قصة الحطاب والأفعى
تدور قصة الحطاب والأفعى حول حكمة أو عبرة وهي: `لا تنتظر رد الجميل من اللئيم`. يستطيع الإنسان من خلال سردها توصيل هذه الحكمة أو العبرة بأسلوب بسيط وسلس وهي مناسبة للأطفال، لتعليمهم أن المظاهر قد تكون خادعة في بعض الأحيان وأن الشر قد يأتيك في ثوب الضعيف المكسور، لذلك لا تعطه الثقة أبدا ولا تنتظر رد الجميل منه.
قصة الحطاب والأفعى:
عاش الحطاب في كوخ جميل داخل الغابة المزهرة والتي كانت تتحول في الشتاء إلى غابة بيضاء يكسوها الثلج من كل اتجاه، كان يعيش داخل هذا الكوخ مع زوجته وأطفاله الثلاثة، يخرج كل يوم في الصباح ليعمل في تقطيع الأخشاب وبيعها ويعود في المساء لينعم بالدفء وسط عائلته الصغيرة، وفي أحد أيام الشتاء المثلجة ذات البرد القارص، كان الحطاب عائدا من عمله بعد يوم شاق مرهق ومتعب من تقطيع الأشجار ثم ذهب بعدها إلى السوق لبيع هذه الأخشاب وفي طريق العودة إلى بيته وجد شيئا مستلقيا على الثلج، تراجع الحطاب للوراء بخطوة ثم انتظر لبضعة لحظات ثم عاد واقترب، اقترب الحطاب بحذر من هذا الشيء ذو اللون الأسود فوجده أفعى ملقاة على الثلج تصارع أنفاسها الأخيرة في حالة شديدة من الوهن حتى أنه ظن في البداية أنها ميتة، بقي الحطاب مترددا لبعض الوقت ويتساءل عما يجب فعله لإنقاذ هذه الأفعى؟ فكر للحظة ثم أجاب: نعم بالتأكيد تحتاج إلى الدفء، فسارع الحطاب فورا لمحاولة تدفئة هذه الأفعى المسكينة حتى أخذها ووضعها داخل ملابسه وركض بسرعة في اتجاه بيته لإنقاذها في أسرع وقت ممكن.
جزاء المعروف:
وما أن وصل الحطاب إلى البيت حتى أسرع بوضع الأفعى أمام المدفئة حتى تحصل على أكبر قدر من الدفء، سكت جميع من بالبيت للحظات ثم قالت زوجته: ما هذه الأفعى؟ وماذا يفعل بها زوجها؟ حكى الحطاب لزوجته على حكاية الأفعى وهم يترقبون الجليد وقد ذاب عنها، ولون جلدها الذي دبت فيه الحياة، ظل أطفال الحطاب جالسون في أماكنهم بعيدًا يحدقون بالأفعى ويراقبونها وهي تتحسن للأفضل ببطء حتى استطاعت أن تعود للحياة، بعد قليل حاول أحد الأطفال أن يداعب الأفعى بيديه وكان الحطاب وزوجته يترقبون الطفل والحية وما أن اقترب الولد منها حتى رفعت الأفعى رأسها وكشرت عن أنيابها استعدادًا للدغ هذا الطفل البريء، وهنا قام الحطاب على الفور وأمسك بفأسه وهوى بها على رأس الأفعى في ضربة واحدة قطع فيها رأس الأفعى وسط صرخات الأم وأطفالها خوفًا منها ومما يحدث، قال الحطاب بعد أن قام قتل الأفعى: لا تنتظر رد الجميل من اللئيم.