قصة اسلام الهرمزان قائد الفرس
الهرمزان هو قائد فارسي، قام بتوقيع معاهدة مع المسلمين أثناء فترة الفتوحات الإسلامية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. وقعت هذه المعاهدة في السنة السادسة عشر من الهجرة، ولكنه نقضها وغدر بالمسلمين، فأعدوا جيشا لمحاربته وأسروه وجلبوه إلى الخليفة مكتوف الأيدي ويرتدي حلته وتاجه. لديه قصة طريفة مع الخليفة المسلم بعد ذلك، حيث أعلن اعتناقه للإسلام. تم ذكر هذه القصة في كتاب “الف قصة وقصة من قصص الصالحين ونوادر الزاهدين” للمؤلف هاني الحاج.
قصة إسلام الهرمزان قائد الفرس:
عندما جاء الهرمزان كأسير إلى عمر بن الخطاب، قيل له: يا أمير المؤمنين، هذا زعيم العجم ورفيق رستم. فقال عمر بن الخطاب: أقدم لك الإسلام بصدق في أمورك الدنيوية والآخرة. فأجاب: أنا على معتقداتي ولا أرغب في الإسلام خوفا. فأمر عمر بن الخطاب بالسيف، وعندما هم بقتله قال: يا أمير المؤمنين، شربة من الماء أفضل بالنسبة لي من قتلي عطشا. فأمر له بشربة من الماء.
فلما أخذها الهرمزان، قال : يا أمير المؤمنين، هل يعتبر الإيمان لدي إذا شربت هذا؟”، فأجاب الخليفة: `نعم`، ثم ألقى الكأس وقال: `أيها الإمام، الوفاء بحقوق الإيمان هو نور ساطع`، فقال الرجل: `صدقت`. ثم قال الخليفة: `أنت مفرج عنك وعن نظرتك، أرفعوا السيف عنه`، فقال الرجل: `يا أمير المؤمنين، الآن أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن ما جاء به من حق عند الله`. فقال عمر: `قد أسلمت بأفضل إسلام، فما أخرجك عن الإسلام؟`، فأجاب الرجل: `كرهت أن يظن بي أنني أسلمت خوفا من السيف`، فقال عمر: `إن أهل فارس بحاجة إلى عقول تستحق بها الملك الذي كانوا فيه`، ثم أمر بالتعامل الحسن معه واحترامه.
رواية أخرى عن إسلام الهرمزان:
وردت هذه الرواية عن إسلام الهرمزان في كتاب شرح النهج وفيها: يقال إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له: يا هرمزان، كيف رأيت تدبير الغدر؟ فأجاب: يا عمر، في الجاهلية كنتم تهزمونا، لأن الله لم يكن معكم ولا معنا! ولكن عندما كان الله معكم، هزمتمونا. فقال: فما عذرك في تكرار خيانتك مرارا وتكرارا؟ فأجاب: أخشى أن تقتلني إن قلت ذلك. فقال: لا بأس عليك، أخبرني واطلب الماء، فأخذه، ورجفت يده. قال: ما بك؟ فأجاب: أخشى أن تقتلني وأنا أشرب. قال: لا بأس عليك حتى تشربه. فألقاه من يده، فقال: ما الذي بك؟ أعيدوا الماء له ولا تجمعوا بين القتل والإحسان.
قال: كيف تقتلني وأنا أمنتك؟” قال: “أنت كاذب!” قال: “لم أكذب”، فقال أنس رضي الله عنه: “صدقت يا أمير المؤمنين”. قال: “ويحك يا أنس! أنا أؤمن قاتل مجزأة بن ثور والبراء بن مالك! والله لتأتيني بالمخرج أو لأعاقبنك”، فقال: “إنك قلت: لا بأس عليك حتى تخبرني، ولا بأس عليك حتى تشرب”، وقال له بعض المسلمين مثل قول أنس، فأقبل على الهرمزان، فقال: “تخدعني! والله لا تخدعني إلا أن تسلم”، فأسلم، ففرض له ألفين وأنزل إليه المدينة.