قدرة النبي في تحديد القبلة من مسجد صنعاء
تحتوي حياة رسولنا الكريم على العديد من أوجه الإعجاز العلمي، بدءًا من بعثته وتفاصيل المعجزات التي حدثت أيامه، والتي تثبت جميعها بالأدلة القاطعة أنه هو النبي الحق وأن كلامه مرسل من عند الله، ومن بين هذه المعجزات تحديد القبلة من صنعاء .
قصة تحديد القبلة من مسجد صنعاء
عندما دخل اليمنيون جماعات إسلامية في العام السادس للهجرة النبوية المشرفة، أمر رسولنا الكريم بإرسال مجموعة من الصحابة إلى اليمن لتعليمهم مبادئ الدين الإسلامي، وفي ذلك الوقت أمر ببناء مسجد للصلاة. وجههم إلى تحديد موقع المسجد في جبل ضين، الذي يبعد حوالي 30 كم عن مدينة صنعاء، وأوصاهم بتوجيه المسجد في زاوية مائلة باتجاه القبلة (اتجاه الكعبة المشرفة) .
الشروط المطبَّقة لتحديد اتجاه القبلة بين مدينتين
تبلغ المسافة بين مدينة صنعاء ومكة حوالي 815 كيلومترًا، ويجب وجود عدة عوامل عند محاولة رسم خط مستقيم بين المدينتين لتحديد موقع القبلة .
لابد من تواجد خريطة دقيقة لتوضيح الصور الحقيقية لسطح الأرض، على أن يتم أخذ هذه الصور باستخدام الأقمار الصناعية أو الطائرات .
يجب معرفة جميع خطوط الطول والعرض الخاصة بالمنطقة على الكرة الأرضية للتحقق من صحة زاوية الميل .
تعتبر تقدير ارتفاع كل منطقة عن سطح البحر أيضًا من الأمور الهامة التي يجب الاعتماد عليها، للتحقق من درجة الانحناء الزاوي .
على الرغم من عدم قدرة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على معرفة هذه الأمور منذ سنوات طويلة، إلا أنه تمكن من بناء المسجد في الموقع الصحيح، فكيف حدث ذلك؟ .
بناء المسجد في زمن الرسول
في ذلك الوقت، لم يكن رسولنا الكريم على دراية بكل هذه الأمور المتعلقة ببناء المسجد. وعند دراسة الخرائط الموجودة في ذلك الوقت، نجد أنها تحتوي على العديد من الأخطاء والاختلافات عن الوضع الحالي، وحتى ظهور تلك الخرائط كان بعد وفاة الرسول بعدة أعوام .
– من بين المصادر التي تحدثت عن بناء المسجد في صنعاء، تضمنت تلك الأحاديث النبوية، حيث قال بر بن يحنس الخزاعي: قال لي رسول الله: `إذا بنيتم مسجدا في صنعاء، فاجعلوه عن يمين جبل يسمى ضين`. وفي رواية أخرى، قال: `ادعهم إلى الإيمان، فإن اطاعوا لك به فأقم الصلاة، وإذا أطاعوك فيها فانطلق لبناء المسجد لهم في بستان باذان من الصخرة التي في أصل غمدان واستقبل به الجبل الذي يسمى ضين` .
تطبيق جوجل إيرث عن موقع المسجد وحديث الرسول
– تم تصوير موضع مسجد صنعاء و كذلك موضع مسجد الله الحرام و مكان الجبل المشار إليه في الحديث النبوي ، و قد تبين أن كلهم على نفس الخط المستقيم تماما ذلك الخط الذي ينتهي عند الكعبة تحديدا في المنطقة الوسطى بين الحجر الأسود و الركن .
– و عند التدقيق في هذه الأمور التي تم تصويرها بأحدث التقنيات في عالمنا الحديث ، يتبين القدرة الإعجازية التي امتلكها رسولنا الكريم قبل الأن بعدد كبير من القرون ، ذلك الرجل الذي لم يذهب إلى اليمن و لم يرى جبل ضين ، و لم يعرف شكل البساتين في تلك المنطقة ، فكيف له أن يتمكن من الوصل بين ثلاثة نقاط مختلفة و متباعدة بكل هذه المسافات الطويلة ، و كل هذا ليس إلا دليلا على نبوة نبينا الكريم في وجه المشككين ، و ذلك ما تحدث عنه الآية الكريمة وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) .