قصة فيلم The pursuit of happyness
هذه هي قصة الكفاح التي خاضها أب أمريكي لإنقاذ طفله البالغ من العمر خمس سنوات، وتحقيق حلم الحياة الأمريكية في سان فرانسيسكو عام 1981
في عام 1981، كان كريس غاردنر ( ويل سميث) يحاول العيش من خلال بيع ماسحات العظام الضوئية للأطباء في سان فرانسيسكو، وعلى الرغم من أنه لم يكن يتوفر له على راحة مادية، إلا أنه كان يستمتع بالتواصل مع الناس. كان هذا الرجل من أصل أمريكي أفريقي مقتنعا بأنه يستحق مصيرا أفضل على الرغم من كونه بائعا بالفطرة. كانت زوجته ليندا (ثاندي نيوتن) تعمل بوظيفتين لدفع الضرائب، وكان الزوجين يعانيان من الديون الكثيرة. يتوجه الطفل كريستوفر البالغ من العمر خمس سنوات إلى مركز رعاية النهار.
تحت ضغط اقتصادي، تقبل ليندا وظيفة في نيويورك، برغم اعتراض زوجها، ولكنها تثق في قدرته على رعاية ابنهما، وتترك كريستوفر تحت رعاية زوجها.
إصرار كريس يؤتي ثماره عندما يبدأ التدريب في شركة مرموقة، حيث يثير كريس إعجاب مدير الشركة من خلال ذكائه وحله للغز في إحدى ألعاب الذكاء. لكن العقبة كانت أن التدريب سوف يكون بالمجان والبرنامج لا يدفع أي راتب وأن هناك حوالي 20 متدرب آخر ويجب عليه التفوق عليهما كي يستلم الوظيفة. في أثناء ذلك، يتدهور وضعه المادي بشكل أكبر عندما تتم سرقة أحد ماسحات العظام التي يتوجب عليه بيعها، ويُطرد هو وابنه من الشقة. ينتقلون إلى غرفة صغيرة في النزل لكنهن يطردون في النهاية ليعيشوا على الأرصفة. لينتهي بهم الأمر بأن ينامون في الحمام في محطة الحافلات. لحسن الحظ، يحول الأب هذه التجربة المريعة إلى لعبة مسلية من خلال التظاهر بأنهم يختبئون في كهف من الديناصورات.
في هذا الوقت، يثبت كريس قدراته الإبداعية في التدريب في الشركة ويتفوق على أقرانه من المتدربين. يدعوه مديره للانضمام إليه هو وابنه في مباراة كرة قدم في سان فرانسيسكو. يُصاب كريس بالذهول من عالم الثراء الذي يدخله. لكن المدير يبدد أحلامه بإخباره أنه لن يكون قادرًا على الانضمام إلى هذا المجال لأن الخبرة لا تزال تنقصه.
استيحاء الفيلم من قصة حقيقية
فيلم السعي للسعادة مبني على قصة حقيقية لسعي كريس جاردنر في تحقيق الحلم الأمريكي، لكن المخرج الإيطالي ، غابرييل موشينو ، قد قام بتحرير القصة قليلاً، لا سيما مقدار الوقت المفرط الذي يظهر فيه كريس وهو يطارد الأشخاص الذين سرقوا ماسحاته الضوئية. أحدهم كان رجل بلا مأوى يعتقد أنها آلة زمن.
أثار الفيلم تعاطف العديد من المشاهدين من خلال تصوير أب أمريكي من أصل أفريقي وحيد يقوم برعاية ابنه. هذا الأب يغدق على ابنه بالحنان والحب الذي يثير الإعجاب. ينضم كريس وكريستوفر إلى مجموعة من الأشخاص المشردين من أجل الحصول على طعام وهؤلاء الأشخاص يعتبروا من المحظوظين في حال الوصول باكرًا للحصول على طعام.
عقب إجراء تجربة مدهشة، حيث كان معظم الأشخاص سيصابون بالإحباط لو كانوا في موقعه، نجح في التدريب وتمكن من الحصول على الوظيفة، وتغيرت حياته بشكل إيجابي بسرعة.
أفكار فيلم السعي للسعادة
الحياة تكون قاسية أحيانًا
إذا كان الشخص غنيًا، فربما لن يتعرض للمعاناة في حياته، ولكن بالنسبة لمعظم الأشخاص، فإن الحياة تكون قاسية. يفقد كريس منزله ويصبح مشردًا، ويختبر مرارة الذل عندما يقضي ليلته في محطة القطار، ولكنه يشعر بالسعادة فيما بعد.
عندما تزداد الأمور سوءًا، استرخي
أنهى كريس تدريباته وبيع جميع الأجهزة الطبية. كان بلا فكرة عن الأمور التي يمكنه القيام بها في حياته. في الأيام الأخيرة من التدريب، حيث لم يكن يعلم ما يحمله الحياة له، ذهب إلى الشاطئ ونام في فندق. هذا يظهر أنه بغض النظر عن الضغوط التي يواجهها الشخص، فإنه يستحق الحصول على قسط من الراحة بعد العمل الجاد والمجهود.
العلاقة بين الأب وابنه
اختار ويل سميث التمثيل مع ابنه الحقيقي في الفيلم، مما جعله أكثر واقعية ومصداقية، حيث إن كريس وابنه صديقان ويحبان بعضهما البعض، وتوجد بينهما علاقة قوية يتمنى كل والد أن يمتلكها مع ابنه.
الفقر ليس عائقًا
كان كريس يؤمن بأن النجاح يتوقف فقط على جهوده الشخصية، بغض النظر عن القدر أو الصدفة. وكان يحلم ويعمل جاهدًا لتحقيق هذا الحلم.
لا تدع الآخرين يحبطونك
تضم فيلماً مشهداً لا يُنسى يظهر فيه ويل سميث وهو يحاول إقناع ابنه بعدم قضاء وقت كثير في لعب كرة السلة لأنه لا يعتقد بأنه سينجح في هذه الرياضة، وربما كان يُقدِّم هذه النصيحة لابنه بسبب تجربة الفشل التي عاناها في حياته، ليس فقط في مجال الرياضة، ولكن في جميع جوانب الحياة.
يفعل الكثيرون عادةً إحباط من حولهم بسبب عدم قدرتهم على تحقيق النجاح في شيء ما، وفي هذه المشهدية، يوجه ويل سميث رسالة مهمة وهي عدم السماح للآخرين بجعلنا ضحية لفشلهم وتعاستهم، وعدم السماح لهم بقتل أحلامنا من خلال السلبية التي يحيطوننا بها.
تأثير الفقر على العائلة
أحد أهم أفكار الفيلم هو كيفية تأثير الفقر على العديد من جوانب الحياة. في البداية يظهر الفيلم أن الفقر قد أثر على هذه العائلة وشتتها. كريس وزوجته ليندا يتشاجرون دائمًا حول موضوع المال وغير قادرين على العيش دون حساب كل دولار ينفقونه. كنتيجة لذلك، تصاب ليندا بالإرهاق وتقرر ترك العائلة.
فيلم السعي للسعادة وتحقيق الحلم الأمريكي
عندما نصف الحلم الأمريكي، يكفينا استخدام هذه العبارة (الحياة، الحرية، والسعي للسعادة). أمريكا، أرض الفرص اللامحدودة (هذه العبارة التي سمعناها كثيرا)، هي التي دفعت ملايين الأشخاص لترك بلادهم في القرن الثامن عشر والبدء بحياة جديدة في أمريكا. عنوان الفيلم يشير بشكل كبير إلى هذه الفكرة، وأحد أهم مواضيع الفيلم يتناول تحقيق الحلم الأمريكي.
حيث يبدأ الفيلم بعائلة تعيس على هامش المجتمع، العلاقة بين أفراد العائلة متوترة بسبب الضغوط الاقتصادية، الفقر والخوف من فقدان كل شيء. كنتيجة لذلك، لم تتحمل ليندا كل هذه الضغوطات وتقرر السفر وترك كريستوفر برعاية ابيه فقط. تفقد العائلة كل شيء، المسكن والمال. لكن كريس لا يفقد الأمل وحلمه بأن يحيى حياة جيدة. يحارب كريس جاهدًا للتخلص من حياة الفقر وتحقيق حلمه، ويركض كل يوم من فرصة لأخرى. حيث يقوم كل يوم بالعناية بابنه كريستوفر ومحاولة بيع الماسحات والتدريب في الشركة أيضًا. بعد حوالي 6 أشهر من العمل الجاد يستطيع الحصول على وظيفة أحلامه. وتنتهي بذلك معاناته.
تظهر قصة الفيلم إمكانية تحقيق الأحلام في أمريكا من خلال العمل الجاد. لا يمكن تحقيق الحلم دون العمل الجاد لتحقيقه، وهذه هي الرسالة التي يحملها الفيلم. يتحمل كل فرد مسؤولية الحياة التي يعيشها. ولاحظ النقاد في الفيلم عدم اهتمامه بالتعليم، وهو أمر مهم جدا في الولايات المتحدة، وهو أمر أساسي عند الرغبة في الحصول على وظيفة في الولايات المتحدة. فلا يوجد عمل جيد بدون الاهتمام بالتعليم.