قصة الغلام الذي تحدى وزير الملك
يحكى أن غلامين أخوين كانا يتبعان لأحد الملوك، وكان الأخ الأكبر ذكيا وفطنا وسريع البديهة، بينما كان الأخ الأصغر طيبا بمعنى الكلمة، وفي يوم من الأيام ذهب الأخ الأكبر إلى وزير الملك يطلب منه شيئا، فلم يعطه ما طلب، وقام بطرده من المجلس، فقال لأخيه: “هل تعلم ماذا سأفعل؟! سأقوم بإزاحة هذا الوزير عن ملكه.” فقال له أخوه: “ومن أنت حتى تقدر على ذلك؟” فأجاب الأخ الأكبر: “انتظر حتى يأتي الليل، وسترى ما يفعله الغلام بالوزير.
خطة الغلام للإيقاع بالوزير :
عندما حل الليل، جلس الفتيان بجوار الملك وأغمضا قدميهما لكي يساعدا الملك على النوم. انتظرا حتى كاد الملك أن يغفو، فقال الفتى الذكي لأخيه: هل تعلم يا أخي أنني رأيت الوزير يخرج من عند الملك ويدخل إلى نسائه البارحة. عندما فكرت في الأمر وسألته: إلى أين تذهب؟ أجاب: عذرا، أخطأت ولم أكن أعرف أين أنا ذاهب. علمت بذلك أنه لا يسلك هذا الطريق إلا إذا كان ذا ضرورة.
نجاح الخطة وسجن الوزير :
فلما أصبح الملك قبض على وزيره فاستأصله من وظيفته وأمر بحبسه في السجن ، والوزير لا يعلم ما هو الخطأ الذي ارتكبه، وبعد أيام مر به الغلام، فقال للوزير : يا فلان ! أيما كان خيرًا لك، أن تعطيني ما طلبت أو هذه الحالة التي وصلت لها؟ قال : وإنك لصاحبي ؟! قال : نعم، قال : الله حسبك، قال الغلام : فما تقول ؟ أتعطيني ما طلب حتى أعيذك مما أنت فيه؟ قال الوزير : نعم، ولكن كيف لك بذلك ؟ قال الغلام: جرب.
ذكاء الغلام أخرج الوزير من محنته :
أرسل الوزير في طاء الغلام ما طلب لم ينقصه شيء، ثم انصرف الغلام إلى أخيه المملوك، فحدثه بما كان بينه وبين الوزير، فقال له أخوه: كيف لك أن تصلح ما أفسدت؟ قال له: دعني وانظر ماذا أفعل في الأمر، فلما حل الليل واقترب وقت النوم، بدأ الغلام في تنفيذ خطة جديدة ولكن هذه المرة لصالح الوزير، فقال الغلام لأخيه: كنت أتمنى لو كنا لرجل من السوقة، قال له أخوه: لماذا؟ قال: إن السوقة إذا غضبت علينا سنجد من ينصفنا ويتوسط لصالحنا، ولكن إذا سخط الملك ليس هناك سوى الغضب.
قال أخوه : وما هذا؟.” قال الغلام: “لقد تعرفت على أمانة الوزير ونصيحته والظلم الذي تعرض له. ولم أعلم أبدا أن يكون حاله هو السبب، فجلس الملك وقال للغلام: `ويلك! ألست أنت السبب في ذلك؟` قال الغلام: `وكيف؟` قال الملك: `ألم تخبر أخاك يوما أن الوزير دخل دار النساء؟` قال الغلام: `عذرا يا سيدي! هل هذا هو سبب سجنه؟` قال الملك: `نعم.` قال الغلام: `سيدي، تداخلت الأمور عليك، فقد حلمت بهذا وأخبرت أخي، وندم الملك على ما فعله بوزيره، فعندما استيقظ أطلق سراحه وعينه مرة أخرى في منصبه.