ادب

قصة ” أشيك ” الفتى الحكيم

قصة أشيك الفتى الحكيم”، هي قصة عن شاب ذكي وشجاع وحكيم يدعى “أشيك”، الذي تمكن من الفوز على الطاغية “الخان كريخان”، بفضل ذكائه وشجاعته وحكمته وتصرفاته الحسنة في الحياة. وبسبب إنجازاته، احتفظ أهل قريته به كرمز للحكمة والشجاعة، وأطلقوا عليه اسم “الفتى الحكيم”. وتعد هذه القصة ترجمة عن الإنجليزية ومناسبة للأطفال.

الضفدعة المريضة:
كان هناك صبي يتيم يدعى أشيك، تكفل به أحد الأثرياء وجعله يعمل في رعي الأغنام. في أحد الأيام، عثر أشيك على ضفدعة تزحف على الأرض بصعوبة. عندما التقطها أشيك وجد أن ساق الضفدعة مكسورة. أخذها فورا إلى منزله وعالجها حتى شفيت تماما، ثم ساعدها على العودة إلى البحيرة. شكرته الضفدعة على حسن تصرفه وأهدته حجرا مسحورا. وقالت له: إذا رغبت في تحقيق أي أمنية، فما عليك سوى ضرب الحجر في الأرض وطلب ما تشاء، وستتحقق أمنيتك.

الشروط المستحيلة:
ثم عاد أشيك إلى قريته وجد الناس في حالة من الهرج والمرج، بعضهم يبكي وبعضهم يجري في الطريق، وقد تجمعوا جميعا عند بيت الرجل الثري. وهناك وقف أحد الفرسان على مكان مرتفع ليخاطبهم جميعا ونادى قائلا: “اسمعوني أيها الناس واستمعوا جميعا، فأنصتوا لي. نحن نعرف جميعا من هو `الخان كريخان`، إنه جارنا القاسي والمتوحش الذي لا يستخدم سوى السيف للتحدث. ونحن نعلم جميعا أنه يخطط للشر والضرر لنا وللقرى المجاورة منذ فترة طويلة. لقد وضع شروطا مستحيلة علينا، فطلب منا أن نحضر الهدايا الثمينة والأموال، وأن نحضرها بدون راكبين، سواء على جمال أو خيول أو حتى سائرين على الأقدام في الطريق أو الحقول. وقد فشل الجميع في تحقيق هذه الشروط الصعبة. والآن حان دور قريتنا، فماذا تفعلون؟.” وبدأ الجميع ينهارون في البكاء والعويل، فماذا يمكنهم فعله أمام هذهالشروط المستحيلة.

أشيك الشجاع:
وفجأة وبصوت عالٍ قال أشيك أنا رسولكم إلى “الخان كريخان” اندهش الجميع أيعقل أن يكون هذا الصبي هو رسول القرية؟ كما أنه حتمًا سوف يموت، فقال له أحدهم: هل سمعت جيدًا شوط هذا الطاغية؟ فقال أشيك: نعم سمعتها ولن أذهب بأي وسيلة مما ذكر، وقال لهم: كل ما أريده منكم أن تحضروا لي أطول الجمال رقبة، وأطول الماعز عمرًا وسوف أقدمهم هدية “للخان”.

قام الشاب بركوب أكثر ما يليق على الماعز وانتقل إلى جانب الطريق، وأخذ الجمل يتبعه، ثم وصل إلى الخان. لما رآه الخان، غضب وشعر بالاستياء لأنهم لم يجدوا سوى هذا الصبي الصغير ليكون رسولهم. فقال للصبي: “ما هذا الذي تركبه؟” فأجاب الصبي: “أنا أركب الماعز”. فقال له الخان: “انفذ مطالبي. لقد طلبت ألا تركب جملا أو حصانا، وألا تمشي في منتصف الطريق أو في الحقل، ولكنك جئت تركب الماعز على جانب الطريق”. فأجاب الصبي الخان: “ألا يوجد أكبر مني في العمر؟” فقال الخان: “أنا أقصد من هو أكبر منك في السن”. فأجاب الصبي: “هذا الجمل أكبر مني في الطول”. ضحك الخان وفهم مكر الصبي، ثم قال له: “سأعفو عنك يا أيها الخبيث، ولكن بشرط، عليك أن تحضر فدية لقريتك في الصباح قبل شروق الشمس، وتجلب معك مائة حصان أسود ومائة جمل ومائة قميص مطرز. إذا فعلت ذلك، سأفرج عنك، وإلا سأعاقبهم جميعا وأقتلهم”. ثم أمر الجنود بالقبض على الصبي ووضعه في الزنزانة.

الحجر المسحور:
جلس فتاة جميلة في الزنزانة تفكر في ما سيحدث لشعبها عندما يحل الصباح، ثم تذكرت فجأة الحجر المسحور الذي أعطته لها الضفدعة. فاستخرجت الحجر من جيبها وطرقته على الأرض، وفجأة ظهر أمامها جلاد يسألها عن رغبتها. قالت له: أريد مائة حصان أسود ومائة جمل ومائة قميص مطرز قبل شروق الشمس. فأجابها الجلاد: لك ما تريدين، ثم اختفى. وقبل شروق الشمس، استيقظ “الخان” وجنوده ليجدوا ما طلبت أمامها. طلب من جنوده أن يحضروا الصبي، وقال له: على الرغم من عدم معرفتي كيف تحققت رغبتي، سأعفو عنك وعن الجميع.

عاد أشيك إلى قريته مسرورا بعد أن نجت من الموت المحقق، وذلك بفضل شجاعة هذا الصبي الذي تمكن من التخلص من الطاغية “الخان كريخان” بمكر وذكاء. وقد شكره جميع أهل القرية وقدموا له الكثير من المال وبنوا له بيتا جديدا تقديرا لصنيعه الحسن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى