اسلامياتقصص اسلامية

قصة أويس القرني مع والدته

من هو أويس القرني

اسمه أويس بن عامر بن جزء بن مالك القرني المرادي اليماني أي من اليمن ، وكان يكنى بأبي عمرو، عاش في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يره ، وذلك لأنه كان له والدة يقوم على أمورها ويتولى حاجاتها ، ويخدمها فكان بره بأمه يمنعه من السفر للحج ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث لم يكن هناك من يتولى أمر أمه عنه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف بأمره و بره لوالدته فكان يوصي الصحابة ، حين يلقوه أن يطلبوا منه أن يستغفر لهم ، وأنه إذا أقسم على الله لأبره ، وكاو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأل عنه أهل اليمن كل موسم حج ، حتى لقاه وطلب منه أن يستغفر له ، وكان يعيش في اليمن ، حتى توفيت والدته فذهب للحج ، وقابل سيدنا عمر ، واستغفر له ثم ذهب إلى الكوفة ليعيش بها ، وأشارت بعض الروايات إلى أنه قد يكون خرج مع جيش سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، من الكوفة في معركة صفين ، واستشهد في المعركة ، وذهبت روايات أخرى إلى أنه استشهد في غزوة أذربيجان .

قصة أويس القرني مع والدته

  • يقول بن جابر أن عمر بن الخطاب كان يستفسر عن أويس بن عامر من كل وفد يأتيه من اليمن، وكان يخرج ولا يجده حتى بعد عام، فخرج إلى أهل اليمن وسألهم عن أويس، فأجابوا بالإيجاب، فأرسل له رجل فسأله عن اسمه وأمه وإذا كان به برص، فأجاب أويس بالإيجاب على كل الأسئلة، وقال عمر: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيأتي عليكم أويس بن عامر ومعه أمداد لأهل اليمن، ومعه من مراده ومن قرنه برص، فبرأ منه إلا موضع درهم، ولديه أم بر لو أقسم على شيء لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل، فاستغفر لي فاستغفر لك .
  • فقال له عمر أين تريد ، قال أويس : عندما ذهب إلى الكوفة، سأله عمر: هل تريد أن أكتب لك خطابا للعامل فيها (أي الشخص الذي يدير شؤونها)؟ قال له: أفضل أن أكون وسط الناس .
  • قال بن جابر : عندما حان موسم الحج الذي يليه، حج رجل من أشراف اليمن والتقى بسيدنا عمر بن الخطاب. وسأل عمر عن مكان أويس القرني، فأخبره الرجل بأنه تركه في بيت فقير ولا يملك الكثير من المتابعين.

صفات التابعي أويس القرني

صفات أويس القرني جاءت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حدث به عمر بن الخطاب، وتتضمن:

  • أويس كان يعيش في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يلتقِ به، ولهذا أطلق عليه لقب “سيد التابعين”، ونصح الصحابة بأن من يجد أويس يطلب منه أن يستغفر له .
  • كان أويس يعيش في اليمن .
  • كان من مراد من قرن .
  • كان بارا بوالدته .
  • كان أويس مصابا بالجذام، ولكنه تعافى من مرضه تقريبا بالكامل .
  • كان تقيا زاهدا وورعا وملتزما دينيا .
  • كان يقول عندما يحل المساء `هذه ليلة الركوع`، ويستمر في الركوع حتى يحل الصباح، وفي الليلة التالية يسجد حتى يحل الصباح أيضًا .
  • كان يتصدق بفضله الذي يملكه في منزله كل يوم، ويدعو الله أن يحفظه من اللهفة والعري .
  • كان يرتدي رداء يمس طرفه الأرض ولم يكن لديه غيره، وكان يعتذر لله عن كل شخص جائع وجسد عار، وأنه لا يملك إلا ما على ظهره من رداء وما في بطنه من طعام .
  • كان ينصح ويقول كن في أمر الله كأنك قتلت الناس جميعًا .

 بر الوالدين

 أمر الله الإنسان ببر الوالدين ووصاه به، وتوجد العدير من الأبيات التي تأمر ببر الوالدين

  • قَالَ تَعَالَى : {فقد أمر ربكم بأن لا تعبدوا إلا إياه وأن تحسنوا العلاقة مع الوالدين، وإذا بلغا من الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أي كلمة تدل على الاستهانة أو الازدراء، ولا تنهرهما، بل قل لهما كلمات كريمة، وابتعد عن الأفعال التي تجرح مشاعرهما، واستغفر لهما وادعوا الله أن يرحمهما كما رحماني في صغري. (الإسراء: 23-24) .
  • وفي الآية الكريمة يوصي الله بالإحسان إلى الوالدين وشكرهما، ويذكر أن حمل الأم وولادته للطفل وتربيته من الأمور العظيمة التي ينبغي على الإنسان أن يشكر الله عليها

وصى رسولنا الكريم ببر الوالدين وأخبرنا عن فضله، حيث قال:

  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : «أُمُّكَ» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّكَ» قَالَ : ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ : « ثُمَّ أُمُّكَ » قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ: «ثُمَّ أَبُوكَ» .
  • وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ : قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `رأيت نفسي نائما وشاهدت الجنة، وسمعت صوت قارئ يتلو القرآن. فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا حارثة بن النعمان`. ثم قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `هكذا البر، هكذا البر`، وكان أطيب الناس مع أمه

فضل بر الوالدين

  • البر يعد من أفضل الأعمال عند الله، وهو من أحب الأعمال إليه .
  • يمد الله في عمر من يبر والديه ، ويبارك له في رزقه ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ ، وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ » .
  • ويعتبر الصدق والإخلاص سببًا لتخفيف هموم الإنسان وكربه، كما يدل على ذلك قصة أصحاب الغار والرجل الذي توسل إلى الله ببره لوالديه .
  • يستجيب الله لدعاء الأب أو الأم لابنهما الصالح، وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: `رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد` .
  • يمكن أن يكون سببًا في قبول توبة العبد إذا كانت توبته صادقة ونصوحة .
  • من يسعى لرضا والديه ويبرهما فإنه في سبيل الله .

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى