قرية الأقدام الصغيرة والسر وراء ذلك الاسم

القدم الذهبية في الصين .. رمز الأنوثة والجمال في الصين منذ القدم ولكن هل كانت الأنوثة وجهها الحقيقي أم كان للقصة وجه مؤلم لا يعلمه سوى النساء في الصين القديمة؟.

ربط القدم في الصين

في الصين توجد قرية يكون لدى النساء أقدام صغيرة بل صغيرة جدا لدرجة أن حجم هاتف الآيفون أكبر منها! تكون الأقدام صغيرة جدا حتى أن أقدام الأطفال تكون أكبر منها، هذا حقيقي ويوجد بالفعل، ولكن ما هي هذه القرية؟ وما هو السبب وراء ذلك؟

القرية ذات الأقدام الصغيرة هي قرية صينية زراعية حيث يقطن فيها معظم الفقراء وكانت تضم قديماً عدداً كبيراً من النساء ذوات القدم الذهبية أو قدم اللوتس كما أُطلق عليها لكن الآن لم يبقى من هؤلاء النساء سوى عدد ضئيل جداً ففي الصين القديمة إذا أردتي أن تكوني إمرأة جميلة فلابد أن تكون أقدامك صغيرة.

لذلك، كانت الأمهات يلفن أقدام بناتهن عن قصد لعدة سنوات لمنعهن من النمو والبقاء صغيرات. وفي الصين القديمة، اعتبرت هذه العادة جميلة، وكان حجم القدم يصل تقريبا إلى ٣ بوصات صغيرة، وكان رمزا لقدم اللوتس الذهبي. والمحزن في الأمر أن ٤٠ إلى ٥٠٪ من نساء الصين القديمة اضطررن لوضع الأقدام الصغيرة طوال حياتهن، بغض النظر عن ظروفهن.

لحسن الحظ، انتهت هذه العادة الغريبة قبل 90 عاما، وتوفي معظم النساء ذوات الأقدام الصغيرة، وأغلق آخر مصنع للأحذية الصغيرة في عام 1999. يمكن اعتبار تقليد تجويف الأقدام في الصين عذابا تعرضت له النساء لجذب الرجال وإعجابهم بهن، حيث كان يعتبر شرطا أساسيا للزواج.

قدم اللوتس

تعرف الأقدام الصغيرة في الصين باسم قدم اللوتس بسبب شكلها الذي يشبه زهرة اللوتس، وكانت النساء ذوات الأقدام الكبيرة يتعرضن للسخرية والإذلال، وكان ينظر إليهن على أنهن من النساء العاملات في الحقول، وكان يعتقد أنهن لا يمكنهن تحمل رفاهية الأقدام الصغيرة. كانت عملية طي الأقدام في الصين عملية معقدة وكانت تمثل علما مهما في القرون القديمة، وكانت تبدأ بالاستعداد النفسي لتحمل الآلام، عن طريق إقناع الفتيات بأن طي الأقدام سوف يجعلهن أكثر جمالا وسيفتح لهن آفاقا جديدة للزواج.

ثم تبدأ عملية الطي بعد غسل القدمين جيدا وقص الأظافر وطي الأصابع، مع استثناء الإصبع الكبير. ثم يتم تضميد الأصابع والكعب ومحاولة تقريبهما معا قدر الإمكان وإحكام الضمادات بشكل جيد في تلك الوضعية. بعد ذلك، يتم وضع القدمين في حذاء ضيق جدا ويجب تغيير الضمادات يوميا لزيادة الضغط على القدم بشكل متزايد في كل مرة. هذه العملية تسبب ألما كبيرا للأطفال لأنها تعيق حركتهم لعدة أيام وشهور.

بالإضافة إلى سلبيات تقنية تجميل طي القدمين، فإن رائحتها تكون كريهة جدا في فصل الصيف بسبب تجمع الدم السائل والقيح، وتتجمد في فصل الشتاء بسبب نقص تدفق الأكسجين في الدم. وعلاوة على ذلك، فإن عملية طي القدمين مؤلمة للغاية وتؤدي إلى تغيير شكل جسم المرأة الصينية، حيث يتم وضع الضغط على الفخذين والأرداف مما يتسبب في انتفاخهما وانحناء الساقين، إلى جانب المعاناة الجسدية طوال الحياة لهؤلاء النساء.

أسطورة القدم الذهبية في الصين

يقول الكثيرون إن هذه العادة لم تنسب إلى شخص بحد ذاته، ولم يتم تحديد مبتكر هذا الفكر العقيم، ومع ذلك، ذكرت بعض الأساطير أنه كان هناك راقصة صينية جميلة تدعى “يو” قدمت رقصتها الشهيرة مرة واحدة وهي ترتدي حذاء صغيرا على شكل زهرة اللوتس الذهبية، حيث أعجب الرجال بحركاتها الراقصة وشكل قدميها الصغيرتين، ومن هنا أصبحت رمزا للجمال.

من حسن الحظ، انتهت هذه العادة تماما الآن بسبب نداءات بعض المؤسسات لضرورة مكافحة هذه التقاليد التي تسببت في آلام كثيرة للنساء الصينيات بشكل لا يمكن حصره، مما دفع الحكومة فيما بعد إلى حظر هذه العادة نهائيا. على الرغم من ذلك، لا تزال بعض العائلات المتشددة تلتزم بهذه العادة بطي القدمين، ولكن الحكومات تمتلك السيطرة وقد تم حظرها تماما.

الخلاصة

هناك العديد من العادات التي تسلب النساء حريتهن وتجعل حياتهن أكثر ألما، على سبيل المثال، لم تتسبب عادة طي القدمين في الصين إلا بأضرار جسيمة، وجعلت النساء يعتمدن بشكل أساسي على الرجال، مما يجعلهن ضعيفات ودائما بحاجة للاعتماد على الرجل، سواء كان الزوج أو الأخ أو غيرهما، نتيجة لتدمير هذه العادة للقدمين وعدم القدرة على الوقوف أو المشي لمسافات

المرعب هو أن هذا التقليد قد انتهى، لكن هناك العديد من التقاليد الموجودة في الثقافات الأخرى، ففي الصين يجعلون أقدام النساء أصغر، وفي بريطانيا يجعلون الخصر أصغر، وفي أمريكا يجعلون الصدر أكبر، وهناك الكثير من الطرق المؤلمة التي يستخدمها النساء للظهور بشكل أكثر جمالًا في مجتمعنا.