قصائد بشار بن برد في المدح
نبذة عن بشار بن برد في المدح
بشار بن برد بن يرجوخ، المشهور بأسماء عديدة مثل أبو معاذ وإمام الشعراء المولدين، كان من الأشخاص المحظوظين في مجال الشعر، حيث عاش في العصور القديمة التي تميزت بشعرها، وعاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية.
وهو كان أعمى لا يرى شئ وقال أيمة الأدب: كانت جميع الغزليات والمغنيات والنائحات في بصرة آنذاك يرون أشعار الشاعر بشار ويروجون لها، وقال الجاحظ: `لا يوجد شاعر ريفي في العالم يقوم بإلقاء شعره في المجالس إلا أن بشار يفوقه في الأداء والإبداع`
أشهر قصائد بشار بن برد في المدح
قدم بشار بن برد الكثير من الأشعار وسوف نذكر بعضها في النقاط التالية:
- قصيدة سَيِّدي خُذ بِي أَتاناً
سَيِّدي خُذ بِي أَتاناً
عِندَ بابِ الأًصبَهاني
تَيَّمَتني بِبَنانٍ
وَبِدَلٍّ قَد شَجاني
تَيَّمَتني يَومَ رُحنا
بِثَناياها الحِسانِ
وَبِغُنجٍ وَدَلالٍ
سَلَّ جِسمي وَبَراني
وَلَها خَدٌّ أَسيلٌ
مِثلُ خَدِّ الشَيفَراني
فَلِذا مِتُّ وَلَو عِش
تُ إِذاً طالَ هَواني
- يا طيب عبدة، ويلي منك يا طيبي، قصيدة
يا طيبَ عَبدَةَ وَيلي مِنكَ يا طيبي
قَطَّعتَ قَلبي بِشَوقٍ غَيرَ تَعتيبِ
قُل لِلَّتي نَفسُها نَفسي وَما شَعَرَت
مُنّي عَلَيَّ بِنَومٍ مِنكِ مَوهوبِ
إِنَّ الرَسولَ الَّذي أَرسَلتِ غادَرَني
بِغُلَّةٍ مِثلِ حَرِّ النارِ مَشبوبِ
أُساوِرُ اللَيلَ تَحتَ الهَمِّ مُجتَنِحاً
مِن طولِ صَفحِكِ عَنّي في أَعاجيبِ
كَأَنَّ بي مِنكِ طَبّاً لا يُفارِقُني
وَإِن غَدَوتُ صَحيحاً غَيرَ مَطبوبِ
لقَد ذَكَرتُكِ وَالفَوقانُ يَأخُذُني
وَما نَسيتُكِ بَينَ الكَأسِ وَالكوبِ
وَقائِلٍ إِذ رَأى شَوقي وَصَفحَكُمُ
دَعها فَما لَكَ مِنها غَيرُ تَنصيبِ
لا شَيءَ أَبعَدُ مِمّا لَستَ نائِلَهُ
إِنَّ البَخيلَ بَعيدٌ غَيرُ مَقروبِ
فَقُلتُ كَلّا سَيَجزي مَن لَهُ كَرَمٌ
شَوقاً بِشَوقٍ وَتَقريباً بِتَقريبِ
يَهُزُّني الناسُ مِن واشٍ وَمُنتَصِحٍ
وَاللَيثُ يُفرَسُ بَينَ الكَلبِ وَالذيبِ
لا خَيرَ في العَيشِ إِن لَم تُقضَ حاجَتُنا
مِمّا نُحِبُّ عَلى رَغمِ الأَقاريبِ
يَزيدُ في الداءِ مَن تُقلى زِيارَتُهُ
إِذا اِلتَقَينا وَشافٍ كُلُّ مَحبوبِ
يا عَبدَ حَتّامَ لا أَلقاكِ خالِيَةً
وَلا أَنامُ لَقَد طَوَّلتِ تَعذيبي
أَهدَيتِ لي الطيبَ في رَيحانِ ساحِرَةٍ
يا عَبدَ ريقُكِ أَشهى لي مِنَ الطيبِ
أَهدي لَنا شُربَةً مِنهُ نَعيشُ بِها
إِن كُنتِ مُهدِيَةً رَوحاً لِمَكروبِ
إِنَّ البَغيضَ إِلَينا لا نُطالِبُهُ
ذاكَ الهَوى وَحَبيبٌ كُلُّ مَطلوبِ
أَمّا النِساءُ فَإِنّي لا أَعيجُ بِها
قَد صُمتُ عَنها بِنَحبٍ مِنكِ مَنحوبِ
أَنتِ الَّتي تَشتَفي عَيني بِرُؤيَتِها
وَهُنَّ عِندي كَماءٍ غَيرَ مَشروبِ
وَفي المُحِبّينَ صَبُّ لا شِفاءَ لَهُ
دونَ الرِضى بَينَ مَرشوفٍ وَمَصبوبِ
إِنّي وَإِن كُنتُ حَمّالاً أُجاوِرُهُ
صَرّامُ حَبلِ التَمَنّي بِالأَكاذيبِ
لا يَخرُجُ الحَمدُ مِنّي قَبلَ تَجرُبَةٍ
وَلا أَكونُ أُجاجاً بَعدَ تَجريبِ
- قصيدة فتاة صب الجمال عليها
مِن فَتاةٍ صُبَّ الجَمالُ عَلَيها
في حَديثٍ كَلَذَّةِ النَشوانِ
ثُمَّ فارَقتُ ذاكَ غَيرَ ذَميمٍ
كُلُّ عَيشِ الدُنيا وَإِن طالَ فان
- قصيدة نظرت عيني لحيني
نَظَرَت عَيني لِحيَني
نَظَراً وافَقَ شَيني
سَتَرَت لَمّا رَأَتني
دونَهُ بِالراحَتَينِ
فَبَدَت مِنهُ فُضولٌ
لَن تُوارى بِاليَدَينِ
فَاِنثَنَت حَتّى تَوارى
بَينَ طَيِّ العَكنَتَينِ
فَتَمَنَّيتُ وَقَلبي
لِلهَوى في زَفرَتَينِ
أَنَّني كُنتُ عَلَيهِ
ساعَةً أَو ساعَتَينِ
- قصيدة أبا أحمد طال انتظاري ثلاثة
أَبا أَحمَدٍ طالَ اِنتِظاري ثَلاثَةً
وَوَعدُكَ داءٌ مِثلُ داءِ المُبَلسَمِ
أَرِحني بِيَأسٍ أَو بِتَعجيلِ حاجَةٍ
وَأَيتَ بِها لَيسَ النَدى بِمُحَرَّمِ
وَإِلاّ فَبَيِّن لِي بِها وَجهَ مُخرَجٍ
كَفى بِبَيانٍ مِن فَصيحٍ وَأَعجَمِ
وَلا تَكُ كَالعَذراءِ يَومَ نِكاحِها
إِذا اِستوذِنَت في نَفسِها لَم تَكلَّمِ
بَدا لَكَ ضَوءُ ما اِحتَجَبَت عَلَيهِ
بُدُوَّ الشَمسِ مِن خَلَلِ الغَمامِ
- قصيدة يامرحبا ألفا والفا
يا مَرحَباً أَلفاً وَأَلفا
بِالكاسِراتِ إِلَيَّ طَرفا
رُجحِ الرَوادِفِ كَالظِبا
ءِ تَعَرَّضَت حُوّاً وُوُطفا
أَنكَرنَ مَركَبِيَ الحِما
رَ وَكُنَّ لا يُنكِرنَ طِرفا
وَسَأَلنَني أَينَ الشَبا
بُ فَقُلتُ بانَ وَكانَ حَلفا
أَفنى شَبابي فَاِنقَضى
حِلفُ النِساءِ تَبِعنَ حِلفا
أَعطَيتُهُنَّ مَوَدَّتي
فَجَزَينَني كَذِباً وَخُلفا
وَقَصائِدٍ مِثلِ الرُقى
أَرسَلتُهُنَّ فَكُنَّ شَغفا
أَوجَعنَ كُلَّ مُغازِلٍ
وَعَصَفنَ بِالغَيرانِ عَصفا
مِن كُلِّ لَذّاتِ الفَتى
قَد نِلتُ نائِلَةً وَعُرفا
صِدتُ الأَوانِسَ كَالدُمى
وَسَقَيتُهُنَّ الخَمرَ صِرفا
القصائد الشهيرة لبشار بن برد
- قصيدة لما طلعن من الرقي
لَمّا طَلَعنَ مِن الرَقي
قِ عَلَيَّ بِالبَرَدانِ خَمسا
وَكَأَنَّهُنَ أَهِلَّةٌ
تَحتَ الثيابِ رَفَقنَ شَمسا
باكَرنَ عِطرَ لَطيمَةٍ
وَغَمَسنَ في الجادِيِّ غَمسا
لَما طَلَعنَ حَفَفنَها
وَأَصَخنَ ما يَهمِسنَ هَمسا
فَسَأَلنَني مَن في البُيو
تِ فَقُلتُ ما يَأوينَ إِنسا
لَيتَ العُيونَ الطارِقا
تِ طُمِسنَ عَنّا اليَومَ طَمسا
فَأَصَبنَ مِن طُرَفِ الحَدي
ثِ لَذاذَةً وَخَرَجنَ مُلسا
لَولا تَعرُّضُهُنَّ لِي
يا قَسُّ كُنتُ كَأَنتَ قَسّا
- قصيدة قال ريم مرعث
قالَ ريمٌ مُرَعَّثٌ
ساحِرُ الطَرفِ وَالنَظَر
لَستَ وَاللَهِ نائِلي
قُلتُ أَو يَغلِبَ القَدَر
أَنتَ إِن رُمتَ وَصلَنا
فَاِنجُ هَل تُدرِكُ القَمر
- قصيدة كتبتها في الماضي
وَقَد كُنتُ في ذاكَ الزَمانِ الَّذي مَضى
أُزارُ وَيَدعوني الهَوى فَأَزورُ
فَإِن فاتَني إِلفٌ ظَلَلتُ كَأَنَّما
يُديرُ حَياتي في يَدَيهِ مُديرُ
وَمُرتَجَّةِ الأَردافِ مَهضومَةِ الحَشا
تَحورُ بِسحرٍعَينُها وَتَدورُ
إِذا نَظَرَت صَبَّت عَلَيكَ صَبابَةً
وَكادَت قُلوبُ العالَمينَ تَطيرِ
خَلَوتُ بِها لا يَخلُصُ الماءُ بَينَنا
إِلى الصُبحِ دوني حاجِبٌ وَسُتورُ