ادب

قصة الريح والشمس من الأدب العالمي

قصة الريح والشمس هي قصة عالمية تدور حول التنافس بين الشمس والريح لإثبات قوتهما، من خلال إقامة مسابقة يقوم فيها كل منهما بإظهار قوته أمام الآخر.

من الأقوى الريح أم الشمس ؟
في أحد الأيام داخل غابات الصندل العتيقة تجادلت الشمس والريح من منهما أقوى من الأخرى فقالت الريح للشمس بكل فخر وعزة: أنا الأقوى منك لقد اقتلعت أشجارًا ضخمة وأغرقت ملايين السفن فهل تقدرين أنت أيتها الشمس على فعل ذلك؟ ابتسمت الشمس ابتسامة عريضة وهزت كتفيها قائلة للريح: كل ما تقولين لا يعني في الحقيقة أنك الأقوى، فردت الريح في غضب: أنا أستطيع أن أغطيك بالغيوم وأخفيك تمامًا عن أعين البشر أما أنت فلا تستطيعين فعل ذلك؟ ضحكت الشمس ضحكة دافئة وقالت بكل هدوء: على الرغم من كل ما قلت فأنا أعتقد أنني ما زلت أقوى منك.

مسابقة بين الريح والشمس:
غضبت الريح بسبب كلام الشمس الذي يقول بأنها الأقوى، فقررت الريح أن يتم إجراء مسابقة لمعرفة من الأقوى، وبدأت الريح بالبحث في كل مكان عن شيء يثبت قوتها، وعندما وجدت مجموعة من المناق، اقترحت الريح على الشمس إجراء مسابقة لتحديد الفائز الذي يستطيع تدمير أكبر عدد من المنازل.

ردت الشمس: لدي اقتراح أفضل، قالت الريح: وما هو؟ قالت الشمس: هل ترين ذلك الرجل؟ نظرت الريح بعيدًا فوجدت رجلًا يسير على الطريق تبدو عليه السعادة فهو يقوم بالصفير والغناء، ويرتدي وشاحًا على كتفيه، فقالت للشمس: إذن يكون التحدي من يستطيع أن يجعله يخرج عن الطريق، فقالت الشمس: لا هذا خطير وقد يعرضه للأذى، نجعل التحدي فيمن يستطيع منا أن يجعله يخلع وشاحه، وافقت الريح على هذا التحدي.

من يستطيع خلع وشاح الرجل؟
قامت الريح بالنفخ في الهواء بكل ما تمتلك من قوة وعملت على تهييج السماء من حولها، حتى أنها اقتلعت أوراق الأشجار، وهنا نظر الرجل إلى السماء في غضب، وبدأ التشبث بوشاحه أكثر وظهرت في السماء غيوم سوداء كبيرة جعلت كل الحيوانات تفر باحثة عن الملجأ من هذه الرياح، التي صارت أشد وكلما زادت الريح كلما تشبث الرجل بوشاحه أكثر، وبعد قليل تعبت الرياح وكانت مرهقة فتوقفت وانقشعت الغيوم مرة أخرى وقالت باستسلام وحزن: لا يمكنني أن أفعل ذلك، وقامت الريح الجلوس على أحد الغيمات حتى تلتقط أنفاسها.

قالت الشمس للريح: حان الآن دوري، قامت الشمس بالتثاؤب بكل كسل حتى نشرت أشعتها التي أخذت تكبر وتكبر حتى انتشرت في السماء، وبعد قليل زادت درجة حرارة الجو حتى أصبح مثل أي يوم من أيام الصيف، نظر الرجل على الماء وجعل يمسح العرق ويقول: ياله من طقس سيء اليوم وعلى الفور قم بخلع وشاحه ووضعه تحت ذراعه.

من الرابح؟
قالت الريح للشمس يبدو أنك ربحت وجعلت تصفق لها بيديها فبدأت أوراق الشجر ترتجف، وقالت الشمس للريح: إذا أردت أن تجبري أحد على خلع وشاحه لست محتاجة لضربه كل ما عليك هو استخدام ذكائك حتى يقوم بتنفيذ رغبتك، وضحك الأثنان وجعلا ينظران للرجل الذي عاد يصفر وهو يسير في الطريق فقد تحسن الطقس وعاد لسروره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى