قصة اختراع قلم الحبر الجاف
رغم سهولة استخدام الاختراعات التي نحيط بها الآن، إلا أنها تأتي مع قصص طويلة وراء ابتكارها. تشير جميع الاختراعات التي لدينا الآن إلى الجهود الكبيرة التي بذلها العلماء والمخترعون في وقت سابق من أجل تسهيل حياتنا. تطورت هذه الاختراعات بسرعة لتصبح أكثر سهولة مما كانت عليه في السابق. لا ينبغي أبدا أن ننسى أن الاختراع ينبع دائما من الحاجة وأنه لا يوجد اختراع بدون فائدة. ومن أهم هذه الاختراعات التي لا يمكننا الاستغناء عنها قلم الحبر الجاف، وهو الاختراع الذي غير العالم وجعل الكتابة سهلة وممتعة. تم ابتكاره بواسطة لاديسلاو جوزيف بيرو. إذا كنت تتساءل عن قصة وراء اختراع قلم الحبر الجاف، فستجد الإجابة في هذا التقرير
قلم الحبر الجاف
المعروف عن قلم الحبر الجاف أنه الأداة ذات الخرطوشة التي تختزن الحبر على شكل سائل كثيف ولزج وبكافة الألوان، في نهايته رأس مدبب يحتوي على كرة صغيرة جدا تكون على اتصال بالسائل، ويتم استعمال القلم في الكتابة عندما يتحرك الحبر إلى الأسفل مع اتجاه الجاذبية إلى منطقة الرأس حيث تسمح الكرة بتمرير الحبر وفق انسياب متوازن، كما تتحرك عائمة في محيط من الحبر الذي يغطيها، ويخرج الحبر مع حركة القلم على الورق حتى يترك آثره ليجف سريعا .
قطر الكرة لا يتجاوز 0.7 ملم على الأكبر، ويعتمد ذلك على عرض الخط، حيث تختلف أحجام الخطوط بتنوع الأقلام المستخدمة، مثل القلم المستخدم من قبل الخطاطين أو أنواع الأقلام التي تستخدم في الرسم أو التوقيعات أو غيرها من أنواع الكتابات الأخرى.
فكرة اختراع قلم الحبر الجاف
بدأت قصة اختراع القلم بالكرة المستديرة في الثمانينيات من القرن التاسع عشر على يد المخترع الأمريكي `جون لاود`. صنع القلم من الجلود المدبوغة، وكان هذا الرجل يعمل في هذا المجال. تركب رأس القلم في تجويف يمكنها الدوران ومن ثم تفريغ الحبر. للأسف، هذا الاختراع لم يكن مناسبا للكتابة على الورق، حيث يتسبب في فوضى وتسرب الحبر بشكل غير منتظم .
ومع ذلك، يعود الاختراع الحقيقي لقلم الحبر الجاف إلى الصحفي `لاديسلاو جوزيف بيرو`، الذي ولد في 29 سبتمبر 1899 وهو من أصل هنغاري، وقد اكتشف القلم رسميا في عام 1938 في باريس. كان بيرو يعمل كصحفي ولاحظ أن الحبر المستخدم في طباعة الصحف يجف بسرعة عندما شاهد نسخ الصحيفة تخرج من المطبعة وتجف بعد دقائق قليلة وتباع في الأسواق. ومن هنا جاءت له الفكرة باستخدام حبر الطباعة في قلم الحبر التقليدي الذي لا يزال يستخدم. ولكن التجربة فشلت لأن الحبر لم يتم تصميمه ليتدفق في منقار أو رأس القلم، وكان هناك عيوب أخرى تتعلق باستخدام نظام التعبئة التقليدي أو قلم الريشة. وهذا دفعه للتفكير في اختراع قلم جديد .
تطوير الاختراع
طلب بيرو مساعدة شقيقه الصيدلي الذي يدعى `جورج` في تطوير اختراعه عن طريق تطوير منقار جديد يحتوي على كرة حرة تتحرك وتفتح وتغلق، مما يسمح بتدفق الحبر حولها إلى الفتحة. وكلما تحرك القلم، تدور الكرة، مما يسمح بتدفق الحبر بشكل متوازن من الحاوية إلى الأسفل. هاجر الأخوان إلى الأرجنتين في عام 1943، وهذا هو نفس العام الذي ظهر فيه قلم الحبر الجاف المعروف باسم بيروم. انتشر هذا النوع من الأقلام في بعض دول العالم، وحتى بريطانيا استخدمت هذه الأقلام في البداية من أجل طاقم طائرات القوة الجوية الملكية، حيث كانت تسهل الكتابة بها في الارتفاعات العالية.
أول مصنع لاختراع أقلام الحبر الجاف
تم تطوير اختراع قلم الحبر الجاف بواسطة الأخوين في تشيلي، حيث أسسوا أول مصنع لأقلام الحبر الجاف في العالم، وأعلنوا عن القلم الجديد في البداية بأنه قادر على الكتابة تحت الماء، وتطورت صناعة أقلام الحبر الجاف وأصبحت تجارة واسعة، وتنوعت في الأشكال والألوان وتباينت في الأسعار، بما في ذلك بعض الأنواع المكلفة التي يستخدمها رجال الأعمال والأثرياء، وحتى تم صنع بعض الأقلام بأغلفة مصنوعة من العاج أو الذهب أو الماس أو المعادن الثمينة.