ادب

قصة أبو إمامة الباهلي مع قومه

أبو إمامة الباهلي، هو صدي بن عجلان بن وهب الباهلي أحد الصحابة الزاهدين، حيث أسلم العديد من قومه على يده، ولقب بأبو إمامة وسمي بالباهلي نسبة إلى قبيلته باهلة من قيس عيلان، ولد قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسكن رضي الله عنه الشام، ويعد الباهلي واحداً من الذين بايعوا رسول الله تحت الشجرة، وهو آخر من مات من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم في الشام.

جدول المحتويات

كيف دعى أبو إمامة قومه للإسلام

يتعلق الأمر بقصة روي أن النبي قد أرسل الباهلي لدعوة قومه للإسلام، وعندما وصل إليهم كانوا يتناولون طعامًا، فدعوه لتناول الطعام معهم، ولكنه رفض وأخبرهم أنه جاء لدعوتهم إلى الإيمان بالله والتبايع به، ولكنهم رفضوا ذلك وتكذبوا به.

وهنا أصيب الباهلي بإرهاق شديد لما بذله من جهد فخلد إلى النوم من شدة الجوع و الإجهاد فناوله في منامه شربة حليب فنهل منها حتي ارتوى، وارتفعت بطنه من كثرة الشبع فقال رجل من قومه أتاكم رجل من أشرافكم، وسراتكم فرددتموه، اذهبوا إليه وأطعموه ما يريد، فلما أتوه بالطعام والشراب قال لهم: لا حاجة لي في طعامكم وشرابكم فقد أطعمني ربي وسقاني فانظروا إلى حالتي فصدقوني وآمنوا بما جئت به من عند رسول الله.

الباهلي يطمع في مزيد من الأجر

لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الباهلي أن يكون رسوله يدعوا الناس للإسلام، ولكنه لم يكتف بذلك وذهب إلى نبي الله، وقال له: يا رسول الله قد أمرتني بأمر أرجو أن يكون الله قد نفعني به، فمرني بأمر آخر عسى الله أن ينفعني به فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم: « اعلم أنك لا تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة أو حط عنك بها خطيئة »، وكان الباهلي يصوم كثيرًا هو وزوجته وخادمه وذلك اقتضاءً بقول رسول الله (وعليك بالصوم فإنه لا مثل له)

أبو إمامة رجل تصلي عليه الملائكة

يقال إن أحد الرجال قد أتى إلى الباهلي وأخبره أنه رأى في حلمه أن الملائكة تصلي عليه كلما دخل وكلما خرج وكلما قام وكلما جلس، مما يظهر حب الله للباهلي، حيث قال الله تعالى: `هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما` [سورة الأحزاب: 43]

وقد ورد من وعظ الباهلي أنه قال: اصبروا فيما تحبون وتكرهون فالصبر نعمة، ولقد أعجبتكم الدنيا وتبعتم أمانيها وتزينتم بها، في حين أن أصحاب نبيكم كانوا يجلسون في فناء بيوتهم ويقولون (نجلس فنسلم وتسلم علينا). وقال: المؤمن في الدنيا بين أربعة أشخاص: مؤمن يحسده، ومنافق يبغضه، وكافر يقاتله، وشيطان يحاول أن يفسده. وقال: اجعلوا الله محبوبا عند الناس، فسيحبكم الله

وفاة الباهلي

سعى أبو إمامة بشدة للجهاد والحصول على الشهادة، وذلك حتى دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم للجهاد، ثم جاءه الباهلي وطلب منه الدعاء له بالشهادة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم سلمهم”، وبعد ذلك نظم رسول الله غزوة أخرى فجاءه الباهلي وطلب منه الدعاء له بالشهادة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم ثبتهم”، ولم يحصل الباهلي على الشهادة، وتوفي في العام 86 هجرية في خلافة عبد الملك بن مروان، وربما كان الباهلي آخر الصحابة الذين ماتوا في الشاعرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى