قصة الجاسوس المصري عمرو طلبة
عمرو طلبة : كان هذا الشخص جاسوسا مصريا تم زراعته في إسرائيل في عام 1969 خلال حرب الاستنزاف بعد هزيمة عام 1967، ولعب دورا كبيرا خلال حرب أكتوبر 1973 حيث استمر في إرسال المعلومات العسكرية حتى استشهد في موقعه على يد جندي مصري بعدما اختار استكمال إرسال المعلومات للجيش المصري عوضا عن مغادرة موقعه.
قصة الجاسوس المصري عمرو طلبة :
تخرج عمرو طلبة من الكلية الحربية وكان يعرف برقم كود 1001 في المخابرات المصرية، وفكرت المخابرات المصرية في زرعه داخل إسرائيل لتمكينه من الحصول على مزيد من المعلومات حول جيش إسرائيل، وتم تدريبه على إتقان اللغة العبرية بعد حرب 67 واحتلال إسرائيل لسيناء.
وقد سافر البطل المصري عمرو طلبة إلى إسرائيل سنة 1969 كيهودي مصري وانتحل شخصية موشي زكى، وهو يهودي توفي في أحد المستشفيات المصرية، بعد أن اخبر عائلته أنه سيسافر في بعثه عسكرية إلى موسكو، وبدأ عمرو رحلته إلى اسرائيل من خلال السفر إلى اليونان وتظاهر بالبحث عن عمل وتعرف على أحد البحارة اليهود الذي أقنعه بالهجرة إلى إسرائيل.
عندما وصل عمرو إلى إسرائيل، تعرف على بعض اليهود الإسرائيليين وتوطدت علاقته بهم. قدم له إسرائيلي كبير السن عنوان أحد أقاربه في القدس، وبدأ البطل مشواره العملي في مستشفى هناك. وبعد فترة قصيرة، تعرف على طبيب يعمل في المستشفى وتوطدت علاقته بهم .
انتقل عمرو طلبة إلى تل أبيب وعمل في مكتبة تعود ملكيتها لسيدة يهودية كبيرة في السن، وأعجبت بعمرو فسلمت له أمور المكتبة، وتوطدت العلاقة بين عمرو طلبة وعضوة في الكنيست الإسرائيلية تُدعى سوناتا التي وقعت في حبه، وبعدها انتقل عمرو للعيش فيمنزلها
ازعجت السيدة التي كان يعمل عندها الرجل بسبب علاقته بـ سوناتا، وقامت بالإبلاغ عنه للانتقام منه بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية. تم القبض عليه فعلا، لكن سوناتا تدخلت وساعدته في الحصول على وظيفة في أحد المواقع الخدمية القريبة. وتولى عمرو مهمة مراجعة الخطابات التي يرسلها المجندون داخل الجيش الإسرائيلي بسبب إتقانه للغة العربية. وهذا أتاح له الفرصة لمعرفة أخبار ومعلومات هامة. وتم إرسال جهاز اتصال لاسلكي من المخابرات المصرية لتمكينه من إرسال المعلومات إلى مصر.
قبل حرب أكتوبر، كانت القوات المصرية تحتاج إلى معلومات حول الجيش الإسرائيلي والمواقع والكتائب والصواريخ، لذا قام عمرو بتخليق مشكلة كبيرة مع سوناتا لتنتقم منه بإرساله إلى منطقة حيوية مثل سيناء، ليتمكن من إرسال المخابرات المصرية بكل المعلومات المطلوبة.
نجحت الخطة وانتقل عمرو طلبة بنجاح إلى منطقة مرجانة في سيناء، وتمكن من إرسال الكثير من المعلومات حول مواقع الرادار والصواريخ المضادة للطائرات ومخازن الذخيرة ومواقع الكتائب الإسرائيلية، مما ساعد القوات المصرية في الدخول في حرب أكتوبر بأتم استعداد لمواجهة العدو.
طلب المخابرات من البطل عمرو طلبة مغادرة موقعه قبل الساعة الثانية من ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1973، إلا إنه لم يغادر موقعه واستمر في إرشاد الجيش المصري عن مخازن الأسلحة والذخيرة والمواقع المحصنة، واثناء ارساله للكثير من المعلومات المهمة اندلعت الانفجارات واستشهد عمرو طلبة برصاص مصري كان موجهة للجيش الإسرائيلي
وبعدما استولت القوات المصرية على سينا وعلى الكثير من الحصون الإسرائيلية تم احضار جثة البطل بعدما تم تحديد موقعه وإرسال طائرة هليوكوبتر في مخاطرة كبير للقوات المصرية، تم تشيع جنازته من القاهرة وهو مغطى بالعلم المصري، وقد تم الكشف عن قصة الجاسوس المصري عمرو طلبة لأول مرة عن طريق كتاب الضابط ماهر عبد الحميد واعلن عن قصه عمرو بقصة بعنوان “شهيد اسمه موشى”.