوطني من كل عام يجب أن نتذكر ما قام به المؤسسون الأوائل لهذه المملكة وندرسه بجدية ونفهمه وندركه، لمعرفة ما قاموا به لجعل البلاد تصل إلى ما هي عليه اليوم. ولا يكفي ذلك فقط للمعرفة والاحتفاء بما فعله السابقون، ولكن أيضا لتطوير البلاد والنهوض بها نحو مستقبل أكثر ازدهارا. فالمملكة، بتاريخها المشرق، تستحق من أبنائها أن يحافظوا عليها وعلى مجدها وأن يستمروا في مسيرة الراحلين نحو العزة والكرامة والشرف .