قصة أسماء الحروف العربية
تعد اللغة العربية واحدة من أهم اللغات في العالم، وأقدمها، ولها جذور عميقة، ويوجد فيها عدد كبير من الدراسات المختلفة، بما في ذلك علم النحو والصرف والبلاغة والأدب، وغيرها من العلوم، ولها الكثير من الكتب والمعاجم. وتخدم اللغة العربية كل الناس، وخاصة الذين يتلون القرآن الكريم، الذي هو أشرف كتاب في العالم. والسبب وراء تشريف اللغة العربية هو أنها لغة القرآن الكريم الذي نزل به على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم. وتتكون اللغة العربية من الحروف الهجائية والكلمات .
السبب وراء تسمية الحروف العربية
عند نطق الحروف بشكل منفرد، وليس ضمن الكلمات العربية، يتم نطقها بطريقة مختلفة تماما عن النطق داخل الكلمات، فمثلا، نقول “ألف، باء، ثاء، تاء”، لكن عند نطق كلمة “أرنب”، فإن حرف الألف لا ينطق “ألف”، بل ينطق “أ” فقط، والسبب وراء تسمية الحروف العربية بهذه الأسماء، رغم عدم استخدامها في النطق الفعلي، هو
التطور من الرموز إلى الحروف
- منذ الأزل لم تكن هناك حروف مثل وقتنا الحالي، بل كانت هناك مجموعة من الرموز التي يستخدمها الإنسان في التعبير عما يريد قوله أو كتابته. يمكن للمرء أن يلاحظ هذا بوضوح في اللغة الصينية القديمة، وكذلك في اللغة الهيروغليفية والحضارة الرافدية. وكانت الأنظمة الكتابية تستخدم الرموز للإشارة إلى شيء محدد من الصوت أو الفكرة أو الكلمة، فمثلا يمكن للشخص أن يرسم شمسا ويعرف الآخرون أن هذا الرمز يعني كلمة “شمس”، وبمجرد رؤية هذا الرمز، يعرف الآخرون معناه وأن الجو حار .
- يشبه هذا الأمر اللوحات التي نرسمها في الطرق بعبارة قف أو ابطئ السرعة، وغيرها من العلامات المعروفة لدى الناس ويعرفون معانيها، ومن خلال ترتيب الرموز التي يعرفونها بالفعل، يمكننا تكوين جمل مفيدة وواضحة .
- مع تطور رسم الرموز في التعبير عن الكلام، لم يعد الرسم الدقيق لصورة القلب ضروريًا للتعبير عن الحب، بل يكفي رسم شكل غير دقيق أو رمز متفق عليه يرمز إلى القلب، ويعبر عن المعنى الذي يراد به، مثل الحب .
- ورغم من أن هذا النظام له الكثير من المميزات إلا أنه كذلك له بعض العيوب ، وهي أنك حتى تتعلم اللغة ، وتكتب بها فلابد أن تحفظ الكثير من الرموز لتعبر بها عن الجمل التي تريد أن تكتبها ، ولكنه كان النظام للكثير من الحضارات العريقة لتسجيل تاريخها منها حضارة مصر القديمة ، وبلاد الرافدين.
- مع تطور الرموز والكلمات، أصبحت الكلمة الواحدة أو الرمز الواحد يدل على أكثر من شيء، ويمكن أن يتغير موقعه في الجملة. فكلمة “ذهب” ورمزها المتعارف عليه يمكن أن تعني الذهاب أو الذهب المعدني، ويمكن فهم ذلك من سياق الجملة. فإذا قلنا: “ذهب الرجل إلى المسجد”، فإن المقصود هو الذهاب، وإذا قلنا: “لبست السيدة خاتما من ذهب”، فإن المقصود هو المعدن الذهب، وبذلك يتم توفير حفظ الكثير من الرموز .
الحروف الفينيقية
- ومع ذلك، كان هذا الأمر مشكلة على الرغم من تطوره، وكان يشكل عقبة في طريق الناس أثناء الكتابة، وخاصة التجار الذين كانوا يستخدمون الكتابة بطريقة يومية في التعاملات. ولذلك، اتفقت مجموعة من التجار الفينيقيين على تطوير نظام جديد للكتابة، يستخدم رموزا سهلة .
- كان سر حروف اللغة الفينيقية هو اكتشافهم الأعظم في تاريخ الكتابة، وهو أن الأشخاص يستخدمون أصواتًا محددة ومعينة عند التحدث مع بعضهم البعض، وعند دمج هذه الأصوات وجدوا أنها تمثل 22 صوتًا فقط فقط .
- تم جمع هذه الأصوات وأصبحت أبجدية هوز حطي كلمون عفس قرش .
- وجعل الفينيقيين لكل كلمة معينة صوت تبدأ به ويرمز في ذات الوقت لهذه الكلمة ، فثلا الصوت اَاا وترمز إلى الرمز ألف الذي يعبر عن رأس الثور ، و عاا يسمى عين ، لأن كلمة عين التي تدل على عين الإنسان تبدأ بالصوت عااا ، والصوت بااا يسمى بيت لأنه كلمة بيت تبدأ بالقوت بااا ، فأن أردنا أن نكتب كلمة مثل كلمة أب فأننا نضع رمز لكلمة تبدأ بالصوت أااا ، والصوت بااا مثل رمز رأس الثور الذي يبدأ ب (أااا ) ، ورمز بيت الذي يبدأ ب (بااا ) .
أصل الحروف الأبجدية العربية
اللغة العربية هي جزء من لغات سامية، والتي تنحدر منها مجموعة من اللغات مثل العبرية والعربية والآرامية والكنعانية والفينيقية. وبسبب هذا التشابه بينها، فإن الحروف الأبجدية العربية اقتبست بعض الحروف من الحروف الفينيقية كما هي، وأدخلت بعض التعديلات على بعضها الآخر لتصبح الحروف كما هي الآن
- حرف الألف في اللغة الفينيقية يرمز إلى رأس الثور وينطق في اللغة العربية باسم الألف .
- حرف الباء في اللغة الفينيقية هو با ومعناه بيت، وينطق في اللغة العربية باء .
- يعني حرف التاء في الفينيقية تاو ويعني علامة، وينطق في اللغة العربية بحرف تاء .
- حرف الجيم في الفينيقية هو جميل ومعناه جمل، وينطق في العربية بجيم .
- حرف الدال في الفينيقية يسمى دالت ومعناه باب، وينطق في اللغة العربية دال .
- حرف الهاء في الفينيقية هو هيه ومعناه “نافذة”، وينطق في العربية هاء .
- يشير حرف الواو في الفينيقية إلى الخطاف وينطق في اللغة العربية بصوت واو .
- حرف الزين في الفينيقية يسمى زين ويعني الزينة، وينطق في اللغة العربية بحرف الزاي .
- تعني حرف الحاء في اللغة الفينيقية حائطًا وتنطق حاءً في اللغة العربية .
- الحرف طاء في اللغة الفينيقية يكتب كحرف طيت، ويعني دراجة، أما في اللغة العربية فينطق كحرف طاء .
- كاف هو حرف فينيقي يعني كف اليد، وفي اللغة العربية يُنطق كاف .
- حرف اللام في اللغة الفينيقية كان يسمى لامد وكان يستخدمه الرعاة للحيوانات، وتنطق في اللغة العربية لام .
- حرف الميم في الفينيقية يسمى ميم ويعني ماء، ويُنطق في اللغة العربية بنفس الاسم .
- يعني حرف النون في اللغة الفينيقية “الثعبان”، ويرى البعض أن معناه “الحوت” نظرًا لما ذُكر في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وذا النون إذ ذهب مغاضباً)، ويُنطق في العربية “نون .
- حرف العين في الفينيقية هو عين ومعناها عين، وينطق في العربية عين .
- تعني حرف الفاء في الفينيقية “فم”، ويُلفظ في اللغة العربية “فاء .
- يُرمز في الفينيقية حرف الصاد برمز الصاد، ويختلف معناه في اللغة العربية وتنطق الصاد .
- حرف القاف في الفينيقية يسمى قاف ويعني فتحة الإبرة، وينطق في اللغة العربية قاف .
- في الأبجدية الفينيقية، يرمز حرف الراء بريش ويعني الرأس، وينطق في اللغة العربية راء .
- حرف الشين في اللغة الفينيقية يسمى شين ويعني السن، وفي اللغة العربية ينطق شين .