ادب

قصة ادريس عامل النظافة الفقير وابنته

نشرت صفحة  GMB AKASH  للتصوير الصحفي قصة ادريس عامل النظافة الفقير الذي عمل بكد من أجل اسعاد عائلته بالرغم من قدراته المادية الضئيلة، وقد لاقت هذه القصة انتشارًا واسعًا عبر مواقع السوشيال ميديا، وذلك نظرًا للجانب الإنساني الذي ترويه هذه القصة الحقيقية التي نعرض جانبًا منها في السطور التالية.

جدول المحتويات

قصة عامل النظافة الفقير وابنته

إدريس هو عامل قمامة فقير لم يخبر عائلته وبناته قط بوظيفته وذلك حتى لا تشعر أسرته بالخجل بين رفاقهم، وعندما اعتادت ابنته الصغيرة أن تسأله عن وظيفته وظلت تلح في سؤالها كان يخبرها بأنه مجرد عامل ولم يخبرها أبدًا بسر مهنته، ليس خجلًا منها ولكن حفاظًا على مشاعر بناته وليبقوا مرفوعين الهامات على الدوام.

وحتى يتمكن هذا العامل البسيط من إخفاء سر وظيفته كان يقوم بالإستحمام في أحد الحمامات العامة في المدينة قبل عودته إلى المنزل وذلك حتى لا تتمكن الفتيات من استنتاج أي شيء بخصوص العمل الذي كان يؤديه طوال اليوم، وقد كان هدف هذا العامل البسيط هو أن يرسل بناته إلى المدرسة وأن يتموا تعليمهم ويشعروا بالكرامة والعزة، لم يُرِد لهم أن ينظر إليهم الناس نظرة دونية كتلك التي ينظرون إليه بها، أراد لهم والدهم شيئًا آخر غير الإذلال الذي طالما شعر به.

لذلك، بذل كل جهده للاستثمار في الأموال القليلة التي حصل عليها من عمله من أجل هذا الهدف، وهو تعليم بناته. وبدلاً من شراء ملابس جديدة، كان يشتري الكتب للفتيات، وكل ما يريده هو أن يحظين بالاحترام الذي لم يتمتع به.

المفارقات الإنسانية في قصة عامل النظافة

على الرغم من سعيه الحثيث لتحقيق هدفه النبيل ومحاولاته الجادة لإتمام مهمته، إلا أنه في اليوم الأخير قبل اختبار الابنة الكبرى للجامعة، لم يتمكن إدريس من جمع المبلغ المطلوب كرسوم تقديم الجامعة. كان يتألم ويحزن لأن حلمه الوحيد في الحياة انتهى، فقضى إدريس يومه بجانب كومة القمامة بحالة يرثى لها. وفي هذه اللحظة شعر بالإحباط وعجزه، ولم يكن لديه فكرة عما يجب أن يقول لابنته عندما تسأله عن رسوم التقديم للجامعة. كان كل ما يدور في ذهن هذا العامل هو أنه ولد فقيرا وأن الأشياء الجيدة لا تحدث للفقراء.

ولكن تملك القدر كلمة أخرى، حيث اجتمع زملاء إدريس من عمال النظافة في نهاية هذا اليوم وذهبوا إليه يسألونه: هل نعتبرنا إخوة؟ وقبل أن يجيب إدريس، مدوا أيديهم نحوه بكل النقود التي جمعوها في هذا اليوم. حاول إدريس رفض ذلك، لأن هذه النقود بالكاد تكفي لإعالتهم يوما واحدا فقط. ولكن عمال النظافة كانوا لديهم إجابة، إنها تدل على الإنسانية التي تتجسد في قلوبهم الرحيمة: “قد نجوع يوما إذا اضطررنا، ولكن يجب أن تذهب ابنتنا إلى الجامعة .

في هذا اليوم، عاد إدريس إلى منزله دون أن يتوجب عليه الاستحمام في الحمامات العامة كما يفعل عادة، عاد إلى منزله بصفته عامل نظافة وأخبر أسرته القصة بالكامل، وذهبت ابنته إلى الجامعة وبعد ذلك حصلت على وظيفة بدوام جزئي تمكنها من مساعدة والدها في تغطية نفقات المنزل. وبعد ذلك، توقف والدها عن العمل، لكنه لا يزال يذهب مع ابنته بين الحين والآخر لإطعام زملائه من العمل.

كان العمال يسألون ابنة إدريس لماذا تحضر لهم الطعام على الدوام، فكانت تقول لهم: “لقد واجهتم الجوع يوما ما، ولكي أصل إلى ما أنا عليه اليوم، أدعو الله أن أكون قادرة على أن أوفيكم حقوقكم. هذه القصة تجسد أسمى معاني الإنسانية في سعي الإنسان إلى تحقيق أهدافه والتعاون والمحبة والتضحية والأخوة والامتنان والاعتراف بالجميل، ولذلك استحقت أن تنتشر في معظم الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي العالمية.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى