قصة الجاسوسة انشراح موسى
من هي الجاسوسة انشراح موسى
انشراح موسى كانت جاسوسة عملت ضد مصر لصالح إسرائيل بعد تجنيدها بواسطة زوجها إبراهيم شاهين. تم القبض عليهما وحكم عليهما بالإعدام، وتم تنفيذ الحكم في حق زوجها. أما بالنسبة لانشراح موسى فحصلت على الإفراج خلال صفقة تبادل أسرى بين مصر وإسرائيل.
قصة انشراح موسى
كانت انشراح من أسرة متوسطة الحال تعيش في مدينة المنيا بصعيد مصر وقد ولدت عام ١٩٣٧م، وأكملت دراستها حتى وصلت إلى المرحلة الإعدادية، وقد تعرفت على إبراهيم شاهين أثناء حضور حفل زفاف في القاهرة وقد تحدث إليها وصارحها برغبته في الزواج وقد أحبته انشراح وأقنعت أهلها برغبتها في الزواج منه ورغم رفض الأسرة في البداية إلا أنها أصرت، مما جعل الأسرة توافق في النهاية.
تزوجت انشراح من إبراهيم شاهين الذي يعيش في محافظة العريش وكان يعمل موظفًا في مكتب العمل بالعريش. سافرت انشراح مع زوجها، الذي كان يحب المال بشدة وكان يتلقى رشاوى مقابل أداء عمله. وأنجب الزوجين ثلاثة أبناء هم عادل ونبيل ومحمد.
بعد هزيمة حرب عام 1967 والضغط الذي تعرض له المصريون الذين يعيشون في سيناء من قبل الاحتلال الإسرائيلي، قرر الزوجان أن يرسلوا أطفالهم للعيش في القاهرة مع عائلة الأب، وتم القبض على إبراهيم في إحدى المرات وهو يتلقى رشوة وتم حبسه لمدة ثلاثة أشهر .
بعد سيطرة الاحتلال على سيناء، تدهورت أوضاع إبراهيم وانشراح الاقتصادية بشكل أكبر، حيث كان الاحتلال يسيطر على توزيع المواد الغذائية في سيناء، وحدث عجز كبير في تلك المواد بين سكان سيناء، وكانت هذه الطريقة ممنهجة لتمكين القوات الإسرائيلية من السيطرة على سكان سيناء من المصريين.
قرر إبراهيم وإنشراح العودة إلى القاهرة ليكونوا مع أبنائهما، فتوجه إبراهيم إلى مكتب الحاكم العسكري الإسرائيلي للحصول على تصريح للسفرإلى القاهرة، وقابله ضابط إسرائيلي يُدعى أبو نعيم، لكنه بدأ يتعامل بالتماطل في إصدار التصريح، فعاد إبراهيم مرة أخرى للحصول على التصريح، لكنه لم يحصل عليه أيضًا.
في إحدى المرات، انفجر إبراهيم في الضابط المسؤول وأخبره أن منزله أصبح خاليا تماما من الطعام، وأنه وزوجته سوف يموتان جوعا، فقام الضابط بإعطائه بعض المواد التموينية وبشره بقرب استخراج تصريح السفر.
في المرة القادمة، سيحصل على تصريح السفر إلى القاهرة شريطة أن يزوده إبراهيم ببعض المعلومات البسيطة عند عودته، وتشمل هذه المعلومات أسعار السلع الغذائية الأساسية في القاهرة.
بمجرد تأكيد الضابط على أن إبراهيم مستعد للقيام بأي شيء مقابل المال، بما في ذلك خيانة وطنه، بدأ في تدريبه على كيفية التعامل مع الناس وجمع المعلومات منهم دون أن يلاحظوا ذلك.
كانت المخابرات المصرية تحقق مع أي شخص ينتقل من العريش إلى القاهرة. تمت مقابلة إبراهيم وتوفير شقة له في منطقة الأميرية بالقاهرة، ووظيفة في القاهرة. بدأ إبراهيم بجمع المعلومات فورا وأرسلها للمخابرات الإسرائيلية في العريش، وحصل على مبلغ ألف دولار منهم. كان هذا المبلغ كبيرا بالنسبة له، وزوجته فرحت كثيرا وشجعته على الاستمرار في التجسس لصالح العد.
قام بتأسيس تجارة في القاهرة لإخفاء نشاطه وثروته الكبيرة التي حصل عليها فجأة، وسافر إلى روما بحجة التجارة مع ابن شقيقه، وتعرف هناك على ضابط مخابرات إسرائيلي، وأخذ إبراهيم وابن شقيقه معه إلى إسرائيل.
رحبوا بإبراهيم وإنشراح موسى في إسرائيل وأعطوهم رتبًا في الجيش الإسرائيلي، حيث حصل إبراهيم على رتبة عقيد وحصلت إنشراح موسى على رتبة ملازم أول، وتم تخصيص مرتب شهري ثابت لكل منهما.
في عام 1969م، استطاعت الخائنة إشراح موسى نشر معلومة خطيرة عن الجيش المصري، وهي مكان تواجد البطل الشهيد عبد المنعم رياض، وقد أتاحت هذه المعلومة لإسرائيل فرصة لاغتيال الشهيد، وتم منح إشراح مبلغًا كبيرمقابل هذه المعلومة.
انتقلت انشراح وزوجها إلى منطقة جديدة في القاهرة وهي مدينة نصر، حيث تمكنوا من التعرف على المزيد من الأشخاص وبالتالي جمع معلومات أكثر.
عام 1971، قام انشراح وزوجها بتجنيد ابنهما الأكبر عادل للعمل كجاسوس لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي، وقد بدأ في جمع معلومات من زملائه في المدرسة.
– وظلت العائلة بأكملها تعمل لصالح العدو، وفي واحدة من الأيام، انتشرت شائعة عن إعدام جاسوس مصري كان يتعامل مع العدو الإسرائيلي في نشرات الأخبار.
شعر الأشخاص بالقلق، ولهذا سافرت إنشراح إلى روما لإخبار الضابط الإسرائيلي بأنهم سيتوقفون عن التعامل مع العدو، ولكنه أعطاها المزيد من المال، فعادت إلى القاهرة وقررت الاستمرار في التخابر لصالح إسرائيل.
قصة القبض على انشراح موسى وزوجها
بعد حرب 73 وانتصار الجيش المصري على العدو الإسرائيلي، قررت الموساد الإسرائيلي تدريب انشراح وإبراهيم على جهاز تجسس جديد، وتم دفن الجهاز في منطقة محددة لهم على طريق السويس.
وأثناء استخراجهم للجهاز، تم تدمير الزر الذي يشغل الجهاز، وحاولوا إصلاحه ولكنهم فشلوا، وبالتالي، قررت إنشراح السفر إلى روما لجلب زر جديد للجهاز من عملاء الموساد.
أثناء وجوده في روما ، حاول إبراهيم إصلاح الجهاز وأرسل عدة رسائل دون علمه ، وخلال ذلك الوقت استورد الجيش المصري جهازا جديدا من روسيا يكشف عن أي ترددات راديوية يتم إرسالها من وإلى مصر.
رصدوا الغشارات التي أرسلها إبراهيم، ثم قاموا بمداهمة منزل إبراهيم وانشراح، وتم التحفظ على الأسرة بأكملها باستثناء انشراح التي كانت قادمة من روما، وعندما وصلت المنزل تم القبض عليها، وقام رجال المخابرات المصرية بتشغيل الجهاز، وإرسال رسالة للموساد تفيد بقبضهم على عملائهم.
– تم إحالة الأسرة بأكملها للمحاكمة، وتم إصدار حكم بإعدام إنشراح وإبراهيم، وتم حكم الابن الأكبر بالسجن لمدة 5 سنوات، وتم وضع الأبناء القصر في إحدى دور رعاية الأحداث، وتم إعدام الزوج إبراهيم شنقًا في عام 1977م، بينما كانت إنشراح موسى تنتظر تنفيذ حكم الإعدام.
وفاة انشراح موسى
ومع ذلك، خلال إحدى صفقات تبادل الأسرى التي تمت بين مصر وإسرائيل، تم الإفراج عن إنشراح وأبنائها، وسافرت هي وأبناؤها إلى إسرائيل.
في الحالة الواردة، قامت المرأة بتغيير جنسيتها من المصرية إلى الإسرائيلية، وكذلك تغيير ديانتها إلى اليهودية، وتم تغيير اسمها إلى دينا بن ديفيد.
أيضًا غيرت أسماء أبنائها حيث تم تغيير اسم عادل إلى رافي، أما نبيل فتغير اسمه إلى يوسي والثالث محمد تم تسميته حاييم ومنحتهم الجنسية الإسرائيلية، وغيروا ديانتهم أيضًا لليهودية، وخلال الفترة التي عاشتها في إسرائيل امتهنت انشراح أحقر الوظائف، وظلت تتنقل بين تلك الوظائف حتى ماتت عام 2021م عن عمر يبلغ 87 عام، ودفنت على الشريعة اليهودية.
توفي ابنها عادل أو رافي قبلها بعدة أشهر نتيجة إصابته بمرض السرطان، وكان قد صرح قبل وفاته أنه لم يكن سعيدًا بالعمل كجاسوس لصالح أعداء بلده.