فوائد قصة لقمان
قصة لقمان الحكيم
يقال إن لقمان كان عبدا عند سيده الذي كان يرون فيه الحكمة والبلاغة، وفي يوم من الأيام طلب سيده من لقمان تقديم شاة للذبح وإحضار أفضل جزء من اللحم وألذه ليطبخه له. فعمل لقمان كما طلبه سيده، ثم عاد وأحضر له لسان وقلب الشاة، وتعجب الرجل وسأل لقمان إن كان هناك جزء في الشاة أطيب من تلك القطعة، فأجاب لقمان لا، فسكت الرجل.
في اليوم الثاني، طلب سيده منه ذبح شاة وإحضار أخبث ما فيها. فقام لقمان بذلك، وعاد بما طلب منه سيده وهو اللسان والقلب، وفوجئ الرجل وسأله: `ألم تجد في الشاة ما هو أخبث من القلب واللسان؟` فأجابه لقمان بالقول: `لا`. فتعجب سيده وسأله: `لماذا عندما طلبت منك أطيب ما في الشاة، أحضرت لي القلب واللسان، وعندما طلبت منك أخبث ما في الشاة، عدت وأحضرت القلب واللسان نفسهما`.
تتسم الرؤية بالطيب والخبث، فقال لقمان: لا يوجد شيء أطيب من اللسان والقلب إذا كانا صالحين، ولا يوجد شيء أخبث من اللسان والقلب إذا كانا فاسدين.
أعجب الرجل بحكمة لقمان، فأعتقه، وسافر إلى فلسطين حيث يعيش نبي الله داود، وعمل عنده، وعندما رأى داود حكمته وشاهده في حل النزاع بين الناسجعله قاضيًا بين بني إسرائيل. والمعتبر من تلك القصة يعرف فوائد قصة لقمان وكيف أن حكمته سببت في أن يذكر في كتاب الله.
فوائد قصة لقمان الحكيم
تتعدد فوائد قصة لقمان وتختلف بسبب حكمة لقمان التي أثرت على القصة وجعلتها مليئة بالفوائد والقيم المستفادة من سورة لقمان متعددة، ومن بين فوائد قصة لقمان:
- الحكمة التي منحها الله للقمان هي نعمة ربانية لا يتدخل فيها أحد من البشر، ولذلك الطريقة الوحيدة للوصول إليها هي الدعاء والتضرع إلى الله. فمن يكون صادقًا ومنصفًا وملتزمًا بأوامر الله ونواهيه، ويقف بتقوى أمامه، فسوف ينال هذه الحكمة الربانية.
- كانت الحياة وطريقة العيش للحكيم لقمان معروفة بقلة كلامه وكثرة تأمله، والالتزام بالعبادة والاستفادة من جلسات العلم وأهله.
- يشكر الإنسان نعم الله التي أتته للعبادة، وذلك لأن شكر الله هو السبب في بقاء النعمة وعدم انتهائها، وزيادة النعم واستمرارها.
- يمكن للإنسان أن يشكر على النعم التي يتلقاها بأي طريقة متاحة له، سواء كان ذلك عن طريق القلب أو اللسان أو الأفعال، ويمكن استخدام أي وسيلة ممكنة للتعبير عن الامتنان.
- إن شكر العباد لربهم ليس لتحقيق منفعة أو تجنب الأذى، إذ إن الله سبحانه وتعالى غني عن عباده وعن الكون بأسره، ولكن من يستفيد بالشكر هو الشاكر نفسه، ويعود الثواب له وحده، وإن الله سبحانه وتعالى غني عن كل ذلك.
- الإيمان الكامل بغنى الله، وبأن شكر عباده له لا يزيد في ملكه، ولا ينقص منه، يعتبر حجة على الكافرين والمكذبين لنعمته.
- تتمثل أهمية الحكمة في منح الإنسان البصيرة والثبات، وتحسين الرأي والفهم.
- يتمثل أهمية الوعظ والتوجيه في تربية الأطفال والناس بشكل عام، ويمكن الجمع بين الترهيب والتشجيع في ذلك.
- تتضمن النصيحة الفعالة قسمة الود، والتودد، ولين الكلام من الناصح للمنصوح، حتى تتغلغل النصيحة في القلب، وذلك على العكس من أساليب الذم والتعنيف والتهديد أو الكلام الخالي من الود.
- يجب مراعاة ترتيب الأوليات عند النصح والتوجيه، واتباع ترتيب الأهمية في النصح والإرشاد أمر مهم وضروري.
- من ضرورة تربية الأبناء على التوحيد وعدم الشرك بالله، بجميع أنواعه وأشكاله.
- تعلم قصة لقمان الحكيم على خطورة الشرك وظلم النفس ، وأن الشرك بالله هو ظلم للنفس، ولذلك كانت أول نصائح لقمان الحكيم لابنه.
- يجب على المربي أن يكون على دراية بالأوامر والنواهي وأهميتها وخطورتها، حتى يستطيع التنبيه والإرشاد للمتعلم أو المتربي.
- تذكر معاناة الآباء وما بذلوه وقدموه لأبنائهم بالبر وتقديرهم لهم.
- حق الأم أمر عظيم، ويجب الإحسان لها وطاعتها وبرها، والاعتراف بفضلها وما قدمته، والاعتناء بحملها وتربيتها.
- يؤكد الإقران بين حق الله وحق الوالدين على أهمية حق الوالدين وضرورة برهما، ويدل بقوة على أن حق الوالدين يحتل مرتبة عالية تلي مرتبة الشرك بالله والتي هي أعظم الظلم.
- من فوائد قصة لقمان مراعاة الفضل والجميل لأهله ولمن قدم لهم العون، وعدم إنكار هذا الجميل أو إغفاله أو نسيانه.
- فضل الصحابة والصالحين والأولين، وغيرهم ممن ساروا على نفس الطريق، وهم أفضل جيل.
- يجب اختيار الصاحب أو الجليس بعناية وتحديد مدى أهمية هذه القضية وفوائدها، ولا ينبغي للمؤمن بالله أن يجلس مع أي شخص قد يصدِّه عن دينه أو يجلب له المشاكل.
من هو لقمان الحكيم
ورد عن لقمان الحكيم عدة اخبار واختلف العلماء في شأنه ، بداية قيل ان اسم ابيه عنقاء بن سدون وقيل انه ابن ثاران ، قيل أنه نبي ، وقيل أنه عبد صالح وحكيم، قيل أنه كان قاضي في زمن النبي أيوب عليه السلام، وقيل أنه كان نجار ، وقيل أنه من أهل سودان مصر ، ولم يثبت لدى العلماء بلده الحقيقية.
ورد ذكره في القرآن الكريم، ونزلت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة تحمل اسمه ، وهي سورة لقمان ، والتي حكت عن نصائح وحكم و وعظ لقمان لابنه ، حيث قيل أنه فقد كل أولاده ، وكانت تلك المواعظ لابنه الوحيد الذي عاش ، وقد صبر على موتهم ، ولم يصدر عنه أي اعتراض أو ضجر، وتلك من أعظم فوائد قصة لقمان.
وصايا لقمان الحكيم
تعد وصايا لقمان التربوية لابنه في كتاب الله متعددة ومتقنة ولها تأثير كبير في حياة أي شخص يتبعها. فهي لا تقتصر على شخص لقمان وابنه ولا على زمن محدد، بل هي وصايا عامة متنوعة ومتعددة تصلح لكل زمان ومكان وأشخاص
- أشكر الله، ولقد منحنا لقمان الحكمة بأن يشكر الله، ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن الله هو الغني الحميد.” [سورة لقمان 12].
- لا تشرك أحدًا مع الله، لأن الشرك يعد ظلمًا عظيمًا. (سورة لقمان 13).
- ضرورة بر الوالدين (ووصينا الإنسان بولديه).
- ضرورة اتباع نهج السابقين من أهل الصلاح.
- لا تستهين بالمعاصي والذنوب بغض النظر عن حجمها ، ستحاسب عليها الله.
- “يجب أن تقوم بأداء الصلاة، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، وتحمّل ما يصيبك من الصعاب.
- لا تتكبر على الناس، ولا تنفعل بنفسك، واعتدل في مشيك، وتواضع، ولا تتكبر، وخفِض من صوتك.
سورة لقمان
لقد تناولت سورة لقمان ، وصايا لقمان الحكيم لابنه، و هي مليئة بالعبر ، والوعظ ، يستفيد منها من أراد الخير لنفسه ومن حوله ، ومن أراد بها أن يربي أبناءه، والناس ، فهي مرجع للواعظ والمربي ، والاهل ، والمعلم ، لما تشمله من نصح و وصايا ، وآداب ، وسورة لقمان سورة هي السورة رقم واحد وثلاثون في ترتيب المصحف الشريف، وسميت بذلك الاسم لما احتوت عليه من ذكر اسم لقمان الحكيم و وصاياه، وهي سورة مكية ، أربعة وثلاثين آية، وشملت على غير قصة لقمان على فوائد تدبرية أخرى من آيات الله في الكون.