منوعات

قصة الأميرة والصياد

قصة الأميرة والصياد هي إحدى الحكايات الخيالية التي سردها الأجداد لنا لنتعلم منها الدروس ونتجنب الأخطاء التي وقع فيها أبطال الحكايات، حتى لا نقع فيها في المستقبل. وفي هذه الحكاية، سقطت بطلتنا الأميرة شمس في خطأ فادح وهو الحكم على الناس بمظاهرهم وشكلهم دون النظر إلى جوهرهم النقي وأخلاقهم.

بداية القصة:
كانت هناك أميرة تدعى شمس، وكان والدها الملك نعمان يعتبرها ابنته الوحيدة والمدللة التي لا يرفض لها أي طلب داخل القصر. وكانت الأميرة تشعر بالحزن الشديد، حيث لا يوجد شيء يسعدها في هذه الحياة، على الرغم من وجود كل أنواع الترف المتاحة لها في القصر. وكان ذلك يشغل والدها، الذي حاول عدة مرات أن يجعلها سعيدة وأن يهديها أفضل الهدايا، ولكن دون جدوى.

صوت الناي الجميل:
وفي أحد الأيام وبينما كانت الأميرة نائمة لم تستيقظ بعد سمعت صوت موسيقى الناي الحزينة تشدو من خارج القصر فانتبهت واستيقظت وظلت تسمع للعزف حتى توقف فجأة، وفي اليوم التالي تكرر نفس العزف في نفس الوقت وظلت الأميرة كل يوم تنتظر العزف وتستمع له في انبهار، وكانت ترسم في مخيلتها صورة لهذا العازف مرهف الحس وكانت تتخيله أميرًا ووسيمًا حتى أن وصيفتها ذهبت للملك وأخبرته عن اهتمام الأميرة الشديد بعزف الناي.

اللقاء الأول:
أمر الملك فورا رجاله بالبحث عن مصدر صوت الناي وإحضار العازف فورا، وأن يعاملوه بشكل كريم ويخبروه برغبة الملك في لقاءه. في اليوم التالي وفي نفس الميعاد، تم تشغيل صوت الناي وبدأ العازف في العزف. توجه رجال الملك نحو مصدر الصوت وأخبروا العازف برغبة الملك. ثم ذهب العازف معهم للقاء الملك الذي استقبله بحفاوة وأرسل طلبا لابنته لرؤية العازف. عندما علمت الأميرة شمس بوجود عازف الناي في القصر، هرعت على الفور لرؤيته. ومع ذلك، عندما وصلت إلى قاعة الملك، تجمدت في مكانها بدهشة، إذ وجدت رجلا فقيرا ذا ملامح قاسية وملابس متهالكة، مما يتناقض تماما مع الصورة التي وصفت لها. عندما حاول العازف التعرف عليها، تجاهلته ولم تول أي اهتمام، مما تسبب في الإحراج والألم له.

 وحتى يتدارك الملك ما فعلته ابنته أثنى على عزف الصياد وبدأ يسأله عن مهنته ومما يتكسب عيشه فقال الرجل أنا صياد أدعى فرحان ولكن هذا هو اسمي فقط وليس حالي فأنا لا أعمل منذ فترة طويلة فقد تدمرت مركبي وأخذتها الرياح في البحر بعيدًا ونجوت أنا وأصبحت بلا عمل وكل ما أفعله هو ان أعزف على الناي، وهنا تعاطف الملك مع الصياد فرحان وقرر أن يساعده ويعطيه ما يريد ولكن الصياد أبى أن يشفق عليه أحد وخرج مسرعًا من القصر وابتعد بعيدًا، وعندما عاتب الملك ابنته على تصرفها مع الصياد لم ترد بكلمة واحدة وبدت حزينة تعسة.

الصياد الشجاع:
في يوم من الأيام، وبينما كانت الأميرة تتأهب للخروج في نزهة، قررت ارتداء أفخم الملابس وأفضل المجوهرات، والخروج دون حراس، حيث لا تريد أي إزعاج منهم. واقترحت وصيفتها عليها أن تبلغ الملك، إلا أن الأميرة شمس هددتها بقطع رقبتها، فلم يكن للوصيفة خيار سوى الخضوع لأوامر الأميرة، ولكنها صممت على مرافقتها وعدم تركها وحيدة أبدا، دون أن تدرك أن هناك أعداء يتربصون بها وبالملك.

وعندما خرجت الأميرة والوصيفة من أحد الأبواب الخلفية للقصر، وجدت نفسها داخل الغابة وظلت الأميرة تمشي في الغابة وتستمتع بالمناظر الخلابة بها هي ووصيفتها حتى ظهر فجأة أمامها مجموعة من اللصوص وقرروا قتلها هي والوصيفة وظلت الأميرة شمس تصرخ هي والوصيفة حتى ظهر الصياد الذي سمع صراخ بالغابة فتوجه على الفور ليجد الأميرة في ذلك المأزق، فقرر تخليصهم من اللصوص فقد كان يتمتع بالقدرة على القتال والمصارعة وبالفعل تغلب الصياد في شجاعة فائقة على اللصوص وكانت الأميرة مبهورة من قوته أمام أعدائه حتى تخلص منهم جميعًا وانطلقوا مهرولين من الخوف.

وبعد ذلك أخذ الصياد الأميرة والوصيفة وعاد بهم إلى القصر فوجد الملك وقد أخذه القلق وأرسل رجاله للبحث عن الأميرة، وما أن دخل ثلاثتهم حتى فزع الملك لما وجد عليه من هيأة ابنته ولكنه اندهش لما وجدها مبتسمة وسعيدة ولما سألها أجابت أنها معجبة بشجاعة الصياد الذي استطاع قهر اللصوص وحمايتها منهم، وفهم الملك مراد ابنته.

زواج الصياد والأميرة شمس:
عرض الملك على الصياد أن يتزوج ابنته ويختار أحد رجاله المقربين ليكون شريكه، ففرح الصياد لأنه كان يحب الأميرة ولكنه لم يتوقع يومًا أن يصبح زوجها. تمت مراسم الزفاف التي استمرت سبعة أيام وأصبحت قصة الأميرة شمس وزواجها من الصياد حديث الناس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى