قصة اختراق موقع الخيانة الزوجية “Ashley Madison”
تعرض موقع الخيانة الزوجية المشهور، المعروف بـ (Ashley Madison)، للاختراق من قبل فريق من قراصنة الكمبيوتر، وقد هددوا بنشر أسماء وبيانات ومحادثات أعضاء الموقع المجهولين. وأفادت وكالات الأنباء أن الهاكرز نشروا مجموعة من بيانات عملاء الموقع في وقت سابق، والتي من المتوقع أن تتسبب في اضطرابات كبيرة في حياتهم الاجتماعية، وعددهم حوالي 37 مليون مستخدم وفقا لقاعدة بيانات الموقع.
أعلنت شركة (Avid Life Media)، المالكة للموقع على الإنترنت، أنها علمت بمحاولة اختراق الموقع، وقامت بتحديد نقاط الاختراق المحتملة في نظام الموقع وتأمينها وغلقها لمنع الاختراق. ولكن الرئيس التنفيذي للشركة المالكة للموقع، نويل بيد رمان، اعترف بوجود اختراق إلكتروني، واعتبر هذا الاختراق عملا إجراميا يمس خصوصية ملايين المستخدمين، ولا يحق لأي شخص القيام به بغض النظر عن رأيه في عمل الموقع.
خدع الموقع
و فضح فريق القراصنة المسمى (The Impact Team)، سياسة الموقع التي تدعو مستخدميها إلى محو بياناتهم مقابل 19 دولارا فقط، إذ أن قاعدة البيانات التي وجدها الفريق أوضحت أن الشركة تحتفظ ببيانات عملائها بشكل دائم، و أن مسح البيانات فقط عاد على الشركة بحوالي 1.7 مليون دولار خلال سنة 2014 وحدها.
وأكد القراصنة أن الشركة كانت تكذب على المستخدمين بخصوص مسح أسمائهم وعناوينهم، وهذه الشريحة من العملاء تهتم بحذفها لتجنب الفضائح. وقد حذر فريق الهاكرز الشركة في وقت سابق، بالتحديد في منتصف شهر يوليوز الماضي، من إبقاء الموقع مفتوحا، حتى لا يضطر القراصنة إلى نشر بيانات جميع المستخدمين، بما في ذلك محادثاتهم وبيانات بطاقاتهم الائتمانية، وأسمائهم الحقيقية وعناوينهم وأرقام هواتفهم وكلماتهم السرية، بالإضافة إلى المعلومات السرية ووثائق الموظفين في الشركة وسجلاتها المالية والعديد من البيانات السرية التي كانت مؤمنة.
يستخدم موقع الخيانة الزوجية شعارًا يقول “الحياة قصيرة، قم بتجربة شيء مثير.
يشمل البيانات التي حصل عليها قراصنة الموقع أكثر من 9 جيجابايت من معلومات أكثر من 30 مليون حساب مستخدم. وقد نشر القراصنة مجموعة من الملفات المضغوطة على العديد من مواقع التحميل لإظهار جزء من موقع الخيانة أشلي ماديسون.
يُعد موقع آشلي ماديسون الأول في العالم للتعارف على الخيانة الزوجية، وهذا ما دفع الفريق إلى اختيار اختراق هذا الموقع بالتحديد، لأنه – بحسب وصفهم – يعد ملاذًا للخائنين والكاذبين.
طلب فريق القراصنة إغلاق موقع آخر ينتمي لنفس مجموعة آشلي ماديسون ويسمى `Established Men`، ويدعو الأثرياء في العالم إلى الفساد والدعارة المعلنة، وفقًا لما صرح به القراصنة
و لتوضيح خدع الموقع ، أكد قراصنة الموقع أن الموقع يعتمد على 95% من البروفايلات الكاذبة على أساس أنها لنساء جذابات لكي يستقطبن الرجال الأغنياء، و هي في الحقيقة ليست إلا لرجال آخرين يعملون في الموقع. و يطمئن الفريق في تصريحه النساء بأن أزواجهم لم يخونوهن فعلا، ذلك أنهم حاولوا إيجاد نساء أخريات لكنهم في الواقع لم يجدوهن. كما توجهوا للمستخدمين بالقول: »هل وجدت نفسك ضمن الأسماء المعلنة ؟ هذا ليس إلا دليلا على أن الموقع كذب عليك و احتفظ ببياناتك. الآن يجب عليك أن ترفع دعوى بسبب الخسائر التي لحقتك. اليوم تعلمت الدرس و غدا ستكمل حياتك. سيكون هذا صعبا عليك اليوم لكنك ستنسى مع مرور الوقت« .
اعتذار الشركة
بعد نشر الوثائق الخاصة بالموقع، صرحت الشركة المالكة للمشروع بتصريحاتها، لكنها لم تؤكد أو تنفي صحة الوثائق، وهناك العديد من مستخدمي الموقع الذين تحدثوا عن وجود أسمائهم ضمن القوائم المنشورة، مما يؤكد صحة البيانات التي نشرتها فريق القرصنة.
و في نهاية الأمر قدمت الشركة اعتذارها لعملائه بعد أن تأكد نشر البيانات لدى الكثيرين و أصبح واضحا أن قاعدة البيانات قد تمت قرصنتها فعلا. فيما صرحت أن العمل الذي قام به الهاكرز لا يعد قرصنة فقط بل عملا إجراميا، يقتحم خصوصية المستخدمين الذين لهم الحق في حياة خاصة بخصوصية تامة
لم يتوقف مستخدمو الإنترنت عن محاولة العثور على لوائح بيانات المستخدمين للموقع التي تم نشرها على مواقع الإنترنت، والتي تتضمن بعض العناوين الإلكترونية الشخصية والمهنية، والأهم من ذلك بيانات تخص الجيش الأمريكي وحتى البيت الأبيض.