قصة اختطاف المواطن الكويتي ” محسن العجمي ” في لبنان
انتشرت بالفترة الأخيرة حالات الاختطاف لمواطنين خليجيين في الدول العربية ، وغالبا ما يكون الدافع مادي وأحيانا يكون له أبعاد أكثر من كونه مادي ، فقد يكون سبب الاختطاف سياسي أو مذهبي يستخدم كنوع من الضغط على الحكومات أو بهدف الانتقام ، وخاصة في البلدان التي أصبحت تعاني من انفلات أمني في الأونة الأخيرة مثل مصر ولبنان .
والكويت تعاني من حالات اختطاف متكررة بشكل كبير بين الدول الخليجية. يسافر مواطنوها للسياحة والاستجمام، ولكنهم يجدون أنفسهم رهائن لعصابات مسلحة وإجرامية. تطلب هذه العصابات فدية مالية أو تسرق أموالهم، وأحيانا تنتقم لأسباب سياسية أو دينية. الاختطاف أصبح وسيلة شائعة ورخيصة في أيامنا الحالية .
محسن براك العجمي هو مواطن كويتي يبلغ من العمر 48 عامًا، كان يعمل كعميد في الدفاع المدني الكويتي، وبعد تقاعده انتقل للعيش في لبنان مع زوجته اللبنانية وبناته الثلاث في منزل استأجره في سهل قب الياس قبل أربع سنوات .
تعرض المواطن محسن العجمي لعملية اختطاف من قبل مجموعة من المسلحين الملثمين في لبنان، حيث اقتحموا مزرعته في منطقة قب الياس بالبقاع الأوسط (قضاء زحلة)، وأخبروه في البداية أنهم رجال أمن يبحثون عن سلاح، ثم احتجزوه مع حارس المزرعة وبعد ذلك أطلقوا النار على قدم الحارس اليمنى ونقلوا المواطن محسن العجمي عبر سيارة مرسيدس 230 ميني غواصة إلى وجهة غير معروفة بعد تفتيش منزل المختطف الكويتي الواقع في المزرعة .
وفقا لحكاية حارس المزرعة الذي نقل إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد إصابة قدمه بطلق ناري، سأل الخاطفون المواطن الكويتي عن وظيفته، وعندما أجاب بأنه عميد متقاعد، اتهموه بالكذب وقالوا له: `أنت تكذب، أنت تعمل مع المخابرات الكويتية`. ثم قاموا بتفتيش المنزل وطلبوا من الحارس أرقام هواتف معارف المواطن الكويتي. أخبرهم الحارس بأن يده تؤلمه بسبب الرباط النايلون الذي ربطوه به، فقالوا له: `سنريحك من معلمك`. ثم أطلقوا النار عليه وفقد وعيه، وسرقوا هاتفه المحمول لمنعه من الاتصال بالشرطة، ثم لاذوا بالفرار واصطحبوا المواطن الكويتي الأجنبي معهم .
مطلوب فدية :
فور اكتشاف عملية اختطاف المواطن محسن العجمي ، باشرت السلطات الأمنية اللبنانية عملها فورا في البحث والتحري عن ملابسات القضية ، وجاري تحليل كاميرات المراقبة الواقعة على طريق قب الياس المؤدي إلى مزرعة محسن العجمي ، وقد عقد اجتماع عاجل بين السلطات الأمنية اللبنانية والسفارة الكويتية حول هذا الشأن .
السفارة الكويتية :
تتابع السفارة الكويتية في لبنان آخر التطورات والملابسات حوث الواقعة ، معربين عن ثقتهم الكبيرة في السلطات اللبنانية حول الكشف عن الخاطفين واسترجاع المواطن محسن العجمي ، وقد أكد السفير الكويتي في لبنان عبدالعال القناعي بأن السفارة على تواصل مع أجهزة الأمن اللبنانية للعمل على إطلاق سراح العجمي في أقرب وقت وضمان عودته سالما إلى وطنه .