ادب

قصة السندباد البحري في جزيرة الالماس

كان السندباد البحري يحب البحر ورحلاته التي تحمل الكثير من الأسرار والمغامرات غير المنتهية، وفي يوم ما، خرج في رحلة بحرية مع مجموعة من الصيادين وتحت إشراف ربان السفينة، وما أن ركب السفينة حتى انطلقت وابتعدت بين الأمواج، بحثا عن مكان لصيد الأسماك اللازمة. وبعد ساعات طويلة من الإبحار، اقتربت السفينة من جزيرة جميلة، ورست السفينة بجوارها ليسترحوا قليلا، ثم يستأنفوا رحلتهم مجددا.

نزل الجميع من فوق السفينة، وما أن وضع السندباد قدميه على تلك الجزيرة حتى انبهر من جمالها وما تحتوي عليه من أشجار كثيفة تحمل الكثير من الثمار اللذيذة، وطيور جذابة بألوان ساحرة، فقام السندباد بالاستلقاء على ظهره فوق أرض الجزيرة الخضراء وجعل ينظر إلى السماء الصافية من حوله والطيور التي تحلق بها وتعجب من كون تلك الجزيرة خالية تمامًا من السكان، وقال كيف لمكان ساحر كهذا أن يكون بلا سكان يعيشون فيه، ثم راح في غفو، وبعد قليل أفاق من نومه فلم يجد السفينة ومن عليها، ووجد نفسه فوق الجزيرة وحيدًا، بعد أن نسيه اصدقائه البحارة.

السندباد وطائر الرخ

جعل السندباد يفكر في كيفية الخروج من تلك الجزيرة التي تركته وحيدا بعد أن تركته السفينة. ثم شعر بالجوع الشديد، فقام بالصعود فوق شجرة ضخمة ليقطف بعض الثمار ويسد بها جوعه. وأثناء وجوده فوق الشجرة، لاحظ شيئا غريبا وعملاقا وذو لون أبيض ومستدير، فظن أنه قبة بيت. سارع إلى الذهاب إليها عسى أن يجد شخصا يكون هناك ليتحدث إليه. وعندما اقترب من ذلك الشيء، اكتشف أنه بيضة عملاقة. وفجأة، ظهر طائر عملاق يحلق في السماء ويقترب من تلك البيضة.

اختبأ سندباد بسرعة قبل أن يراه هذا الطائر، ثم جاء هذا الطائر العملاق واستلقى فوق تلك البيضة ودخل في نوم عميق، فكر سندباد وقال إن هذا الطائر هو فرصته الوحيدة للخروج من تلك الجزيرة المهجورة وإلا فإنه سيموت فيها وحيدا، فاقترب من الطائر بهدوء تام، ثم خلع شاله وقام بربط نفسه بإحدى قدمي الطائر، ثم نام، وفي الصباح استيقظ سندباد على الطائر وهو يحلق في السماء بحثا عن طعام له، فوجد نفسه يطير معه عاليا بعد أن ربط نفسه بالقدم.

السندباد في وادي الألماس

ظل الطائر يطير لمدة طويلة، والسندباد منبهر بهذا الجمال الذي يراه من فوق ومستمتع بالطيران. حتى هبط الطائر في مكان جبلي، فقام السندباد بنزع الشال من حول بطنه على الفور وترك الطائر واختبأ حول صخرة حتى يعرف ما الذي سيقوم الطائر بفعله. فوجد الطائر العملاق قد التقط أفعى ضخمة وحملها بين منقاره وطار بعيدا. فعلم السندباد أن طائر الرخ يأتي إلى هذا المكان خصيصا لصيد الأفاعي وأكلها. وبعدها نظر السندباد حوله ليعرف ما هذا المكان الذي يوجد به، فاكتشف أنه داخل جرف جبلي شاهق الارتفاع، ومن المستحيل عليه الخروج منه مهما حاول ذلك.

جلس سندباد على الأرض وقال إنه وقع في موقف جديد، ثم نظر حوله ووجد تجمعا كبيرا من الألماس النقي اللامع بكميات لا حصر لها، فصاح وقال إنه أصبح ثريا. ولكنه عاد إلى صدمته وقال: كيف سأخرج من هنا؟ فجأة ظهرت الأفاعي والجرذان، حاولت أن تلتهمه. فسارع سندباد للاختباء وإنقاذ نفسه، ولكنه كلما اختبأ في مكان، وجد أفعى ضخمة. وصادف حفرة وركض للاختباء فيها وأغلق الحفرة عليه بحجر كبير لمنع الأفاعي من الدخول.

وهنا تفاجأ بشيء أكبر، حيث اكتشف أنه دخل جحرا مليئا بالأفاعي التي تحتضن بيضها. حاول بسرعة إزاحة الحجر وهرب لإنقاذ حياته. وبينما هو يهرول، واجه أفعى ضخمة تنتظره أمام الجحر، تسعى لابتلاعه. فجأة، قام طائر الرخ بالتقاطها بمنقاره وارتفع بها عاليا. جلس السندباد ليستعيد أنفاسه، ثم فوجئ بأجزاء من لحم كبيرة تسقط على رأسه. تعجب وتساءل من الذي يلقي تلك الأجزاء من الأعلى. نظر إلى الأعلى ورأى مجموعة من الرجال يقومون برمي تلك الأجزاء لتتصاقط مع قطع الألماس. وعندما يأتي طائر الرخ إلى هذا المكان ويأخذها، يقومون برميه بالسهام لتسقط قطعة اللحم بين قدميهم، ثم يقومون بأخذها والاستيلاء على قطع الألماس الملتصقة بها.

أمل النجاة

لديها فكرة في عقل السندباد، وهي أن يربط نفسه بقطعة من لحم، وعندما يلتقطها طائر الرخ، سيحملها معه وينقلها من هذا المكان. وفعل ذلك فعلا، لكنه أولا ملأ جيوبه بمجموعة كبيرة من الألماس. وعندما جاء الطائر ليأخذ قطعة اللحم، حملها معه إلى الأعلى. وعندما رأى الرجال الطائر، بدأوا في رميه بالسهام، لكنهم لاحظوا وجود رجل مربوط بقطعة اللحم، فامتنعوا عن إطلاق السهام.

وعندما هبط الطائر في إحدى الأماكن ليتناول قطعة اللحم، قام السندباد بفك نفسه سريعا، ولكن الطائر شمه وحاول الإمساك به، فجعل السندباد يجري بسرعة حتى لا يقوم الطائر بالإمساك به، وفجأة رأى الرجال السندباد وهو يأتي من بعيد يركض ووجدوا الطائر وراءه، فاختبئوا داخل إحدى الجبال واختبأ السندباد معهم، وحزن الرجال كثيرا لأنهم لم يتمكنوا من الحصول على الألماس، ولكن السندباد أدخل السرور إلى قلوبهم وأخبرهم أنه يحمل داخل ملابسه الكثير من قطع الألماس، ففرح الرجال كثيرا بهذا، فقد كانوا لأول مرة يرون الألماس بالحقيقة، ولأن محاولاتهم السابقة كانت فاشلة

سفينة خاصة 

أعطى السندباد الكثير من الألماس لهؤلاء الرجال، فشكروه كثير لذلك، ثم ودعهم وذهب إلى احدى تجار الذهب في تلك المدينة وباع له قطعة واحدة من الألماس الذي يحمله، فأعطاه الرجل كيس كبير مليء بالقطع الذهبية، فذهب السندباد إلى سوق السفن ليشتري سفينة عملاقة يستطيع من خلالها مواصلة، مغامراته التي لا تنتهي.

وفي حين كان هناك، وجد البحار الذي كان يعمل معه وعلم منه أنهم حاولوا البحث عنه كثيرا هو ومن كانوا معه على السفينة ولكنهم لم يتمكنوا من العثور عليه، فشكر السندباد البحار على ذلك، وأعطاه قطعة من الألماس وطلب منه أن يعمل معه ومع جميع من كانوا على السفينة على سفينته الضخمة التي اشتراها، وعاش الجميع في سعادة ورخاء، وانطلقت سفينة السندباد العملاقة في البحر لتبدأ مغامرة جديدة من مغامراته الممتعة، عبر المحيط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى