الخليج العربي

قصة الحاد المبتعثة “هيفاء الشمراني” وزوجها عبداللة الشمراني

بدأت الأمور عندما نشرت في صحيفة بريطانية مجموعة من القصص الإخبارية حول هيفاء الشمراني، المبتعثة السعودية في بريطانيا، وعن خروجها من الإسلام، وأعلنت أسرتها ذلك. وتعرضت المبتعثة لهجوم هائل من جميع المسلمين وخاصة السعوديين بسبب إعلانها الإلحاد على وسائل التواصل الاجتماعي. وانتشرت قصة إلحاد المبتعثة بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما تويتر، في السعودية ابتداء من يوم الاثنين الماضي، وحققت وسم `مبتعثة سعودية ترتد عن الإسلام` ترتيبا عالميا، وتباينت الآراء حول قصة إلحاد الطالبة الطبية وزوجها وأطفالها في بريطانيا.

كيف بدأت القصة ؟
تعود القصة إلى سفر المبتعثة السعودية هيفاء الشمراني البالغة 29 عاما إلى بريطانيا لدراسة الطب في جامعة جلاسكو البريطانية بعد أن حصلت على منحة العام الماضي في نوفمبر ٢٠١٥ من الحكومة السعودية، وفقا لصحيفة Evening Times، تم إيقاف الدعم المالي للمبتعثة من السلطات السعودية بعد ارتدائها الدين الإسلامي وهذا خبر مغلوط ولا صحة له. ووصفت الصحيفة الأسرة المكونة من الزوج “عبد الله” البالغ من العمر ٣٦ عاما والطفلين محمد وغادة بأنها أصبحت فقيرة، مما دفع هيفاء لبيع خاتم زفافها لدفع الإيجار، وفتحت صفحة لجمع التبرعات لدعم أسرتها.

إدعاءات باطلة على السفارة
وفقا لنفس الصحيفة (430)، أخبر الطلاب السفارة السعودية بذلك، وقامت السفارة بالضغط على الزوج للقيام بما طلبه الطلاب منه، ولكنه رفض، وتزعمت الأسرة أن المسؤولين من السفارة السعودية جاؤوا إلى منزلهم وهددوا بمحاكمتهم عندما يعودون إلى السعودية، وأضافت الصحيفة أن حساباتهم البنكية تم تجميدها، مما دفع الأسرة إلى طلب اللجوء إلى بريطانيا، وأن الطلب مازال معلقا حتى يتم الرد من وزارة الداخلية.

بعد البيانات التي تم نشرها، استمرت الصحيفة في نشر أخبار عن المبتعثة السعودية التي تخشى الترحيل من بريطانيا بعد قطع التمويل من السعودية، وأكد بعض أعضاء البرلمان في بريطانيا دعمهم للشمراني لمنع ترحيلها إلى السعودية.

سبب تفشي خبر الإلحاد
ذكرت الصحيفة أن زوج هيفاء عبد الله هو مدرس رياضيات ورفض المساعدة في بناء مسجد إسلامي في بريطانيا لبعض الطلاب السعوديين، وأعلن أنه ينتمي إلى فكر إلحادي ولا يرغب في المشاركة في أعمال دينية تتعلق بالإسلام. وكان الطلاب السعوديون ينوون شراء كنيسة وتحويلها إلى مسجد، وطلبوا مساعدة الزوج، لكنه رفض، مما دفع الطلاب لإبلاغ السفارة السعودية بإلحاد الأسرة، فطلبت السفارة من الزوج المشاركة في شراء الكنيسة، لكنه اعترف بأنه لا يهتم بالشعائر الدينية وأنه غير ملتزم. وتقول هيفاء أن السفارة طلبت من الأسرة العودة إلى السعودية. بعد هذا الحادث، طلبت هيفاء اللجوء والمساعدة من مجلس المدينة للبقاء في بريطانيا، خاصة وأن العائلة ليس لديها إقامة عمل هناك. وتم جمع مبلغ 850 جنيه إسترليني في البداية عبر الصفحة المخصصة للتبرعات، وارتفعت الآن إلى 1990 جنيه إسترليني.

السبب الحقيقي لإيقاف الدعم عن الأسرة
ذكرت مصادر صحفية أن السفارة السعودية في لندن سترد على المعلومات المضللة التي نشرتها وسائل الإعلام البريطانية مؤخرا. وأكدت السفارة التزامها الكامل تجاه موظفيها والمواطنين السعوديين في المملكة المتحدة، وتقديم المساعدة وحل المشكلات التي يواجهونها ودعمهم في تنفيذ توجيهات ولاة الأمر بمعونة الله. وأشارت السفارة إلى أنها اتصلت بالملحقية الثقافية للاستفسار عن حالة الطالبة بعد تلقي رسائل إلكترونية من أشخاص أجانب يطلبون مساعدتها في التمويل.

ثم جاء رد الملحقية بأن سبب توقف التمويل لم يكن بسبب الإلحاد كما تم ترويجه من قبل وسائل الإعلام، بل كان بسبب عدم قدرة الطالبة على تحقيق النتائج المطلوبة في السنة التحضيرية. وتلقت السفارة تقريرا من الملحقية يفيد بأن المبتعثة كانت طالبة في مرحلة البكالوريوس في “إدارة فنون الطهي” في جامعة West London، وقد أنهت السنة التحضيرية بنجاح. ومع ذلك، تم سحب ترخيص الجامعة من قبل السلطات البريطانية، مما دفع المبتعثة لتغيير الجامعة واختيار تخصص الطب في جامعة UCLAN. تم قبولها للدراسة في تلك الجامعة، ولكنها لم تحقق الدرجة المطلوبة، وقدمت طلبا لإعادة السنة للمرة الثانية بعد قبولها في جامعة جلاسكو في تخصص الطب. ومع ذلك، رفضت الملحقية الطلب بسبب عدم نجاحها في المرة السابقة.

دليل كذب إدعاءات الصحف
وتقول السفارة إنها تلقت اتصالا هاتفيا من المبتعثة في 14 ديسمبر الماضي. طلب منها مسؤول قسم شؤون السعوديين كتابة طلب للسفر، وهذا إجراء طبيعي في هذه الحالات. بعد أن وصلت المراسلة، أخبرت السفارة المبتعثة بالرد الذي تلقته. وأضافت المصادر أن السفارة لم تتلق أي استفسارات من السلطات البريطانية بشأن المبتعثة وزوجها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى