قصة احتراق الطائرة السعودية ترايستار 1980 م عام 1400 هجري
وفي ذلك الوقت ، يعد الحادث الثاني لأعنف كارثة لطائرة واحدة في التاريخ ، بعد الخطوط الجوية التركية للطيران في رحلة 981 ، وأنها سادس أكبر كوارث الطائرات عموما ، بعد وقوع كارثة مطار تينيريفي ، اليابانيه ايرلاينز للرحلة رقم 123 ، ورحلة الخطوط التركية رقم 981، وطيران الهند 182، وكانت أيضا ذات أعلى عدد من القتلى بوقوع حادث الطيران في المملكة العربية السعودية واكبر عدد من القتلى في أي حادث وقع في شركة لوكهيد L-1011 تريستار وفي أي مكان في العالم ، بل هي أيضا أعنف كارثة للطيران .
الركاب وافراد الطاقم :
وأفاد مسؤولون سعوديون بأن معظم الركاب كانوا من الجنسية السعودية والباكستانية، إلى جانب عدد كبير من الركاب والحجاج الباكستانيين. وأعلنت إدارة الطيران أن 82 من الركاب الذين كانوا على متن الطائرة قد انطلقوا من كراتشي وكانوا قد توجهوا إلى الرياض، وكان هناك 32 راكبا من حجاج إيران. وذكر دبلوماسيون في جدة أنه بالإضافة إلى الركاب الإيرانيين والسعوديين والباكستانيين، كان هناك أربعة كوريين وثلاثة بريطانيين واثنين من التايلانديين وفنلندي وفرنسي وإسباني وإيطالي وصيني وألماني وكندي وتايواني وأيرلندي وهولندي وأمريكيين ويابانيين، وكانت طاقم الطائرة يتألف من ستة فلبينيين وثلاثة باكستانيين وبريطاني واحد، والقائد البالغ من العمر 38 عاما محمد علي خويطر، ومساعد الطيار البالغ من العمر 26 عاما سامي عبد الله محمد حسنين، وكانوا جميعا من الجنسية السعودية. وكان المهندس الجوي برادلي كورتيس البالغ من العمر 42 عاما، أحد رعايا الولايات المتحدة .
انفجار الطائرة واشتعال النيران فيها :
أخذت رحلة الطائرة السعودية ترايستار رقم 163 قبالة الساعة 18:08 بتوقيت جرينتش لاستكمال المرحلة الأخيرة في التوجه إلى جدة . بما يقرب من سبع دقائق من بداية الرحلة ، حيث تلقى الطاقم تحذيرات من صعود الدخان في مقصورة الشحن الخلفيه للطائرة ، C3 ، وقضى طاقم الطائرة في الدقائق الأربع المقبلة تحاول التأكد من التحذيرات ، حيث عاد مهندس الطيران إلى المقصورة للتأكد من وجود دخان في المقصورة ، وقرر القائد العودة إلى المطار ، ولكن ذراع دفع المحرك رقم 2 “محرك الوسط” أصبح عالقا ، وفي وقت لاحق اشتعلت النار عند تحرق كابل التشغيل ، وبسرعه أغلق المحرك لأسفل على النهج النهائي .
أعلن قائد حالات الطوارئ عن العودة إلى مطار الرياض الدولي، وهبطت الطائرة بسلام. وبعد إعلان القبطان عن الهبوط الاضطراري، وصلت الطائرة إلى ممر في نهاية المدرج وخرجت منه. ووقفت على المدرج لمدة دقيقتين بعد الهبوط، و40 ثانية منهما كانت خلال تمركز معدات الإنقاذ في المطار عند قسم الهبوط على المدرج. ويتوقعون أن حالات الطوارئ والإخلا سيتم إجراؤها هناك .
والسؤال هنا ؟ لماذا لم يأمر القبطان بإخلاء الطائرة على الفور وإعلان حالات الطوارئ ، لإنقاذ الركاب من النار التي بدأت في أسفل المدرج حيث استغرق الأمر وقتا إضافيا للوصول إلى الطائرة ، والتي استخدمت على طول 4،000 متر ، للوصول إلي المدرج لإبطاء الخروج على الممر ، وتوقفت الطائرة في مدرج يواجه الاتجاه المعاكس من الهبوط ، وعند وصول رجال الانقاذ إلى الطائرة لم يحاولوا فورا فتح أي من أبواب الطائرة مثل المحركات التي على الأجنحة والتي كانت لا تزال علي قيد التشغيل ، بينما أغلقت أثنين من المحركات السفلى خلال ثلاث دقائق و 15 ثانية بعد وصول الطائرة إلى الموقف ، وكان هناك حريق خارجي واضح في هذا الوقت ، بينما لوحظ خروج النيران من خلال النوافذ في الجزء الخلفي من الطائرة . وبعد ثلاثة وعشرين دقيقة أغلق المحرك لأسفل ، وتم فتح باب R2 ” وهو الباب الثاني الذي يقع على الجانب الأيمن ” من قبل موظفي الخدمات الأرضية . وبعد ثلاث دقائق ، انفجرت الطائرة واشتعلت النيران فيها .
وأجريت عمليات التشريح على البعض من غير السعوديين بما في ذلك مهندس الطيران الأمريكي ، وجميع الركاب الذين لقوا حتفهم من جراء استنشاق الدخان وليس بسبب الحروق ، مما أشار أنهم قد توفوا قبل وقت طويل من فتح الباب R2 . وكانوا في استقبالهم للإنتقال النهائي بعد توقف الطائرة ، مشيرا إلى أن الإخلاء في حالات الطوارئ كان على وشك أن يبدأ ، بينما تم العثور على جميع الضحايا في النصف الأمامي من جسم الطائرة . حيث استغرق الأمر نحو 23 دقيقه من بعد إغلاق المحرك حتى تم الوصول إلى جسم الطائرة .
ذكرت تقارير سعودية أن الطاقم لم يتمكن من فتح الأبواب في الوقت المناسب. يفترض أن معظم الركاب والمضيفات كانوا عاجزين خلال عملية الهبوط، حيث لم يكن بإمكانهم فتح الأبواب أثناء تحرك الطائرة. ومن المعروف أن الضغط داخل الطائرة أثناء عملية الهبوط يعمل على نظام القفل في الكابينة، ويزيد الضغط على أزرار الاستعداد لفتح الأبواب. ومع ذلك، تم اكتشاف أن جميع أبواب الضغط كانت مغلقة تقريبا بشكل كامل، وأنه لم يتم فتح تلك الأبواب تماما أثناء الهبوط لتخفيف الضغط عن الطائرة. تم العثور على طاقم الطائرة لا يزال على مقاعدهم في محطة الرحلة، وتبين أن مصدر النار في الكابينة C3 لم يكن معروفا .
بعد التحقيق :
كشفت التحقيقات ان الحريق بدأ في مقصورة الشحن C3 الخلفي ، حيث إنطلق نار كثيف بما يكفي لحرقها من خلال المقصورة ، مما تسبب للراكب الذي يجلس في هذا المكان من المقصورة للمزيد من التحرك إلى الأمام في المقصورة قبل الهبوط الاضطراري ، حيث وجد المسؤولون السعوديون في وقت لاحق أن اثنين من مواقد البوتاجاز محترقة في بقايا الطائرة ، مع طفاية حريق المستخدمة بالقرب من واحد منهم .
تشير بعض التكهنات الأولية حول سبب الحريق إلى أنه نشأ في مقصورة الركاب عندما استخدم أحد الركاب موقد غاز البوتان لتسخين المياه لصنع الشاي. ومع ذلك، رفضوا الكشف عن هذه النتائج في تقرير الحادث الرسمي في وقت مبكر .
الشكوى :
قدم والتر مولر ، الرئيس السابق لشعبة تحليل السياسات من ادارة الطيران الاتحادية، دعوى قضائية ضد شركة لوكهيد ، السعودية ، والخطوط الجوية عبر العالم ، وهي شركة طيران أمريكية لتدريب الطيارين السعوديين وهو الذي أشرف على برنامج الصيانة السعودي ، وكان شقيق مولر، جاك A، مولر ، وأخته في القانون ، إليزابيث س مولر ، لقوا حتفهم في الحريق ، وذكر مولر في الدعوى أن شركة لوكهيد سمحت ” بإدراج المواد الخطرة في جسم الطائرة” وأنه لا يوجد نظام تنفيس لتوزيع الغازات بعيدا عن الركاب ، وأن النظام لا يكفي لتوفير الأوكسجين ولم يكن موجوداً . واتهمت دعوة مولر السعودية من أنها لم تحافظ بشكل صحيح علي توفير السلامة لركاب الطائرات ، واتهمتهم TWA بعدم الحفاظ بشكل صحيح علي الطائرة السعودية ولم يكن طاقم الطائرة متدريبين بشكل صحيح .
تغييرات في السياسة :