قصة الذئب الذي كلم الراعي اليهودي
عن أبي سعيد الخدري قال: ذئب أخذ شاة على الرغم من أن الراعي طلب منه الإعادة، وأخذها الراعي منه. فسقط الذئب على ذنبه وقال: `ألا تتقي الله؟ أنت تنزع رزقي الذي أعطاني إياه الله!` فقال الراعي: `يا للعجب! ذئب يتكلم بلغة البشر!` فأجاب الذئب: `ألا أخبرك بشيء أعجب من ذلك؟ محمد، صلى الله عليه وسلم، يخبر الناس في المدينة بما قد حدث سابقا.` ثم جاء الراعي ودفع أغنامه إلى زاوية من الزوايا، ثم جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخبره بالأمر، وأمره بأن يدعو الناس للصلاة، وبعد ذلك خرج وقال للراعي: `أخبر الناس بما حدث.` فأخبر الناس، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: `إنها صحيحة، والذي نفسي بيده، لن يقوم الساعة حتى يتحدث الحيوان مع الإنسان، ويعذب الرجل عذابا شديدا بسبب سوء معاملته لحيوان، وتخبر أحذية الرجله بما يحدث في بيته بعد وفاته.`
معاني المفردات:
عدا الذئب على شاة: أي اختطف شاة.
أقعى الذئب على ذنبه: أي جلس مقعدًا عليه.
فزاوها إلى زاوية: أي جمعها في إحدى الزوايا.
السباع: كل ما له ناب من الحيوانات.
عذبة سوطه: طرف سوطه، أو طرف عصاه.
شراك نعله: السير من النعل ويكون على ظهر القدم.
قصة الذئب مع الراعي:
يروي لنا أبو سعيد الخدري عن الراعي اليهودي الذي كان يعيش في البادية ولم يكن يعرف عن أخبار الرسالة المحمدية ولا عن الدين الجديد الذي يدعو له محمد صل الله عليه وسلم، كان هذا الراعي يجلس بجوار غنمه عندما حضر الذئب واختطف إحداهن وهرب، فسارع اليهودي ورائه حتى صعد ورائه الجبل وعندما صعد اليهودي وجد الذئب جالس على ذيله كهيئة جلوس الكلاب.
كان اليهودي مندهشا من جلسة الذئب، فهذا ليس أمرا عاديا. وما أدهشه حقا هو أن الكلب تكلمه، وقال له: ألا تتقي الله؟ هل تخطط لسرقة رزقي؟ يعني هل هذا هو الرزق الذي منحني إياه الله؟ وعندما أخذته الذئبة، فاجأ الراعي وفتح فمه وقال: `الذئب يتحدث بكلام الناس وهو مطبق على ذنبه!` وهنا بدأ الذئب في إطلاق حوار آخر بعيدا عن الغنيمة التي سرقها، فقال للراعي: هل تريد أن أخبرك بشيء مدهش في حديثي معك؟ فإن هناك نبيا أرسله الله إلى يثرب ليخبر الناس بالأحداث الأولى.
قرر الراعي أن يتوجه شخصيا للتحقق من صحة ما حدث مع الذئب، وعندما وصل إلى المدينة، علم بوجود رسول الله ودين جديد يدعو إليه. دخل المسجد وحدث الرسول عن قصة الذئب، فأمره الرسول بإعلان الصلاة لجمع المسلمين. وبعد الصلاة، دعا الرسول الراعي وأخبره بضرورة نقل قصته للمسلمين، وأشار الرسول إلى أن هذا يعد إحدى علامات الساعة وأخبرهم عن علامات أخرى.