قصائد أبو البقاء الرندي
يعد الشعر واحدا من الفنون الراقية التي كانت معروفة منذ زمن بعيد، وقد اشتهر كثيرون من الشعراء في العديد من البلدان، وسنتعرف اليوم على أحد أهم شعراء العصر الأندلسي العظيم وهو أبو البقاء الرندي.
من هو أبو البقاء الرندي
اشتهر أبو البقاء الرندي كثيرا في الشارع الأندلسي، وعرف بأن الأندلس هي منبع لأهم الشعراء الكبار؛ نظرا لأنها كانت تتمتع بطبيعة ساحرة تحفز الناس على كتابة الكثير من الأشعار الرائعة، حتى أنهم كانوا يكتبون الكثير من الأبيات الشعرية حول المدح والهجاء. وقد برز أبو البقاء الرندي بأسلوب الرثاء، لدرجة أن المؤرخين قاموا بتسميته بشاعر رثاء الأندلس.
يعرف أبو البقاء الرندي باسم صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن ابي القاسم بن على بن شريف النفري الرندي، وقد ولد الشاعر في 651 هجريا، وقد ولد في مدينة رندة التي تقع في جنوب الاندلس، حتى انه قد لقب بابي البقاء الرندي نسبة الى المكان، وقد كان شاعرا وفقيها وعالم كبير، حتى انه كان متمكن لغويا، واليكم بعض مما كتب أبو البقاء الرندي.
اهم ما كتب أبو البقاء الرندي
1_ لكل شيء إذا ما تم ( رثاء الأندلس )
فإذا نقصت شيئا تماما… فلا يتوهم أحد أن الحياة جيدة
حال الأمور كما رأتها الأمم، فمن يستمتع بعصر جيد، سيتعرض لأزمنة سيئة
هذا المنزل لا يبقي أحدًا ولا يستمر بحالة واحدة
الدهر يمزق كل شيء بلا استثناء… عندما تنمو المروج والزهور
وينتظر كل سيف الموت ولو … كان ابن ذي يزن والغمد غمدانا
أين هم الملوك الذين يحملون التيجان في اليمن… وأين من هم بأكاليل وتيجان؟
حيثما شداد شدَّه في إرمٍ، وحيثما ساسه في الفرس ساسانُ؟
وأين هم قارون بثرواته من الذهب… وأين عاد وشداد وقحطان
حدث أمر لا يمكن الرد عليه بأي طريقة… حتى قضوا فكأنهم لم يكونوا
وأصبح ما كان يتعلق بالملك أو الملكية … كما هو مذكور في خيال الطيف وسنان
دمّر الزمن دارًا ومن عاش فيها وقاتلَه، وأمّ كسرى فلم تكن له ملجأة
كأنما الصعب لم يسهل له سبب … يوما ولا ملك الدنيا سليمان
تتعدد مصائب الحياة، ففي كل زمان يوجد سعادة وحزن
وللحوادث سلوان يسهلها… وما لما حل بالإسلام سلوان
هوى أحدٌ بدهى الجزيرة وأصبح تائهًا ومترددًا
تأثرت بشدة بالعين في الإسلام حتى انكمشت واختفت من بعض الأقطار والبلدان
اسأل (بلنسية) ما هي قصة (مرسية) وأين (شاطبة) أم (جيان)
وأين (قرطبة) دار العلوم، فكم … من عالم قد تميز فيها بشأنه
وأين (حمص) وما تحتويه من متعة … ونهرها العذب الجاري بفرح وازدواجية
فالقواعد هي أساس البلاد، ولا يمكن للدولة البقاء إذا لم تبقَ أسسها
تبكي الحنيفية البيضاء من الأسف، كما بكى هيمان لفراق الإلف
الأراضي التي خلت من الإسلام، قد أصبحت قاحلة وعليها بنيان الكفر
حيث أصبحت المساجد كالكنائس… لا يوجد بها سوى أجراس وصلبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة، وحتى المنابر ترثي وهي عيدان
يا غافلاً، فليكن فيك عظةٌ، فإن كنتَ في سنٍّ صغيرةٍ فالدهرُ يسرع
وهو يسير ببهجة، يشغله مكانه، فهل من حمصٍ يغنيه عن وطنه؟
تلك المصيبة تنسى ما تقدمها، وما يتعلق بها ينسى مع مرور الزمن
يا راكبي الخيل العتيقة الجامحة، يبدو أنها تتسابق في المضمار
حوامل سيوف الهند لديهن بشرة حساسة، تشبه النيران في ظلام الليل
يتنزهون وراء البحر في دعة، حيث يتمتعون بالعز والسلطان في أوطانهم
هل لديكم أي خبر من أهل الأندلس … هل تنتشر حديث الناس بأن هناك ركبان
كم من المستضعفين يستغيثون بنا وهم قتلى وأسرى، فماذا يهتز في الإنسان؟
ما هو التقاطع بيننا في الإسلام … وأنتم يا عباد الله إخوة؟
أليست هناك نفوس نائمة لديها الرغبة … في الخير والنصر؟
يا من جرَّ الأهوالُ بعدَ الأمان … حالُهم فسادٌ وظُلمٌ وطغيان
كانوا في الماضي ملوكًا في منازلهم، ولكن اليوم يعملون كعبيد في بلاد الكفر
لو رأيتهم مذهولين بلا دليل، لتعرف بأن لهم ألواناً من ثياب الذل
إذا شاهدت دموعهم عند بيعهم … ستشعر بالحزن وستتألم
يا رب، ألّا تفرّق بين أمّ وطفل، تمامًا كما تفرّق بين الأرواح والأجسام
وكأنها ياقوتة ومرجانة، مثل شمس الجمال عندما تشرق، وهي طفلة صغيرة
تقودها العِلْجُ للمَكْرُوهِ مكرهةً… والعين باكيةٌ والقلبُ حيرانٌ
يَذوبُ القلبُ مِن كُمدٍ كَهذا، إذا كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
2_ ألثام شف
الثام شاهد عن وردة ند… أم غمامة ضحكت عن برد
أما عن الأزرار في مظهرها… بدر تم في قضيب أملد
بوالدي الرحمة لو كان بعيدا … نقلت حنانه إلى الأبد
هي ليست ساحرة ولكنها ساحرة … نفخت في القلب لا العقل
لم أطلب الثأر منها بشكل ظالم… أنا القاتل نفسي بيدي
لقد سرقت نظرة عيني لحظة حياتي وتركت جسدي فارغًا
تقدم هذه القهوة لرضاها وهي تشفي الحزن والألم
عصرت باللطف في عصر الصبا … فرمت بالمسك وليس بالزبد
لا يعلم مديرها ما في كأسها، وهي تشبه البرق المتلألئ
درة تحتوي على ياقوتة، وأم لجين ترتدي فيها ثوبًا عسجديًا
أسقني غير المليم، فأنا حنفي الرأي والمعتقد
لا أرى في تناول السكر سوى الهوى أو الهبات الملكية المؤيدة
وإن كان ملك العليا يستحق العدل، فإني لن أنكر الحق
3_ ياسالب القلب
يا من تجعل القلب ينزف عندما تنظر إليَّ … لم يبقَ لي صبرٌ ولا رمقٌ في حبك
لا تسألني اليوم عن ما أصاب كبدي، لو كان الفراق والحب لم يخلقا
لم أختر الحب مرة أخرى، إنما جاءت الأقدار واتفقنا
وكنت أتحمل مسؤولية تلفي بنفسي … مثل الفراش الذي يحب النار ويحترق
يا من أظهرت لي سرك وصدمتني، فأريدك أن تهزمني وتزلزل قلبي
عندما تنظر، تدرك أن النفس قد تلفت وأن الروح قد تعبت، لذا يجب أن تكون رفقًا بنفسك.
4_ قصائد في مدح أبطال المسلمين وذلّ الكفار
تتضمن كتيبة بالدارعين الكثيفة…جرت ذيول الجحفل الجرار
حديقة الموت تحتوي على الأشجار المزهرة التي ترفرف الأعلام فوقها مثل الزهور
فيها بنو الكُماة يشبهون الأسود الشرسة بين نهري القنا الخطار
مُتهلِّلين لدى اللِّقاء كأَنهم ….خُلِقت وجوههم
يأتي البرق من كل اتجاه، وكأنه يخطف الأشياء بيده اليمنى
من الأقدار أن يصيب الإنسان مثل ما مر به… ويقيد بعض الفترات الزمنية للحياة.
5_قوله في الصحبة المزيّفة
الأخوة ليست مجرد كلمات، إذا أردت الأخوة بيننا
لا تنفع في الدنيا ولا في الآخرة الشفاعة لمن لا يستحق، فلا تشفع لي في يوم القيامة.
6_قوله في وصف البحار والأنهار
البحر أكبر بكثير مما يمكن أن تتصور… من لم ير البحر من قبل فسيشعر بالدهشة
طام له حَبَبٌ طاف على زورقٍ، تشبه السماء عندما تمتلئ بالنيازك
7_ قوله في وصف الريحان
فستقٌ أخضر اللون يبدو جميلاً ويسريح الأنظار لمنظره
أشعر بالغيرة بسبب الترنج الذي حكاه، وزادوا على اسمه ألفاً ونوناً.