فيلسوف الإرادة آرثر شوبنهاور (Arthur Schopenhauer)
يعرف الكثيرون هذا الشخص بلقب فيلسوف التشاؤم، وذلك بسبب نظرته الواقعية الشديدة للحياة، حيث تتميز أقواله دائمًا بالتماشي الصارم مع الواقع، ومن أبرز أقواله: (….)
السعادة هي حلم والألم حقيقة .
تتراوح الحياة بين الألم والملل كما يتراجح البندول.
هل ترغبون في معرفة الأحلام التي يتحدث عنها هاملت، وهي تلك الأحلام التي يمكن أن تحدث أثناء نومه قبل وفاته؟ انظروا إلى أنفسكم! فوجودنا الحالي في هذا العالم وهذه الحياة، هي بمثابة الأحلام.
إذا كان الوجود والحياة حالة مستحبة ومرغوبة، فإن الجميع يذهبون إلى حالة اللاوعي أثناء النوم، ويستيقظون منها مبتهجين، ولكن العكس هو ما يحدث في الواقع، حيث يذهب الجميع مبتهجين إلى النوم ويستيقظون على ضبط الأمور.
يؤدي السؤال المتعلق بضرورة الزواج أو عدمه إلى حالات عديدة، ومنها ما إذا كانت الحاجيات الجنسية أكثر أهمية من الحاجيات الغذائية .
هناك العديد من المقاولات التي تتفق مع الفيلسوف آرثر شوبنهاور في رؤيته الواقعية المنطلقة من خلوص الأوهام والمشاعر. ولذلك أطلق عليه لقب فيلسوف التشاؤم. ولكننا نعتبره فيلسوف الإرادة، حيث يرى في كتابه الشهير “العالم إرادة وفكرة” أن النجاح في الحياة يكمن في الإرادة. ولذلك، سنتناول في هذا المقال السيرة الذاتية للفيلسوف آرثر شوبنهاور بتفصيل .
تاريخ الميلاد : ولد آثر شوبنهاور في اليوم الثاني والعشرين من شهر فبراير عام 1788.
الموطن : ألمانيا
الدراسة : درس الفلسفة في جامعة جوتنجن، ثم انتقل إلى جامعة برلين وأكمل دراسته هناك، وحصل على الدكتوراه بعد ذلك. كانت رسالته في الدكتوراه تحمل عنوان “الأصول الأربعة لمبدأ السبب الكافي”، وكان موضوع الرسالة يتعلق بالعقل وصلته بالعالم الخارجي .
طفولته : عاش بداية حياته في ترف حيث كان والده تاجرا ثريا جدا ويرعاه بشدة، ومع ذلك، لم تستمر حياة آرثر الصغيرة السعيدة والمستقرة لفترة طويلة. عندما بلغ أرثر سن السابعة عشرة، توفي والده انتحارا، ومن هنا بدأت حياته تتدهور بشكل كبير. والدته كانت سيدة متحررة جدا وعاشت حياة حرة بعد وفاة والده، وبدأت الخلافات تنشأ بينهما بكثرة، وفي إحدى المرات، دفعته أمه من أعلى السلم وسقط أرثر. هذا هو ما جعله يقطع العلاقة تماما مع والدته ويكره جميع نساء العالم، وظل عازبا حتى وفاته .
العمل و الكتابة : كان والد آرثر يرغب في أن يصبح ابنه تاجرا، لذلك حاول آرثر في البداية العمل في التجارة كما تمنى والده، وعمل لمدة عامين في مكتب تجاري، ولكنه لم يحب هذا العمل، لذا تركه واستمر في دراسته حتى حصل على الدكتوراه، ثم بدأ في الكتابة، وفي البداية لم تحقق كتاباته نجاحا، ولكنه لم ييأس، وساعدته الميراث المالي الذي ورثه من والده على الصمود والمواصلة، وفي عام 1814 حقق أخيرا النجاح والشهرة بعد نشر كتابه “العالم كإرادة وفكرة”، وبسبب نجاحه في هذا الكتاب حصل على وظيفة محاضر في جامعة برلين، ولكن للأسف فشل في هذه الوظيفة لأن الفيلسوف الألماني جورج هيجل كان يلقي محاضرات، وانشغل الطلاب بمحاضراته، وفشل في حياته الأكاديمية .
سنواته الأخيرة : في عام (1831) انتشر مرض الكوليرا في برلين، مما دفع شوبنهاور للهروب إلى فرانكفورت وعاش هناك لمدة سبعة وعشرين عاما حتى وفاته .