قاتل الصحفي الآيرلندي “سايمون كامبرز” بين من أعدموا بالسعودية

نفذت منذ يومين المملكة العربية السعودية حكم الإعدام في حق 47 شخصا ممن اتهموا بالإرهاب و التحريض عليه بهدف زعزعة امن المملكة و نشر الفتنة و لكن المفاجأة بالنسبة للبريطانيين كانت هي إعدام “عادل الضبيطي” الذي له عدة سوابق من بينها مهاجمته لفريق هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، حيث قام بقتل مصورها “سايمون كامبرز” و أصاب صحفيا آخر بطلقات نارية جعلته يعيش مشلولا مدى الحياة. و كانت صحيفة التلغراف البريطانية قد نشرت الخبر يوم الأحد في أحد تقاريرها سلطت فيه الضوء على قصة الصحفي “فرانك غاردنر” مراسل الشؤون الأمنية لقناة بي بي سي.

تفاصيل القصة
كان فرانك غاردنر وزميله المصور سايمون كامبرز في إحدى البلدات القريبة من العاصمة السعودية الرياض، تحديدا في حي السويدي، خلال عملهما على إعداد فيلم وثائقي عن مجموعة تنظيم القاعدة في يونيو 2004. في ذلك الوقت، تعرض الصحفيان لكمين حيث أطلق عليهما الضابط النار، مما أسفر عن مقتل سايمون وإصابة غاردنر بست طلقات أدت إلى تشليه وتركه مقعدا حتى نهاية حياته.

ماذا بعد الحادث ؟
بعد وفاة زميله سايمون، تم نقل المراسل إلى المستشفى في حالة حرجة، وبمجرد أن تعافى، حاول فرانك غاردنر البالغ من العمر 54 عاما بذل الكثير من الجهود الجبارة للعودة إلى عمله، على الرغم من إصابته الخطيرة. لم يعلق غاردنر على حكم الإعدام الصادر بحق الإرهابي عادل الضبيطي، ولكنه سابقا صرح بأنه لن يسامح تلك الأشخاص الذين ساهموا في إعاقته.

في عام 1792، صرح غاردنر خلال مقابلته مع قناة `تلغراف` في عام 2014 بعد صدور حكم الإعدام بحق عادل الضبيطي، بأن الضبيطي لم يعبر عن ندمه ولم يعتذر لفرانك غاردنر. وأشار إلى أنه لا يزال يفكر بنفس الطريقة الإرهابية التي كان يفكر بها عند اعتدائه على الصحفيين. وبناء على ذلك، فإن فرانك لن يسامحه ولا يوجد احتمال للعفو في حالته. عندما اقترحوا لقاء الإرهابي الضبيطي بعد اعتقاله، رفض غاردنر الاقتراح بسبب أن روح الضبيطي ماتت تماما مثل الضمير.

حكم المملكة العربية السعودية
أدانت محكمة سعودية الضبيطي بالمشاركة في تفخيخ إحدى السيارات التي قامت بالهجوم على مجمع المحيا السكنى في الرياض و هو الهجوم الذي لقي فيه 20 شخصا من المواطنين الأبرياء مصرعهم سنة 2003، كما كان أحد المشاركين في عمليات إطلاق النار التي استهدفت رجال الأمن السعوديين الذين من واجبهم ضبط الامن و الأمان في البلد المقدس.

إعتذار المملكة بالنيابة
بعد وقوع الحادث على الفور، ونظرا لروح المسؤولية والاحترام التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية تجاه الوافدين إليها وحقوق الصحافة، قدم السفير السعودي في بريطانيا، الأمير تركي الفيصل، التعازي في رسالة خطية أرسلها إلى عائلة المصور في قناة “بي بي سي” الذي قتل في الرياض وإلى عائلة المراسل الذي أصيب بالشلل فرانك غاردنر المشهور بحسن تعامله. وأعرب السفير في بيانه عن أحر التعازي وأعمقها لعائلة المصور في بي بي سي الذي قتل في الرياض وإلى عائلة الصحفي فرانك غاردنر الذي أصيب في إطلاق النار، كما أشار إلى معرفته بالصحفي غاردنر الذي يحظى بحسن تقدير في الأوساط السعودية.

ردود الأفعال البريطانية عن الحادثة
عبر وزير الخارجية البريطاني “جاك سترو” عن إعجابه بالصحفي الذي أصيب في الرياض كما أدان الإعتداء الذي واجهه الصحفيين و قدم تعازيه لعائلة المصور الذي قتل و عبر عن تضامنه مع فرانك غاردنر و عائلته و أقاربه. و أوضح أن غاردنر يعتبر مراسلا استثنائيا لأنه يسعى دائما للقيام بجهود إضافية و لطالما أوضح في حديثه خطورة العالم الذي نعيش فيه. كما أكد على استمرار السلطات البريطانية في مساعدة السعودية على مكافحة الإرهاب.