قصة اسطورة سبارتاكوس محرر العبيد
سبارتاكوس ذلك المصارع الذي كان مجرد عبد يتصارع في الحلبة مع غيره من العبيد مباريات حتى الموت، و لا تنتهي هذه المباريات إلا بموت أحد الطرفين و هذا فقط من أجل تسلية أسيادهم، و لكنه ثار وفضل أن يقتل مثل الشاه بدون سبب أو يقتل شخص أخر مثله جريمته الوحيده أن سيده إختاره ليصارعه، و بهذه الثورة تحول من نكرة إلى اسطورة يتحاكى بها الجميع حتى وقتنا هذا، فمن هو هذا المصارع و القائد الحربي سبارتاكوس.
حياته
ولد سبارتاكوس في عام 111 قبل الميلاد في مدينة تراقيا التي تقع الآن في جنوب غرب بلغاريا بجانب نهر ستورما، حيث يوجد حاليًا نصب تذكاري لهذا المحارب. عاش مع قبيلته مايدي التي كان يتبعها، وكان حرًا حتى غزت جيوش روما هذه المنطقة وأخذوه هو وزوجته كعبيد.
ولما يتميز به سبارتاكوس من جسد قوي و بنية عضلية قوية، قام بشرائه من سوق العبيد صاحب مدرسة يدرب فيها المصارعين و يسمى لينثولوس باتياتوس، و يتم تدريبه جيدا حتى صار من أفضل المصارعين في المدرسة،و في يوم قام السيناتور ماركوس كراسوس بإختياره ليصارع مصارع أخر قوي أيضا يسمى درابا، و لا يقاتله سبارتكوس بكل قوته لأنه لا يريد قتله، و عندما يدرك درابا هذا الأمر بعدما أسقطه على الأرض و يأمر بقتله يرفض و يقوم بقتل الجنود من حوله حتى قام الجنود بقتله لكثرة عددهم.
وتأثر سبارتاكوس بهذا الحادث ويقوم في اليوم التالي بثورة، ينضم إليه فيها العديد من المصارعين الآخرين ويقوموا بقتل الجنود وتحرير باقي العبيد والاستيلاء على الأسلحة والدروع والتوجه للجبال للإحتماء بها، وبسرعة ينضم إليه الآلاف من العبيد للمشاركة في ثورة العبيد الثالثة ويتم اختيارهم قائدا ويتحول من عبد يسلو سيده إلى قائد حربي عظيم.
قائد ذكي
قامت الإمبراطورية الرومانية بإرسال البريتو جايوس مع فرقة صغيرة لمحاربة العبيد، و قام بمحاصرتهم في جبل فوسوفيوس، و ظن أنه بهذا يمنع عنهم الماء و الطعام وعندما يجوعوا سوف يخرجوا له فيقتلهم، و لكن القائد الذكي فكر في مخرج من هذا الحصار و قام بإستعمال أغصان الأشجار كحبار إستعملها للنزول من الجبل و محاربة الميليشيا الرومانية و هزيمتها، فأرسلت الإمبراطورية الرومانية جيش أخر و هزم للمرة الثانية و تم أثر القائد و الجنود وتم قتلهم جميعا و أخذ كل ما معهم من أسلحة.
هزيمة سبارتاكوس
بعد فوز هذا المحارب القوي بشكل ساحق، انضم إليه العديد من العبيد حتى وصل عددهم إلى 70 ألف مقاتل، وهدفهم الرئيسي هو الخروج من الإمبراطورية الرومانية والعودة إلى بلادهم التي كانوا يحكمونها. قام بتقسيمهم إلى مجموعتين، إحداهما تحت قيادته والأخرى تحت قيادة الفرنسي كريكوس. قام كلا القائدين بتدريب جنودهم طوال فصل الشتاء، وعندما انتهى الشتاء سافروا خارج حدود روما، وهذا ما حدث في عام 72 قبل الميلاد.
و لكن مجموعة كريكوس تهتم بنهب و سلب الأفراد بدلا من الهرب من روما و هو ما يجعلهم يقعون في فخ للجنود الرومان و قبل القضاء عليهم تماما يأتي سبارتاكوس لنجدتهم، و هو ما جعل القادة الرومان يعرفون حجم هذا القائد القوي وأنه أصبح خطر حقيقي عليهم، فأسلوا له أفضل قادتهم للقضاء عليه و هو ماركوس كراسوس.
يحاصر ماركوس كراسوس بالاحتواء على العبيد من كل الاتجاهات وقطع أي إمدادات عنهم، مما أدى إلى عدم وجود خيار للعبيد سوى الاستسلام أو الموت. وقد فضل قائدهم الموت بدلاً من الاستسلام، واتبعه جنوده في القتال بشجاعة حتى ماتوا جميعاً كرجال.