قصة استنساخ ” النعجة دوللي ” حتى موتها
دوللي هي أول نعجة تم استنساخها من خلية جسدية بالغة، وهي واحدة من أشهر الحيوانات المستنسخة في العالم. وعلى الرغم من ذلك، فقد تم اكتشاف الاستنساخ في الطبيعة منذ بداية الحياة، بدءا من البكتيريا اللاجنسية وصولا إلى الطيور والفقاريات. تحيط بنا الحيوانات المستنسخة ولا تختلف أساسا عن الكائنات الأخرى، حيث يكون لديها نفس تسلسل الحمض النووي مثل الكائن الأصلي، مما يجعلها متطابقة وراثيا.
تم إنتاج العديد من الحيوانات المستنسخة في المختبرات قبل دوللي، بما في ذلك الضفادع والفئران التي تم استنساخها من خلايا بالغة. وكان هذا إنجازًا علميًا كبيرًا، حيث أظهر أن الحمض النووي للخلايا البالغة، على الرغم من تخصصه في نوع واحد من الخلايا، يمكن استخدامه لإنشاء كائنات حية كاملة.
اهمية الاستنساخ ؟
منذ عام 1996، تم استنساخ حيوانات أخرى باستخدام خلايا جسدية لإنتاج القطط والأرانب والحمير والخنازير والماعز والأبقار. وفي عام 2004، تم استنساخ فأر باستخدام نواة الخلايا العصبية، مما يؤكد أن النواة المانحة يمكن أن تأتي من أي نوع من الأنسجة التي لاتنقسم عادةً.
تحسين هذه التقنية يعني أن استنساخ الحيوانات أصبح أرخص وأكثر موثوقية، وهذا أدى إلى إنشاء سوق للخدمات التجارية التي توفر حيوانات مستنسخة أو تربية ماشية النخبة، ولكنها لا تزال تحمل سعرًا يصل إلى 100000 دولار.
تم استغلال التطورات التي تم تحقيقها من خلال تكاثر الحيوانات لتطوير علاج جديد محتمل للوقاية من أمراض الميتوكوندريا في البشر التي تنتقل من الأم إلى الطفل. تعاني حوالي واحدة من كل 6000 شخصا ولادة من الأمراض الميتوكوندريا المعيبة، وهذه الأمراض يمكن أن تتسبب في ضمور العضلات وغيرها من التطورات الصحية السلبية. لمنع ذلك، يتم استخراج المادة الجينية من الجنين ووضعها في بيضة متبرعة تحتوي على الميتوكوندريا الوظيفية، وهذه العملية هي نفسها المستخدمة في استنساخ الخلايا الجنينية في الحيوانات. وبدون هذا الإجراء، فإنه من المؤكد أن الميتوكوندريا المعيبة ستنتقل إلى الجيل القادم.
كيف تم استنساخ دوللي ؟
يعتبر استنساخ الحيوانات من خلال خلايا الجسد أصعب بكثير من استنساخها من خلايا الجنين، ولذلك عندما نجح الباحثون في معهد روسلين في اسكتلندا في إنشاء دوللي، النعجة الوحيدة التي ولدت بعد 277 محاولة، كان ذلك خبرًا مهمًا جدًا في جميع أنحاء العالم.
ولاستنساخ دوللي استخدم الباحثون خلية الضرع من نعجة فين دورست البالغة من العمر ست سنوات، كان عليهم إيجاد طريقة لإعادة برمجة خلايا الضرع لإبقائهم على قيد الحياة دون نمو، لقد نجحوا في تغيير وسط نموهم ثم حقنوا الخلية في بيضة غير مخصبة والتي أزيلت النواة وتسببت في اندماج الخلايا بواسطة نبضات كهربائية، جاءت البويضة غير المخصبة من خروف إسكتلندي ذو لون أسود.
عندما تمكن الفريق من البحث من دمج نواة الخلية الجسدية للخراف البيضاء مع بويضات الخراف ذات اللون الأسود، كان عليهم التحقق من تطور الخلية الناتجة كجنين، فقد قاموا بثقل هذه الخلية لمدة ستة أو سبعة أيام لمعرفة ما إذا كانت تتقسم وتتطور بشكل طبيعي قبل زرعها في أم بديلة، وهي غنم إسكتلندية سوداء أخرى، وخرج دوللي بوجه يشبه أبي.
ماذا حدث لدوللي ؟
دوللي عاشت حياة مليئة بالرعاية في معهد روسلين. تزوجت وأنجبت خرافا صغيرة بشكل طبيعي، مما يثبت قدرة هذا النوع من الحيوانات المستنسخة على التكاثر. ولدت دوللي في الخامس من يوليو عام 1996 وتم إعدامها في 14 فبراير 2003 عندما بلغت ست سنوات ونصف، وتستطيع الأغنام المستنسخة العيش حتى سن 11 أو 12 عاما. ومع ذلك، عانت دوللي من التهاب المفاصل في أحد مفاصل ساقها الخلفية وورم في الرئة، وهو فيروس شائع في الأغنام المرباة في الخارج، مما أدى إلى قتلها بطريقة إنسانية.
تتم حزم الحمض النووي الأساسي في شكل كروموسومات، وتتقصر في كل مرة يتم فيها تكرار الخلية، وهذا يعني أن كروموسومات دوللي كانت أصغر قليلا من الخراف الأخرى في عصرها. ويمكن تفسير شيخوختها المبكرة بحقيقة أنها تطورت من غنم عمرها 6 سنوات. وكما يبدو، فإن دوللي لم تكن متطابقة تماما مع والدتها الوراثية، ربما بسبب الميتوكوندريا التي تعمل كمحطات إنتاج الطاقة وتوجد خارج النواة وورثتها عن الأم المانحة للبويضات.
لماذا استنساخ النعجة دوللي ؟
تم إنشاء النعجة دوللي في معهد روزلين كجزء من تحقيق هدف إنتاج الأدوية والمسكنات في حليب حيوانات المزرعة. نجح الباحثون في نقل الجينات البشرية التي تنتج بروتينات مفيدة في الأغنام والأبقار، على سبيل المثال، لإنتاج العامل المضاد للتخثر لعلاج الهيموفيليا، أو ألفا -1 أنتيتريبسين لعلاج التليف الكيسي وأمراض الرئة الأخرى. ومع ذلك، فإن إدخال هذه الجينات في الحيوانات يعد عملية صعبة ومرهقة. يسمح الاستنساخ للباحثين بالقيام بذلك مرة واحدة فقط واستنساخ الحيوانات المحورة وراثيا الناتجة. طرح تطوير تقنية الاستنساخ البشري طرقا جديدة لإنتاج العقاقير وتحسين فهمنا للتنمية والوراثة.