قصة الأرملة السوداء ” بلانش كيسر تايلور مور “
بلانش كيسر تايلور مور ولدت عام 1933م، قامت بقتل أربعة من ضحاياها على مدى 21 عاما باستخدام الزرنيخ القاتل عن طريق تقديمه لهم في الطعام، ويذكر أن جميع ضحاياها من عائلتها، وهم الأب باركر كيسر والزوج الأول جيمس تايلور، وأم زوجها إسلا تايلور وعشيقها ريمون ريد. وقد اكتشفت الشرطة أمرها في محاولة قتل زوجها الثاني، القس داويت مور، الذي نجا من الموت بأعجوبة. تم فتح التحقيقات واستخراج الجثث في عام 1989، وتم إثبات تهمة القتل من الدرجة الأولى لها، وحكم عليها بالإعدام. وفي عام 2010 تم تقديم طلب للمحكمة بتحويل العقوبة من الإعدام إلى السجن المؤبد.
نشأة بلانش كيسر :
ولدت بلانش كيسر تايلور مور في عام 1933، لأب مدمن على الخمر ولعب القمار يعمل داخل أحد الطواحين، وتروي بلانشر أن أبوها باركر ديفيس كيسر كان يجبرها على ممارسة البغاء من أجل الحصول على المال حتى مات في عام 1966 على اثر نوبة قلبية، تزوجت بلانش كيسر من مرمم الآثار جيمس تايلور في عام 1952م، أنجبت بعدها طفلان، وفي عام 1954م عملت بلانش في إحدى متاجر الولاية ويدعى متجر كروجر وبعد أربعة أعوام من العمل كأمينة صندوق بالمتجر تم ترقيتها لتصبح رئيسة قسمها، وإلى هنا تبدوا حياة بلانش كيسر حياة طبيعية جدًا إلا أن الأحداث القادمة توضح أنها البداية لكل ما سوف يحدث.
غراميات بلانش المتعددة :
دخلت بلانش في علاقة عاطفية مع ريمون ريد في عام 1962 والذي كان يعمل مديرًا للمخزن الخاص بالمتجر الذي تعمل فيه، وفي عام 1970 يصاب زوجها بالإسهال والتهاب الحنجرة وتورم الغدد والبول والبراز الدموي، مما جعله يلجأ للمستشفى التي تحسنت فيها حالته، وبعد ساعة واحدة من زيارة زوجته له وتناوله الأيس كريم الذي أحضرته معها من المنزل توفى جيمس تيلور مصابًا بأزمة قلبية.
بعد وفاة زوجها، قررت بلانش أن تعيش علاقتها بالعشيق ريمون علنا، ولم يكن هناك حاجة لإخفاء هذه العلاقة، ومع ذلك، لم تكن الأمور تسير بشكل جيد بينها وبين ريمون، وفي عام 1985 تحولت العلاقة بين العشيقين إلى علاقة غير مستقرة. في هذا الوقت، دخلت بلانش في علاقة جديدة مع كيفين دينتون بعد أن لم تكن ترغب في إضاعة وقتها في الانتظار طويلا. كان دينتون يعمل في وظيفة مرموقة في الدولة، ومع ذلك، انتهت العلاقة بسرعة بسبب العصبية الزائدة التي ظهرت عند بلانش.
دعاوي قضائية ضد الجميع :
كانت عام 1985 سنة مليئة بالدعاوى القضائية في حياة بلانش. رفعت بلانش دعاوى قضائية ضد عشيقها كيفين دينتون، اتهمته فيها بالتحرش الجنسي، مما دفع دينتون لتقديم استقالته وتسوية الخلاف بينهما عن طريق دفع تعويض قيمته 275 ألف دولار. كما رفعت دعوى قضائية ضد المتجر الذي تعمل فيه، وفي النهاية رفعت دعوى قضائية ضد شخص مجهول اتهمته فيها بحرق منزلها المتنقل، مما تسبب في إلحاق الأذى بها وتدميره.
عشيقان في آن واحد :
في عيد الفصح لعام 1986 كان اللقاء الأول بين بلانش وقس الكنيسة الجديد داويت مور الذي كان يعيش وحيدًا لانفصاله عن زوجته، مما سنح الفرصة أمام بلانش للفت نظره والدخول معه في علاقة عاطفية، ولطن في نفس الوقت ظهر العشيق القديم ريمون مما جعل بلانش في مازق بين العشيقين فكلًا منهما لا يعرف عن الآخر، قامت بلانش بطلب غريب من القس مور وهو شراء الزرنيخ من أجل التخلص من النمل وفي نفس العام توفى ريمون ريد بعد دخوله المستشفى نتيجة إصابته بمرض القوباء وهو التهاب جرثومي يحدث في طبقات الجلد السطحية.
زوج بلانش من القس داويت مور :
في عام 1989، تزوجت بلانش من القس داويت مور بعد أن أصيبت بمرض سرطان الثدي وتلقت العلاج. قضينا شهر العسل في ولاية نيوجيرسي. ولكن بعد فترة قصيرة من الزواج، تعرض مور لحالة شديدة من الألم والقيء المستمر، مما دفعه للذهاب إلى المستشفى. عندما سأله الطبيب عن آخر شيء تناوله، أجاب مور بأن زوجته أعدت له ساندويتش الدجاج. بقي مور في المستشفى لفترة طويلة يعاني من فشل الكلى والكبد. وبعد تحسن حالته، نجا من الموت بشكل معجزة. أثناء إجراء التحاليل، تم اكتشاف كمية كبيرة من الزرنيخ في الدم، وهو ما كان يعني وفاته المؤكدة، مما دفع المستشفى للاشتباه وطلب فتح تحقيق من قبل الشرطة.
التحقيقات مع قاتلة الزرنيخ بلانش مور :
عند التحقيق مع مور بدأت الشبهات تحوم حول بلانش خاصة بعد حصول الشرطة على التقرير الخاص بوفاة عشيقها السابق ريمون والذي مات بأعراض مشابهة لتسمم الزرنيخ، مما جعل الشرطة تقوم بإصدار قرار باستخراج خمسة جثث لها صلة بالمتهمة بلانش، وكانت المفاجأة مدوية فقد عثر على الزرنيخ بنسب عالية جدًا في التحاليل الخاصة بزوجها السابق جيمس تايلور وعشيقها ريمون ريد، كما عثر على الزرنيخ أيضاً ولكن بنسبة أقل في التحليلات الخاصة بوالدها باركر كيسر، وأم زوجها إسلا تايلور، وكانت الجثة الخامسة لأحد زملائها في العمل والتي لم يوجد بها أي أثر للزرنيخ.
القبض على بلانش تايلور مور :
وفي عام 1989 تم إلقاء القبض على بلانش مور ذات الـ 56 عامًا وتوجيه تهمة ارتكاب جريمة القتل من الدرجة الأولى لها، التي ظلت على مدى 21 عامًا تستخدم الزرنيخ في قتل ضحاياها، وقد وجدت هيئة المحلفين أنها مذنبة وتستحق الموت بعد قيامها بقتل أربعة أشخاص وبالفعل تم الحكم عليها بالإعدام، وتم تقديم طلب للمحكمة بتحويل العقوبة من الإعدام إلى السجن المؤبد