ادب

قصة الطبيب ” نيكولاي مينوفيتسي ” عندما خنق نفسه من أجل الطب

كان نيكولاي مينوفيتش أستاذًا في المدرسة الحكومية للطب الشرعي في بوخارست وكان باحثًا في علم الجريمة، وركز خلال عمله على دراسة الموت شنقًا بعمق، حتى وصل في النهاية إلى الرغبة في اختبار شعور المشنوق ومراقبة المراحل التي يمر بها.

جدول المحتويات

كيف قام نيكولاي مينوفيتسي بشنق نفسه

بدأ أول تجربة له ببناء مشنقة آلية، حيث استخدم حبلا يمر عبر بكرة مثبتة في السقف، واستلقى على سرير منخفض، ثم أدخل رأسه في حلقة المشنقة الغير معقودة وشد نهاية الحبل الحرة بقوة، مما تسبب في تحول لون وجهه فورا إلى اللون الأحمر البنفسجي، واضطراب رؤيته، وسمع طنينا في أذنيه. استمرت هذه الحالة لمدة ست ثوان فقط، ثم بدأ في فقدان الوعي واضطراريا إرخاء الحبل.

بعد ذلك، انتقل مينوفيتش إلى مرحلة جديدة من بحوثه، بمساعدة فريق من المساعدين. وضع رأسه في حلقة مشنقة أيضا وسحب المساعدون الحبل بكامل قوتهم، حتى يصل إلى ارتفاع عدة أمتار فوق سطح الأرض. توقف تنفسه على الفور وأغلق عينيه بقوة، مما دعا المساعد لفك الحبل على الفور. لم ينجح في محاولته الأولى سوى لبضع ثوان، ولكنه كرر التجربة عدة مرات حتى تمكن من الصمود معلقا لمدة 25 ثانية.

وقد كتب في وثائقه:

قام بشنق نفسه ست أو سبع مرات لمدة أربع أو خمس ثوانٍ حتى تعود جسمه على هذا النوع من الشنق

تسبب تكرار محاولات الشنق له في الإصابة بألم مزمن دام عدة أسابيع.

نهاية مينوفيتسي

بعد ذلك، لم يتبق له سوى تجربة الشنق باستخدام حبل معلق من السقف وعقدة محكمة. أعد “مينوفيتش” المشنقة وأشار للمساعدين بسحب الحبل، ولكنه شعر على الفور بألم حاد وحارق في عنقه، وبادر بإيماء بيده ليطلب إطلاق الحبل.

لم يدم الصمود سوى أربع ثوانٍ، حتى أن قدميه لم ترتفعا عن سطح الأرض، ولكن بسبب شدة إحكام العقدة على عنقه، أصيب بكدمة شديدة ومنعته من ابتلاع الطعام لمدة شهر كامل.

اختبر “مينوفيتش” أيضا الخنق عن طريق الضغط على الشرايين السباتية والوداجية في العنق، وذلك على متطوعين، والذين وصفوا فيما بعد ما مروا به، فقد عانوا من تشوش في الرؤية، وحرارة وطنيا في الرأس، وإحساسا بالتنمل والوخز في أماكن متعددة من الجسم، كما يذكر البعض الإحساس بنشوة تشبه النشوة الجنسية.

بعد تجربته الفاشلة في الانتحار 12 مرة، توقف مينوفيتش عن تعذيب نفسه ونقل اهتمامه إلى فن الروماني الشعبي وأسس متحفا مازال قائما حتى اليوم، كما كرس اهتمامه للأعمال الخيرية ودعم الجمعيات الخيرية الطبية، وأسس أول خدمة إسعاف في البلقان التي دعمها من أمواله الخاصة لعدة سنوات.

قصص أطباء ضحوا بأنفسهم من أجل العلم

قام العالم الفرنسي لويس باستور بتطوير دواء السعار، ولم يجد أحد يستطيع حقنه للتجربة، لذلك قرر أن يحقن نفسه به ليتأكد من نجاح الدواء، ولكنه تراجع في اللحظة الحاسمة، وعندها قام زميله الطبيب إيميريخ أولمانبتجربة الدواء على نفسه .

قام العالم والطبيب الروسي ألكسندر بوجدانوف بتجريب استبدال الدم كعلاج لجميع الأمراض المستعصية، حيث قام بإجراء 11 عملية تغيير دم، وأكد بعدها أنه يشعر بالنشاط والحيوية بعد كل عملية، ولكنه توفي أثناء العملية الأولى  .

_ ماري كوري الطبيبة البولندية الأصل وزوجها بيار كوري، حصلوا على جائزة نوبل سنة 1903، وهي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل مرتين في مجالين مختلفين. توفيت ماري كوري عام 1934 بسبب مرض فقر الدم اللاتنسجي نتيجة التعرض للإشعاع لأعوام أثناء إجراء التجارب. في عام 1995، نقلت رفاتها وزوجها معا إلى مقبرة العظماء تكريما لجهودهما في مجال العلم .

حاز الطبيب والعالم الفرنسي بيير كوري جائزة نوبل عام 1903، وقد قام بتعريض يديه للإشعاع لأكثر من 10 ساعات، وأدت هذه التجربة إلى ظهور تقرحات على يده، مما أدى إلى ظهور مجال جديد في الطب يسمى العلاج بالأشعة .

قام الطبيب البريطاني بيرس ميتشل بصلب نفسه ليشعر بمعاناة الصلب بنفسه .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى