قصة استشهاد البطل مشاري الشهراني
الجنود المتمركزون في الحدود الجنوبية هم فعلا أبطال المملكة الحقيقيون الذين يدافعون عنها وعن شعبها. إنهم يبذلون أقصى جهودهم لحماية الوطن من الأعداء الذين يسعون لتدمير البلاد وزعزعة الأمن لتحقيق أهدافهم الشريرة. لذلك، يتضح أن أبطالنا البواسل يضحون بحياتهم يوميا كتضحية للوطن وأمن المملكة. إن حبهم للوطن لم يجعلهم يترددون في الدفاع عنه. تاريخ شهداء الوطن كثير ويزداد يوما بعد يوم، ولا يقل أهمية عن الأيام السابقة، حيث تمت كتابتها بدماء أبطالنا البواسل الذين رحمهم الله جميعا. واليوم، نروي قصة بطل من هؤلاء الأبطال، الشهيد مشاري محمد الشهراني، رحمه الله، الذي كتب نهايته وهو يدافع عن المملكة. سنستعرض تفاصيل استشهاده في المقال أدناه.
قصة استشهاد الشهيد مشاري الشهراني
ودع الشهيد مشاري الشهراني والده في قريته تندحة، وهي تقع في الجهة الشرقية من عسير، واتجه إلى مقر عمله في ظهران الجنوب لحماية تراب وطنه الغالي، أرض المملكة. قام هو وزملاؤه بتنظيم مهام حرس الحدود، ولكنهم تعرضوا لهجوم من قبل متمردي الحوثي، ونتج عن ذلك إصابة بالغة لمشاري. تحدث مع زملائه عبر اللاسلكي ليبلغهم بإصابته ويطلب منهم عدم التقدم للموقع نظرا لخطورته. وأنه قد أصيب بإصابات بالغة، ثم انقطع صوته، وهذه كانت آخر كلماته مع زملائه. وعندما وصلوا إلى الموقع، وجدوا 19 جثة ملقاة بالقرب من جثمان الشهيد مشاري الطاهر، والذي يدل على بطولة مشاري وإصراره على النيل من العدو ومحاولة الدفاع عن أراضي المملكة لآخر لحظة في حياته.
من هو الشهيد البطل مشاري الشهراني
مشاري الشهراني” هو بطل من بين أبطال الجيش السعودي المرابطين على الحد الجنوبي، الذين يعملون لخدمة الوطن والدفاع عنه. انضم “الشهراني” إلى سلاح الحدود عام 1427هـ في مواقع حدودية في ظهران الجنوب، وأمضى 10 سنوات في الخدمة العسكرية. ترقى “الشهراني” قبل أيام قليلة من استشهاده لرتبة عريف لأنه يستحقها. وهو متزوج ولديه ابنة اسمها هديل وتبلغ من العمر 4 أعوام وابنة أخرى اسمها ريهام وتبلغ من العمر عامين. ووالدته لا تزال على قيد الحياة، فهي كبيرة في السن ولكنها صابرة محتسبة، وله أربعة أخوة وتسعة أخوات .
رد فعل عائلة الشهيد مشاري الشهراني على خبر استشهاده
كان للأخ الكبير للشهيد مشاري والذي يدعى سعد محمد الشهراني عن قصة استشهاد أخيه لأحد الصحف الإلكترونية “الشهيد ودع والده مساءً متجهاً إلى مقر عمله في ظهران الجنوب وقد تكلمت معه الساعة الواحدة فجرا قبيل استشهاده باتصال هاتفي أخبرني فيها عن ارتفاع حرارته وانفلونزا بسيطة غير مؤثرة علي وجوده في الخط الأمامي”، كما أكد أيضا على فخره بما قدمه مشاري للوطن من تضحية وقد عبر عن ذلك مصدر فخر واعتزاز فهو قتل في ميدان الشرف والبطولة وفي معركة لرد الظلم وردعه عن أرض الحرمين الشريفين”. لافتاً إلى أن “مشاري وزملائه يقدمون الغالي والنفيس للدين والوطن فهم يقومون بخدمة هذه الأرض وحمايتها وعندما تردنا قصة استشهاده نشعر بالفخر وهو يقدم روحه فداءً للوطن”.
تشييع جنازة الشهيد مشاري الشهراني
ودعت قرية تندحة الشهيد البطل مشاري محمد الشهراني بحزن وأسى، حيث شيع جنازته في جامع تندحة الكبير بحضور محافظ خميس مشيط سعيد بن عبد العزيز بن مشيط، وأهالي التندحة. وقدم المحافظ تعازيه، كما قدم اللواء الغامدي تعازيه، وقال: “نعزي أنفسنا أولا ثم نعزيكم، فقد استشهد في ميدان الشرف والكرامة والدفاع عن الوطن ومقدراته.” وقال والد الشهيد: “الحمد لله على كل حال، فابني شهيد الوطن، ونحن جميعا فداء لهذا الوطن الغالي الذي نعيش على ترابه الطاهر
عزاء واجب
تتقدم أسرة المرسال بتقديم بالغ التعازي إلى أسرة الشهيد الشهراني وإلى كل أسر شهداء الوطن، فهم فخر لنا لأنهم لم يتسنوا ولو للحظة واحدة للدفاع عن أنفسهم مقابل الدفاع عن أراضي الوطن، فلقد نالوا شرف الاستشهاد في سبيل الله فهنيئا لهم الجنة، ورحمة الله عليهم أجمعين تقبلهم الله في فسيح جناته .