ادب

قصة الأعمى والإعلان

– قصة الأعمى والإعلان هي قصة قصيرة أدبية تحمل حكمة عظيمة. يكون بطل القصة هو شخص أعمى، وتدور القصة حول لوحتين تحملان نفس المعنى ولكن بأسلوبين مختلفين تماما، مما كان له تأثير كبير في حياة الأعمى وغير نظرته للحياة، وذلك من خلال بعض الكلمات البسيطة التي جعلت الناس يدركون حجم المأساة التي يعيشها ويحمدون الله على هذه النعمة العظيمة

الأعمى والإعلان:
كان هناك رجل مكفوف يعاني من ضيق الحال، ولكنه يشعر بالحرج من طرح أسئلة على الآخرين. في يوم من الأيام، أشار أحد أصدقائه عليه بأن يكتب على لوحة كبيرة أنه يحتاج المساعدة. قام الصديق بكتابة “أنا أعمى وأحتاج المساعدة” على اللوحة ووضعها بجانبه. وبعد عدة أيام، لم يتبرع المارة سوى بمبالغ قليلة من المال، وهذا لم يكن كافيا لتلبية حاجته. ومع ذلك، كان يشكر الله على ما تلقاه من رزق.

في يوم ما، مر أحد صناع الإعلانات التجارية أمام الأعمى وأخذ اللوحة الموجودة بجانبه ومزقها. فاستغرب الأعمى من هذا الفعل، ولكن الرجل أراد تهدئته ووعده بأنه سيكتب له لوحة جديدة، شريطة أن يخبره عن الفرق بينهما. لم يفهم الأعمى ما يقصده الرجل، ولكنه اطمأن عندما لمس اللوحة وجد أنها بجانبه. وبعد ساعات، وجد الأعمى أمامه مبالغ نقدية كثيرة، وهذا كان أمرا غير عادي بالنسبة له. فاستغرب الأعمى هذا التغيير، لكنه لم يكن يعرف السر وراء ذلك.

في نهاية اليوم، مر أمامه رجل وسلم عليه بالسلام. لاحظ الأعمى أنه هو صاحب اللوحة، فسأل الرجل الأعمى: أخبرني ما الفرق؟ فأجاب الأعمى: أخبرني أنت، بالله عليك، ماذا كتبت في هذه اللوحة التي تجعل الناس يتبرعون بكل هذه النقود؟.” ضحك الرجل وعلم أنه نجح في جذب انتباه الأعمى، فقال له: “كل ما في الأمر هو تغيير إعلانك، وكتبت لهم: `نحن في فصل الربيع، ولكنني لا أستطيع رؤية جماله

أدرك الأعمى أن هذه الكلمات البسيطة أعطت الناس فكرة عن حجم المأساة التي يعيشها هذا الرجل بفقدانه جميع لمسات الجمال الحولية في حياته. على الرغم من أن اللوحتين كانتا تحملان نفس المعنى، إلا أن كلمات الرجل كادت تلمس القلوب رغم بساطتها.

الحكمة وراء القصة:
اعرف نفسك جيدا واعلن عن نفسك بشكل جيد. قد تمتلك مواهب عديدة وفريدة، ولكنك لا تعلن عن نفسك بطريقة جيدة. وعلى الرغم من وجود من يمتلكون نصف موهبتك أو قد لا يمتلكون الموهبة من الأساس، إلا أنهم يجيدون الإعلان عن أنفسهم. لذا، اعرف نفسك جيدا واكتشف المهارات التي تمتلكها، ثم ابحث عن أفضل طريقة يمكنك استخدامها للإعلان عن نفسك أمام العالم بأسره. فالإعلان هو نصف الموهبة وهو ما يعطيها تألقها الخاص. وكم من علماء وعباقرة ماتوا واندثروا دون أن يكتب عنهم سطر واحد، وكم من مدعين وأفاقين اشتهروا بين الناس فقط لأنهم أتقنوا التعبير عن هدفهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى