قصة اختطاف الطفلة ” جوري الخالدي ” ومكافأة لمن يعثر عليها
جرائم اختطاف الأطفال، نسمع عنها دائما ولكنها ليست جديدة، وإذا عدنا للوراء سنجد أن أول حالة اختطاف للأطفال هزت العالم وسجلت رسميا وتناقلتها الصحف العالمية هي تلك الجريمة التي وقعت في عام 1819 لطفلة أمريكية تدعى مارجريت، وأضطر والديها للإعلان عن مكافأة مالية كبيرة للعثور عليها. وربما تكون هذه الحادثة الأولى ولكنها ليست الأخيرة، بل العكس تماما. فجرائم اختطاف الأطفال أصبحت ظاهرة كبيرة تهدد ملايين الأطفال في مختلف أنحاء العالم. فالاختطاف لم يعد مقتصرا على أمريكا فقط، بل انتشر في جميع الدول بدون استثناء. وأصبحنا نقرأ في صحف الحوادث ونشاهد على التلفاز وعلى الإنترنت بشكل شبه يومي عن حوادث اختطاف أطفال من مختلف الأعمار. وأصبح الآباء والأمهات يعيشون كابوسا يوميا عندما يذهب أبناؤهم إلى المدرسة، حيث يعترضهم قلق رهيب حتى يعودوا، ويحذرون أطفالهم من الاقتراب من أي شخص حتى لو كان قريبا لهم. فجرائم القتل والاغتصاب والاختطاف أصبحت سمة للقرن الحالي وللأسف الشديد .
إذا ألقينا الضوء على المملكة العربية السعودية، سنجد أن حالات اختطاف الأطفال تزايدت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. ووفقا للإحصائيات، تشهد محاكم المملكة العديد من حالات الاختطاف شهريا في الثلاث سنوات الأخيرة. من بين مناطق المملكة، يلاحظ تأثر منطقة مكة المكرمة بحالات الاختطاف بسبب كثرة زوار الأراضي المقدسة من مختلف الجنسيات. تليها منطقة الرياض بأكثر من 34 قضية، ثم الشرقية والمدينة وجازان وحائل والباحة التي تعد أقل المناطق تعرضا لحوادث اختطاف الأطفال. بغض النظر عن ترتيب المناطق في قضايا الاختطاف، فإن هذه الأعداد تشير إلى خطر يهدد أطفالنا. فالاختطاف ليس بأمر هين، بل هو من أسوأ وأشد الجرائم التي يمكن للإنسان أن يتصورها، نظرا للآثار السلبية النفسية والجسدية الشديدة التي يتركها على الطفل. ينشأ الطفل بشخصية غير سليمة وغير متوازنة بسبب ما يعانيه أثناء اختطافه. حتى المعالجة النفسية في معظم الحالات لا تستطيع أن تمحو الآثار النفسية التي يتعرض لها الطفل خلال تلك الفترة. قد يتعرض للترهيب والتعذيب، وربما للاعتداء الجسدي والجنسي أيضا، وهذا يعد أشد أنواع تعذيب الأطفال المختطفين من قبل الخاطفين .
كانت جوري عبدالله الخالدي برفقة والديها في مستوصف خاص يقع بحي التخصصي بالرياض ، يوم الخميس الماضي 19/11/2015 ، وعند دخول والدتها إلى إحدى العيادات التابعة للمستوصف كانت جوري مع والدها الذي انشغل عن مراقبتها بعض الشيء ، فجاء رجل على المستوصف بدأ بملاعبة الطفلة وقام بتصويرها بالكاميرا الخاصة بجواله ، ثم أعطاها جواله وتركها تمشي من أمامه إلى أو وصلت خارج المستوصف حتى يطمئن لعدم وجود كاميرات المراقبة التي رصدت بالفعل تحركاته داخل المستوصف ، ولكن لعدم وجود الكاميرات في خارج المستوصف تمكن الخاطف من جريمته باختطاف الطفلة واصطحبها بسيارته وذلك وفقا لشاهدة العيان التي رأته وهو يدخل الطفلة في السيارة وظنت أنه والدها فلم تعره أي اهتمام .
مكافأة لمن يعثر على الطفلة :
مواقع التواصل الاجتماعي :
تفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي مع قضية الطفلة المخطوفة بشكل واسع من خلال وسم يحمل عنوان `خطف جوري الخالدي`، حيث انتشرت تغريدات وصور للطفلة المخطوفة وصورة للخاطف التي تم التقاطها بكاميرات المراقبة في المستوصف. تم نشر العديد من التغريدات التي تشير إلى وجود مكافأة مالية كبيرة لمن يعثر على الفتاة ويتصل بوالدها .