هازل غريس لانكاستر، فتاة تبلغ من العمر 17 عاما، تنضم بالاضطرار إلى مجموعة دعم لمرضى السرطان بناء على طلب والدتها. نظرا لإصابتها بالسرطان، تحتاج إلى استخدام خزانة أكسجين لضمان التنفس السليم. خلال إحدى المقابلات، تلتقي بشاب يدعى أوغست ووترز. يكون أوغست حاضرا لدعم صديقهم المشترك إسحاق، الذي خضع لاستئصال عينه بسبب وجود ورم فيها.
ومع مرور الوقت تبدأ هازل بحب أوغست ولكنها تعلم بأنها سوف تؤذيه عندما تموت، وفي أثناء تفكيرها بالشيء الصحيح الذي يجب فعله حيال أوغست، تعاني هازل من امتلاء رئتيها بالسوائل وتذهب إلى وحدة العانية المركزية، وعندما تستيقظ من مرضها تدرك أن أوغست لم يتركها للحظة واحدة أثناء مرضها.
أحداث فيلم ما تخبئه لنا النجوم
بعد تعافيها، قررت هازل الذهاب إلى أمستردام لرؤية كاتبها المفضل، ولكن والداها عارضا الفكرة بسبب حالتها الصحية، وانتهى الأمر بقرار الطبيبة المعالجة بأنها يجب أن تسافر، لأنها بحاجة إلى أن تعيش حياتها.
تتوجه هازل مع أوغست لرؤية كاتبهم المفضل، ولكن عند لقائهم يكتشفون أنه في حالة سكر وليس عبقريا كما كانوا يعتقدون. الكاتب غير قادر على الإجابة على أي من أسئلة هازل، لكن هازل وأوغست يقضيان وقتا رومانسيا خلال هذه الزيارة. يعترف أوغست لهازل بأنه أثناء إقامتها في العناية المركزة قام بفحص جسدها واكتشف أن السرطان انتشر في جسدها بالكامل. يصبح أوغست الشخص الأكثر مرضا ويتحول إلى شخص خائف وهش. عندما يحدث هذا التغيير، يدرك هازل أنها تحبه الآن أكثر من أي وقت مضى.
تتدهور حالة أوغست بسرعة، حيث يقوم بترتيب جنازته في الأيام الأخيرة، ويقدم إسحاق وهازل خدمات التأبين له. تقتبس هازل سطورًا من كاتبها حول اللانهائية الكبرى والصغرى، وتخبر أوغست بكم تحبه، وأنها ستستثمر الوقت المتبقي لديها لأي شيء في العالم
ثم يموت أوغست بعد عدة أيام. وتفاجأ هازل برؤية ذلك الكاتب في الجنازة. ويخبرها بأن أوغست طلب منها تعويض تلك الرحلة البائسة في أمستردام بحضور جنازته. بعد عدة أيام يخبرها إسحاق بأن أوغست يكتب جزءا ثانيا لروايتها المفضلة، ثم يعترف الكاتب بأن قصة الفتاة المتوفاة في الرواية هي في الواقع قصة ابنته المتوفاة، وأصيبت بالسرطان عندما كانت بعمر الثامنة. وكانت روايته تلك محاولة منه للتصالح مع نفسه ومع فكرة موتها. فحينئذ شجعته هازل على الاستمرار في الكتابة من أجلها
شخصيات ما تخبئه لنا النجوم
- هازل غريس لانكاستر : تم تشخيص الفتاة الذكية والمتميزة في سن السادسة عشر بالسرطان في الغدة الدرقية، وبعد انتشاره إلى رئتيها، تحاول هازل الابتعاد عن الناس حتى لا يتعلقوا بها ويحزنوا عند وفاتها، ولكنها تقع في حب أوغست
- أوغست ووترز: أوغست هو شاب في السادسة عشر من عمره يعاني من سرطان العظام ويقع في حب هازل، يتمتع بذكاء شديد وحس المرح، يقع في حبها مباشرة بعد رؤيتها في مجموعة الدعم
- إسحاق: إنه الصديق المشترك لأوغست وهازل، الذي يقوم بتقديمهم لبعضهما في مجموعة دعم السرطان، وفي الفيلم يجسد دور إسحاق الذي يشعر بالتشاؤم والغضب من إصابته بالسرطان، ويصبح أعمى بسبب هذه الإصابة
- السيدة لانكستر: هي أم هازل، وتعتبر سيدة لطيفة وقوية تخصص حياتها للعناية بابنتها المريضة. خلال الرواية، تفكر هازل كثيرا في نتائج وفاتها وتأثيرها على والدتها، لكنها تشعر بسعادة غامرة عندما تدرك أن أمها تلتحق بدروس لتصبح عاملة اجتماعية بعد وفاتها
- السيد لانكستر: هو والد هازل، وهو والد حنون وعلى عكس أم هازل، يفهم فقط مرض ابنته ويقضي معظم وقته في العمل لكي ينسى ذلك
- بيتر فان هوتين : الرواية المفضلة لدى هازل وأوغست هي التي يكتبها الكاتب الذي يتجاهل المشاعر ويكون قاسيا، وفي نهاية الرواية تكتشف هازل حقيقة أنه شخص سكير
- باتريك : الشخص الذي يقود فريق الدعم لمرضى السرطان، ويشتهر بتفاؤله ودفئه، تعرض لفقدان خصيتيه بسبب المرض، ولكنه يوفر التفاؤل والأمان لجميع أعضاء الفريق.
- والدا أوغست : اشارات بسيطة عن والدي أوغست تشير إلى أنهما والدين حنونين لا يتوقفان عن تقديم المساعدة واللطف للآخرين، وفي نهاية الرواية، تشعر هازل بشعور عميق عندما يهمس والد أوغست في أذنها بأنه من الأمر العظيم وجود هازل في حياة ابنهم المتوفي، أوغست
- الطبيبة ماريا : هي الطبيبة الأساسية لهازل وتهتم بحالتها، وفي بعض الأحيان تظهر تعاطفا شديدا مع حالة هازل وتقنع أهلها بالسماح لابنتهم بالسفر إلى أمستردام، لأنها يجب أن تعيش حياتها
فكرة فيلم ما تخبئه لنا النجوم
حتمية المعاناة
هذا الفيلم يتحدث عن مراهقين يحتضرون بسبب السرطان، لذلك من غير المفاجئ أن تكون المعاناة هي سمة بارزة في الفيلم وفي حياة الشخصيات. هازل، أوغست وإسحاق كلهم يعانون من الألم الجسدي والعاطفي أيضا. تراكم السوائل في رئتي هازل يحرمها من الأكسجين الضروري لها، وهذا يقود إلى ألم عميق لينتهي بها الامر في وحدة العناية المركزية.
إسحاق كان يجب عليه التعايش مع فكرة فقدان إحدى عينيه، وهذا الشيء يؤدي إلى فقدان بصره والانفصال عن حبيبته. أوغست تتدهور حالته الجسدية لدرجة أن يتعين عليه تناول مسكنات تجعله غير متماسك وغائب عن الوعي تقريبا، ويدرك بحزن أنه لن يستطيع القيام بالأشياء البطولية التي كان ينوي القيام بها في حياته. من وجهة نظر شخصيات الرواية، فإن الألم هو ببساطة جزء من الحياة، وأثر جانبي لمرضهم، هذا لا يعني انهم يرحبون بالألم، إنما ببساطة لا يستطيعون الهرب منه، وهو شيء حتمي
النوع الأصعب من الألم كان بالنسبة لشخصيات الرواية هو فقدان شخص عزيز عليهم، والفيلم يقترح ان هذا الألم هو الألم الأصعب. هازل تقلق كثيرا من التسبب بهذا الألم للأشخاص الذين يحبونها لذلك كانت تحاول في البداية الابتعاد عن الناس، ولكن يتضح في النهاية أنها أصبحت ضحية ألم فقدان حبيبها أوغست.
في النهاية، يدرك هازل أن هذا النوع من الألم لا يمكن تجنبه، فهو حتمي ويحدث في كل مكان. ولكن في الفيلم، تدرك هازل أنه حتى لو كان بإمكانها العودة إلى الماضي، فإنها لن تتوقف عن حب أوغست. حتى وإن تسبب هذا الحب ألما بفقدان أوغست، فهو نعمة ونقمة في نفس الوقت. يعد الألم جزءا ضروريا من السعادة في الفيلم، وهناك شيء مهم يؤمن به هازل، وهو أنه بدون الألم، لن نكون قادرين على معرفة السعادة
الخوف من النسيان
تضطر الشخصيات في الفيلم إلى مواجهة الموت بطريقة لا يواجهها الأشخاص الأصحاء والشباب، على الرغم من أن الموت هو مصير حتمي لكل شخص، إلا أن هازل والمرضى لا يستطيعون التوقف عن التفكير في ما سيحدث بعد الموت.
يدفع الخوف من النسيان أوغست إلى الرغبة في تنفيذ بعض الأعمال الأسطورية قبل وفاته. يعتقد أوغست أنه إذا لم يقم بأعمال فريدة واستثنائية، فلن يتذكره أحد بعد وفاته. بمعنى آخر، سينسى وكأنه لم يكن موجودا. أما بالنسبة لهازل، فإن الخوف من النسيان يأتي بشكل مختلف. هازل تشعر بالقلق من الألم الذي ستسببه للأشخاص المقربين منها بعد وفاتها. يرى الفيلم أن ما يجعل الحياة ذات أهمية هو العلاقات التي يبنيها الشخص والحب الذي يختبره، وأن الألم هو شيء لا مفر منه في الحياة.