قصة الجندي الأمريكي “نورود توماس” الذي التقى حبيبته بعد 70 عاما
إنها قصة أشبه ما تكون بقصة روميو و جولييت الحزينة، أو ربما تشبه قصة الأمير العاشق و “بيضاء الثلج” النائمة. الاختلاف هنا أن هذه القصة واقعية، حيث نشرت جريدة الغارديان البريطانية في عددها هذا الأسبوع قصة حب ثنائي لم يجتمع شملهما إلا بعد مرور 70 عاما بسبب ظروف خارج عن إرادتهما.
هذا هو “نورود توماس” الذي يبلغ من العمر 93 عامًا، وهو روميو الذي وصل إلى مدينة أديليد في ولاية جنوب شرق أستراليا يوم الأربعاء الماضي، وهو من الجنسية الأمريكية. وصل إلى هناك لمقابلة “جويس موريس” التي يحبها منذ طفولتهما، وبالضبط قبل 70 سنة.
أعلن عن تفاصيل لقاء الثنائي لأول مرة بعد فترة طويلة على القناة العاشرة الأسترالية في 10 فبراير. وصف اللقاء بأنه يبدو وكأنهما لم ينفصلا يوما من قبل، حيث تم تصوير اللقاء بكاميرات القناة، ووصفته صحيفة الغارديان بأنه أجمل يوم في حياة كل منهما وأفضل شيء حدث في حياتهما. وعبر نورود بعد اللقاء عن سعادته بهذا اليوم، وأعربت جويس عن فرحها بقضاء وقت معا بعد هذه الفترة الطويلة.
كيف التقى نوروود بجويس في لندن؟
كان أول لقاء لجويس و نورود في لندن خلال الحرب العالمية الثانية . و كان يبلغ نورود حينها 21 عاما عندما توجه للندن من أجل المشاركة ضمن عداد مظليي الجيش المشاركين في إنزال النورماندي اليوم الأخطر في الحرب العالمية الثانية. و خلال تنزهه في يوم إجازته مع احد رفاقه على ضفاف نهر التايمز إلتقى نورود بجويس التي كانت تبلغ حينها 17 عاما.
لاحظ نورود فتاة لندنية جميلة تُدعى جويس، كانت تناقش ثمن إيجار فلوكة صغيرة أرادت التنزه بها مع صديقتها. أراد نورود بشدة المشاركة في هذه النزهة رفقة صديقه، وفعلاً ركبا القارب نفسه. وكان الحب من النظرة الأولى عندما جلس بجوار جويس.
لقاء بعد فراق دام 70 عاماً
لم ينته الحب بذلك، بل عندما عاد نورود بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، استمر الثنائي في التواصل عبر رسائل يتم تبادلها بينهما، حيث يطلع كل منهما على أخبار الآخر ويعبر عن مشاعره. وفي آخر رسالة لهما، طلب نورود من جويس أن يلتقيا ليتوجا قصتهما بالزواج، ولكن جويس افترضت أن نورود قد تزوج وربما قد فكر في الطلاق من زوجته لكي يتمكن من الارتباط بها. هذه الأفكار الوهمية التي تصورتها جويس دفعتها إلى عدم لقاء نورود من أجل الزواج. ومن ثم قررت عدم الرد على رسائله، حتى لا تعرقل علاقته الزوجية على حساب سعادته.
: “في السنة الماضية، قررت جويس الانفصال عن زوجها بعد 30 عاما من الزواج. طلبت من ابنها أن يزيد جهوده في البحث عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن نورود، صديقها الذي كان معها في لندن. صادف ابنها مقالا نشر في جريدة محلية في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية يحكي قصصا عن المظليين في الحرب العالمية الثانية، وكان هناك قصة تتعلق بصديق نورود الذي ذكر المقال أنه كان يرافق والدته في رحلة على نهر التايمز في لندن. اتصل الابن بصديق نورود على وجه السرعة وطلب وسيلة للتواصل معه. لجأ الابن إلى تطبيق سكايب للتواصل بشكل أفضل وتحدث مع نورود قائلا: “هل تتذكر جويس دورنات؟.” صمت نورود لحظة ثم قال: “يا إلهي.
عيد الحب ولو بعد 70 عاماً…
شغلت قصة الثنائي الجميلة اهتمام الكثيرين، وتكفل بدفع تكاليف سفر نورود توماس لمقابلة حبيبته جويس في أستراليا عدد منهم، كما قدمت شركة طيران نيوزيلندا تكلفة سفر الثنائي لجمعهما قبل أيام قليلة من احتفال المسيحيين بعيد الحب.