قصة الشاب فرحان الدوسري مع التأتأة
العيوب الخلقية التي تظهر في الكلام لا تدل على ضعف أو نقص في الشخصية، بل هي مجرد عيوب بسيطة في مخارج الألفاظ التي تحتاج إلى التدريب على الطرق الصحيحة للنطق والعلاج في نفس الوقت. فوجود عيب معين في الكلام لا يعني أن الشخص لم يحقق أحلامه أو ليس لديه طموح أو لا يستطيع التعبير عن مشاعره أو لم ينجح في أي مهمة يتولاها. هذا بالضبط ما أثبته الشاب البسيط الذي استطاع تغيير تلك النظرة المتعلقة بأولئك الذين يعانون من عيوب خلقية في الكلام. هذا الشاب هو فرحان الدوسري، الذي يعاني من التأتأة، ومع ذلك أبهر الجميع. وقف وتحدث عن تجربته في التحكم بالنطق في الطائرة، وروى للجميع المشاكل التي واجهها وكيف تغلب عليها بإصراره وتحديه للصعاب. ولقد أثنى الجميع عليه. من هو فرحان الدوسري؟
من هو فرحان الدوسري؟
هو فرحان فهد الدوسري من مواليد الخرج، يبلغ من العمر 24 عاما، تخرج من كلية الجبيل الجامعية تخصص نظم معلومات إدارية، وهو الآن يعمل بشركة في القطاع الخاص، استطاع أن يصبح رمزا للتحدي عندما كان على متن الطائرة حيث انتهز هذه الفرصة ليصل صوته لكل الركاب ليوضح للجميع مدى تقبله مشكلة ” التأتأة” ومحاولته التعايش معها في ظل سخرية المجتمع، حيث رأى أن بانتهاز فرصة التحدث أمام الجميع فرصة عظيمة بها تحديات وصعاب كان عليه أن يجتازها، فقال وقال:«أنا فرحان الدوسري.. ولدي تأتأة.. وأنا الآن لدى طبيب أوصاني بتمرينات للتحكم بالتأتأة، ومن اللازم علي أن اقوم ببعض التحديات».
فمشكلة التأتأة عند فرحان كما روى تفاصيلها للعربية نت ظهرت منذ كان صغيرا ووقتها لم يعالج منها على أمل زوالها في وقت من الأوقات، ولكن بمرور الوقت ومع قرب تخرجه من الجامعة شعر بضرورة مواجهة هذا الأمر للعمل الحر واجتياز هذه المرحلة الصعبة، حيث بدأ رحلة البحث عن أقصر الطرق لعلاج هذه المشكلة، وبالصدفة وجد تغريدة للأستاذ محمد الدغيلبي قد أعادها لنقطع فيديو لأحد الخريجين من برنامج المقواير وهنا فكر في أن يتقدم لهذا البرنامج بكل حماس وقد اشترك بالفعل بأول دورة له في يناير 2015
برنامج المقواير
تحدث الشاب فرحان الدوسري عن برنامج المقواير والذي انضم إليه لعلاج مشكلة التأتأة حيث قال أن هذا البرنامج يشجع الإنسان ويجعله جريئا ويتقبل ذاته، كما يضيف التحكم في التأتأة وهو ما شعر به فرحان منذ انضمامه لهذا البرنامج، حيث ركز هذا البرنامج على عقليته ونظرته تجاه التأتأة وشخصيته، وساعد في تطوير شخصيته وعلاقته مع الآخرين، وتمكن من التحكم في التأتأة، واستطاع من هذه التجربة بناء نظرة عقلية تجاه مشكلة التأتأة لديه، ليتمكن من التغلب عليها، ولقد لعب البرنامج دورا كبيرا في رفع معنوياته وجعله متحمسا أكثر تجاه العمل.
سجّل فرحان 6 دورات مع برنامج المقواير، وكانت آخر دورتين قبل 7 أشهر. كانت النتائج مميزة وملموسة، حيث بدأت شخصيته تتغير لتستيعب أكثر ويتحدث بالطريقة المناسبة له. كما عزز حقوقه وحقوق المشاركين معه.
التحديات التي واجهت فرحان الدوسري
لم تكن الحياة الآن التي يعيشها فرحان الدوسري هي نفس الحياة التي كان يعيشها من عام مضى، فقد واجه فرحان تحديا من أصعب التحديات وهي السخرية ونظرة المجتمع له، وقد قال عن ما تعرض له من سخرية في حديثه للعربية نت الأشخاص الطلقاء يرون ويعلمون أن الكلام هو أسهل شيء في هذه الدنيا، فمن الصعب بعد هذا أن يعتقد هذا الشخص بصعوبة هذا الأمر لدى شخص آخر، وهو الذي يخرج الكلام بصعوبة، فيقوم بالسخرية منه. تعاملي معها كان بالانعزال والانطواء تارة، وبين الخروج ومواجهة العالم تارة أخرى، وبحمد الله انتصرت الأخيرة.
كما استطاع أن يواجه تحد ثان وهو التحدث أمام 100 شخص في ثلاث ساعات، ثم التحدث على منصة في أحد المجمعات التجارية في دبي أمام جميع الزوار، وهما مطلبين مهمين لاجتياز البرنامج، إضافة إلى تجاوزات المقابلات الوظيفية التي استطاع أن يجتاز بعضها، وفي ظل ذلك كله فلم يشعر بالملل أو اليأس أو الإحباط في يوم من الأيام، لكنه عرف أن عليه معاودة النهوض وتجاوز أي مشاعر سلبية حوله.
الداعم الأساسي لفرحان الدوسري
ذكر فرحان الدوسري والده ووالدته بسعادة لأنهما العائلة الكبيرة التي لعبت دورا كبيرا في دعمه، حيث شجعوه على المشاركة في برنامج المقواير. وأضاف أيضا أن أصدقائه قد دعموه ووقفوا بجانبه في اللحظات الإيجابية والسلبية. وقال: “إن وجود أشخاص يفهمون مشاعرك وأفكارك هو كنز في هذه الحياة، بغض النظر عن حالتك العاطفية أو الزوجية
لمتابعة تحديات فرحان الدوسري ومشاهدتها، يمكنك متابعته على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عبر الرابط التالي https://twitter.com/FarhanDossari