قصائد المديح النبوي ( البردة )
المديح النبوي هو عبارة عن قصائد شعرية مكتوبة تمجد خير البرية، محمد صلى الله عليه وسلم، بتعدد صفاته ومعجزاته وحياته، كما يشيد بغزواته وصفاته. وهو جزء من الأدب الرفيع الذي يعبر عن العواطف الدينية. ويعد شعرا دينيا في المقام الأول، حيث ظهرت هذه القصائد مبكرا مع الصحابي حسان بن ثابت، شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم. ويقول البعض إن المديح فن مستحدث مع ظهور الإمام البوصيري رحمة الله، ولكن المؤرخون يرون أن العباس بن عبد المطلب، عم رسول الله، كان أول من نظم شعر المديح .
سميت قصائد مدح النبي صلى الله عليه وسلم بالبردة، حيث تم مدح الصحابي كعب بن زهير في قصيدته المشهورة باسم البردة، ويقال إن الرسول صلى الله عليه وسلم خلع بردته وأهداها لكعب بن زهير بعد أن قرأ القصيدة .
المداحين :-
من أبرز من أشاد بالنبي صلى الله عليه وسلم
1)الصحابي حسان بن ثابت :- – كان الملقب بشاعر الرسول من الأنصار وينتمي لقبيلة الخزرج، ومن أشهر قصائده قصائد المدح
جاء النبي إلينا بعد فترة من اليأس وعبادة الرسل والأوثان في الأرض
فأصبح سراجًا يضيء ويهدي، يلوح مثلما يلوح الصقيل المهند
ونذّرنا بالنار وبشرنا بالجنة وعلمنا الإسلام، فلله الحمد
وأنت ربي إله الخلق وخالقي، بذلك أشهد عمري في الناس
2) الصحابي عبد الله بن رواحة:- – الأنصاري من أشهر قصائد المدح للنبي صلى الله عليه وسلم
أنت النبي ومن يحرم شفاعته يوم الحسابفقد أخفق وحرم نفسه من الثواب
فقد ثبت الله ما منحك من نعمٍ كثيرةٍ، كثبوت موسى ونصرٍ مثل نصر المؤمنين
3) الصحابي كعب بن مالك:- – تمت معرفته باسم شاعر الإسلام، قدم استسلاما في العصر القديم وشهد معركة بدر. كان من بين الناس الذين تاب الله عليهم بعد تخلفهم في غزوة تبوك .
4) الصحابي كعب بن زهير:- كان الشاعر مخضرما عاش في الجاهلية وبعد ذلك عاش في الإسلام، وقد هاجم النبي صلى الله عليه وسلم في شعره، وعندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بشعره، توعد بمعاقبته، ولكنه جاء تائبا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودخل المدينة، وتوسل إليه وألقى قصيدته (بانت سعاد) وعفا النبي صلى الله عليه وسلم عنه، وخلع بردته وأعطاه إياها، ومنذ ذلك الحين سميت قصائد الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم باسم البردة
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم أثرها لم يفد مكبول .
5) الفرزدق :همام بن غالب بن صعصعة الدرامي التميمي هو شاعر من الدولة الأموية، وكنيته أبو فراس. اشتهر بشعر المدح والهجاء، وكان يشتهر بمدح أل البيت. وكان لقبه بالفرزدق بسبب ضخامته .
6) الأمام البوصيري :- قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم تسمى “الكواكب الدرية” وهي من أشهر قصائد المدح عبر الأزمان. تم كتابتها في القرن السابع الهجري ويتفق الباحثون على أنها من أفضل وأجمل قصائد المديح للنبي صلى الله عليه وسلم وتتألف من عشرة فصول. يقال إن صاحبها كان يعاني من الشلل وكتبها ليشفى بها، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يضع يده الشريفة على وجهه ويضع عليه بركته
محمد هو سيد الكونين والثقلين والفريقين، من العرب والعجم
نحن نتبع أوامر نبينا، فلا أحد يعارض قوله سواء بنفيه أو بقبوله
هو الحبيب الذي يُرجى شفاعته في كل زمانٍ ومكانٍ من الأهوال المُقتحمة
الدعوة إلى الله، فالذين يتمسكون به يتمسكون بحبل غير منقطع
فاق النبيين في الخلق والأخلاق، ولم يدانوه في العلم والكرم
وجميعهم يتوسلون إلى الرسول للحصول على جرعة من البحر أو رشفة من الندى
7) أمير الشعراء أحمد شوقي :هذا الشاعر المصري هو واحد من أشهر شعراء العربية الحديثة، وقد كتب البردة والهمزية النبوية، وفيهما عارض بردة الإمام البوصيري وهمزيته .
الهدى ولد في الكون مضيئًا، وفي فم الزمان تبسم وأثناء.
هذه هي بعض القصائد الشهيرة التي أشادت بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن المدح الأعظم له كان في القرآن الكريم: {وإنك لعلى خلق عظيم} سورة القمر