فوائد سورة ال عمران الروحانية
روحانيات سورة آل عمران ومعجزاتها
تأتي هذه السورة بتركيبة مختلفة من الأدوية لأولئك الذين يعانون من الحزن، ومن يقرأها بتأمل في كلماتها ومعانيها سيشعر بالهدوء والاطمئنان .
تحتوي هذه السورة الكريمة على قصص عن الأحزان والأوقات العصيبة، وتعد الأدوية النافعة لهذا الحزن، وقد ذكرت فضلها في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة .
قد يحزن المسلمون عندما يعلمون أن إخوانهم يُقتَلون على أيدي الأعداء، وأن الأعداء يُقتَلون العلماء والشيوخ، وفي الوقت الذي لا يستطيعون فعل شيء حيال ذلك، جاءت الآيات في هذه السورة العظيمة لتخفيف الحزن وإبلاغهم أن الله قد أعد لمن يفعل ذلك عذاباً أليمًا .
حيث قال الله تعالي في سورة آل عمران: ” إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ” .
فوائد سورة آل عمران للرزق
يعتقد بعض الناس أن الأمر والرزق بيد الخلق، ويتصرفون وكأن الملك في أيديهم، فقد يعزون ويزلون الآخرين، وربما يعتقدون أنهم يملكون الرزق في أيديهم، وبالتالي يستحوذون على الخير من البعض ويعطونه للآخرين .
يولد هذا الأمر الحزن في نفوس الناس، ولكن عند قراءة سورة آل عمران نرى الله الذي يعلم السر والمستور ويواسي أولئك الذين يتألمون من شعورهم بأن الحياة تسير بخلاف ما يعتقدونه .
فيقول عز وجل في سورة آل عمران: يمكن قول: `اللهم مالكالملك، تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير` .
عندما تقرأ هذه الآية الكريمة، سوف تشعر بالهدوء والاطمئنان لأن الأمر كله بيد الله عز وجل، وهذا يظهر جليًا في رد القرآن الكريم على أعداء الدين والكافرين الذين يتفوقون على المسلمين في العدد ويتوقعون النصر والهزيمة للمسلمين .
هذا يسبب حزن المسلمين، ولكن الله جل وعلا يخبرنا أن النصر لا يأتي بالعدد والعتاد، بل يأتي بقوة الإيمان والثقة بالله والمثابرة، حيث يقول الله تعالى في السورة الكريمة
” وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ” .
في غزوة أحد، شعر الصحابة بالحزن بسبب الخسائر التي تكبدوها في المعركة، ولكن الله نزل عليهم آيات من سورة آل عمران في وسط المعركة ليعزيهم، ويشفي قلوبهم، وليذكرهم بأنهم أشداء وأفضل من غيرهم، فقال الله تعالى: “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين .
وفيما يتعلق بالهزيمة التي تعرضوا لها بعد معصية النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءت الآية الكريمةمن سورة آل عمران لتوضيح أسباب هزيمتهم وحكمة تلك الهزيمة، حيث ذكر الله سبحانه وتعالى
” إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ “.
وقوله:
عندما أصابتكم مصيبة مماثلة لما أصابني، قلتم: `كيف حدث هذا؟` قل: إنه بسبب أفعالكم الخاصة، إن الله قادر على كل شيء وما أصابكم في يوم التقى الجمعان فقد كان بإذن الله، ليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا. وقيل لهم: `تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا العدو`. قالوا: `لو كنا نعلم كيف نقاتل، لاتبعناكم`. هم في ذلك اليوم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان. إنهم يتحدثون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، والله أعلم بما يكتمون
وقاله عز وجل أيضا: ” مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ” .
تُعد سورة آل عمران من السور التي لها ثواب عظيم، إذ ذُكر في الأثر عن ابن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن أبيه، عن أبي عبد الله قوله: إن من يقرأ سورة البقرة وسورة آل عمران، فإنهما ستأتيانيوم القيامة مثل الغمامتين التي تظللان رأسه .
فضل سورة آل عمران
- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاتحة الكتاب وآية الكرسي والآيتين من آل عمران تشهد بأنه لا إله إلا الله وتقول: `اللهم، أنت مالك الملك إلى آخرها.` هذه الآيات معلقات بين الله تعالى وبينهن حجابا. تقول: `يا رب، أسقطنا على أرضك وعلى من يعصيك؟` فأجاب الله تعالى: `لا يقرأهن أحد من عبادي بعد كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه، على ما كان فيه، وأسكنته في حظيرة القدس، وأنا أنظر إليه في كل يوم سبعين نظرة.` قال النبي صلى الله عليه وآله: `من قرأ آية الكرسي بعد كل صلاة لم يمنعه دخول الجنة إلا الموت، ومن قرأها عندما ينام، آمنه الله تعالى وجيرانه وسكان الأحياء المجاورة له، وفي حديث آخر عن أبي جعفر عليه السلام: من قرأ آية الكرسي وهو ساجد، لن يدخل النار أبدا .
- تعتبر آيات سورة آل عمران كافية، فقد جاء في الأثر عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة قال: إذا كان على أحدهم صعوبة في ترويض حيوانه، فليقرأ عليه من سورة آل عمران قوله تعالى: “أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ .
- يقال إن علي بن أبي طالب قد وصى بقراءة آخر سورة الحشر والست آيات الأولى من سورة الحديد، وآية الملك وآية شهد الله من سورة آل عمران بعد الصلاة والدعاء، حيث يجعل هذا القراءة المدعومة بالدعاء جوابًا للدعاء .
- تعد سورة آل عمران من السور التي لها ثواب عظيم، فقد قيل في الأثر عن ابن الوليد، وأحمد بن إدريس، والأشعري، وأبيه، وأبي عبد الله، أن من يقرأ سورة البقرة وسورة آل عمران يوم القيامة يأتيان مثل الغمامتين تظلان رأسه .
خواص سورة آل عمران
- تأتي سورة آل عمران لتشفع لمن يقرأها يوم القيامة. فقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة كشفيع لأصحابه. أقرؤوا سورتي البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما .
- قال النواسبن سمعان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: `سيأتي بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به، وتقدمه سورة البقرة وآل عمران .
- قد أشاد الصحابة بمن يقرأ سورة البقرة وآل عمران، فقال أنس رضي الله عنه: إن الرجل الذي يقرأ سورة البقرة وآل عمران يصبح ذو شأن عظيم بيننا .
فوائد سورة ال عمران للسحر
وفي صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: `اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحاب` .
يتم دعوة الناس لقراءة سورتي البقرة وآل عمران في القرآن الكريم، حيث يأتيان في يوم القيامة مثل غمامتين أو غيمتين، أو مثل فرقان من طيور الصوف التي تحاج عن أصحابها، ويتم التأكيد على أن قراءة سورتي البقرة وآل عمران تجلب البركة وتركها يسبب الحسرة، وعدم قدرتك عليها يعتبر شيئًا مؤسفًا .